تحقيق إخباري: شركات صينية تقيم موائد رحمن للمسلمين المصريين في رمضان

القاهرة 24 يونيو 2015 / "إننا نقدر حقيقة الشركات الصينية على هذه اللفتة الطيبة. أقول لجميع الصينيين شكرا لكم ورمضان سعيد عليكم وعلى العالم كله"، هكذا قال محمد، وهو رجل مصري في أوائل الأربعينات من عمره بعد تناوله وجبة الإفطار مع مئات الآخرين في مأدبة إفطار خيرية أقامتها شركات صينية في البلاد بمناسبة شهر رمضان المبارك.

ظهر العلمان المصري والصيني يرفرفان جنبا إلى جنب في أعلى خيمة جهزت لاستضافة المئات من المصريين الصائمين في مائدة رحمن ضخمة قرب شارع النصر الرئيسي في حي المعادي الجديدة شرقي العاصمة القاهرة.

وقالت لافتة كبيرة أعلى الخيمة" تدعوكم جمعية الصين لمواد الحجر في مصر (سيسما) والجمعية المصرية المتكاملة لتناول الإفطار على مائدة الرحمن. رمضان سعيد!"

وقال أحمد، 32 عاما، أنه عمل لإحدى شركات الأحجار الصينية في منطقة شق الثعبان القريبة وأعرب عن سعادته بالطعام على مائدة الإفطار الرمضاني بعد يوم من الصيام.

وقال الرجل الذي بدا متعبا جدا لوكالة ((شينخوا)) بعد الانتهاء من تناول الإفطار " إنني أحضر إلى هنا في المأدبة الصينية يوميا خلال شهر رمضان، إنها حقا جيدة والطعام كثير ولذيذ".

وقالت الشركات الصينية المانحة إنها حريصة على المساهمة في المجتمع المصري خلال شهر رمضان المبارك وإظهار تضامنها ووحدتها مع الشعب المصري من خلال مثل هذه الأنشطة الخيرية البسيطة.

وقالت أمينة مي، نائبة السكرتير العام لجمعية (سيسما) إن" الكثير من رجال أعمال شركات الأحجار الصينية يعملون في مصر منذ سنوات وتمثل مصر لهم وطنهم الثاني. لذا، فإنهم يريدون اغتنام مناسبة شهر رمضان لإظهار الامتنان والتقدير للمصريين المحليين"، مشيرة إلى أن جمعيتها جمعت نحو 300 ألف جنية مصري (حوالي 40 ألف دولار أمريكي) في أقل من أسبوع لدعم هذه الأنشطة.

وتقيم (سيسما) موائد خيرية يوميا في رمضان منذ عام 2012 وتحرص الجمعية على مشاركة الشعب المصري في مناسباته السعيدة في علامة على إظهار التقدير للتعاون والتفاعل بين البلدين.

ولا تقف الأنشطة عند موائد الرحمن في رمضان وإنما تمتد إلى تقديم هدايا وشنط من المواد الغذائية الضرورية مثل الزيت والشكر والأرز ...إلخ توزعها الجمعية على الشعب المصري، وفقا لقائمة دراسة اجتماعية وفرتها الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة.

وبالنسبة لأولئك الفقراء الذين يعيشون في المناطق النائية ولا يستطيعون المجيء إلى المعادي لاستلام الهدايا أو تناول الإفطار، قامت سيسما بتأجير حافلات لتسليم الهدايا وشنط المواد الغذائية لهم على أبواب منازلهم.

وقالت رئيسة الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة هناء إسماعيل لوكالة ((شينخوا)) إن "سيسما جاءت إلينا وعرضت تقديم المساعدة في الأعمال الخيرية في التنمية. لقد كانت فكرة لطيفة للغاية ورحبنا حقا بفكرتهم وسعدنا بهذا التعاون مع الشركات الصينية الخيرية".

وأوضحت السيدة أن جمعيتها هي منظمة للمنفعة العامة لها 7 فروع في مصر، تقدم الخدمات والتنمية لأكثر من 7 آلاف أسرة في جميع أنحاء البلاد.

وبدافع من روح الخير والإحسان السائدة في رمضان، تطوع بعض الشباب المصري للمشاركة في الأنشطة الخيرية انطلاقا من إحساسهم بالمسؤولية تجاه الفقراء وحرصهم على مد يد العون إلى أقرانهم المصريين.

وقال كريم، وهو طالب بجامعة القاهرة 21 عاما، " إنني شاركت في هذا النشاط الخيري لأنه من الجيد حقا أن تخدم الناس. لست أنا فقط، وإنما يأتي أصدقاء آخرون ويساعدون قدر المستطاع أيضا".

وأضاف الشاب "أنه نوع من الشركات الصينية التي تلبي ما يحتاجه الناس. إنها لفتة طيبة نقدرها حقا ونأمل منها أن تواصل عملها الخيري في المستقبل".