تقرير إخباري: بوتين وأولاند يتفقان على تحقيق تعاون أوثق في مكافحة الإرهاب بسوريا

/مصدر: شينخوا/  15:56, November 27, 2015

موسكو 26 نوفمبر 2015 / اتفق الرئيسيان الروسي والفرنسي يوم الخميس على تسريع التعاون في مكافحة الإرهاب، فيما قالا إن حادث إسقاط المقاتلة الروسية الذي وقع مؤخرا بالقرب من الحدود التركية- السورية لا ينبغي على الإطلاق أن يتكرر مرة أخرى.

وفيما وصف المحادثات مع الرئيس الفرنسي الزائر فرانسوا أولاند بأنها "بناءة"، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المؤتمر الصحفي المشترك إلى أن الجانبين قررا تقاسم المعلومات الاستخباراتية العسكرية حول محاربة تنظيم الدولة (داعش) في سوريا، وهي خطوة نحو تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.

وأبدى الزعيمان تصميما على معاقبة مرتكبي الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها روسيا وفرنسا اللتين سقطتا ضحية هجمات إرهابية يعتقد أنها من تنفيذ تنظيم داعش.

وقال أولاند "سنعاني جميعا من الإرهاب، لذا علينا بذل جهود منسقة. هذا هو الهدف من اجتماعنا"، مؤكدا على الحاجة الملحة إلى التوصل إلى توافق حول تشكيل تحالف دولي عريض.

كما أعرب بوتين وأولاند عن اعتقادهما بأن القوات التي تحارب داعش وجماعات إرهابية أخرى لن تُستهدف في العمليات العسكرية التي تشنها الدولتان في سوريا، وتعهدا بدعم تلك القوات في أداء هذه المهمة المشتركة.

بدأت روسيا حملتها الجوية ضد أهداف داعش في سوريا في أواخر سبتمبر بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، والتي ذكر الكرملين أنها قلصت إلى حد كبير من القدرة القتالية لهذه الجماعة الإرهابية.

وكثفت فرنسا ضرباتها الجوية ضد داعش بعدما نفذت الجماعة المسلحة سلسلة من الهجمات المميتة في باريس في وقت سابق من الشهر الجارى ولقى فيها 129 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب أكثر من 300 آخرين.

ولكن الخلاف مازال قائما بين الزعيمين حول مستقبل الأسد عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي للأزمة التي طال أمدها في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

فقد أصر أولاند على أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. فيما أكد بوتين، الذي يعتبر الأسد وقواته حليفين في مكافحة الإرهاب، على أن مصير الأسد لابد أن يقرره الشعب السوري.

وعندما سئل عن إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية طراز "سو-24"، حذر بوتين من أن روسيا لن تدرس التعاون مع أي شخص أو أي تحالف إذا ما وقع حادث مماثل مرة أخرى.

وقال بوتين "نعتقد أن هذا لن يتكرر. وإلا فلن يكون لدى روسيا حاجة إلى أي تفاعل مع أي شخص أو أي تحالف مع أي طرف".

وذكر أولاند أنه لتفادى تكرار مثل هذه الحوادث، من الضرورة بمكان أن تعمل جميع الدول التي تحارب الإرهابيين في سوريا على تدعيم التنسيق بين القوات العسكرية المنتشرة في المنطقة.

كما أعرب بوتين عن خيبة أمله لأن تركيا لم تقدم سوى "تفسيرات مبهمة"، دون تقديم اعتذارات كاملة ودون عرض التعاون مع روسيا للحيلولة دون وقوع حوادث مأساوية مماثلة.

وأضاف بوتين أن "تلك الإدعاءات التركية تعد جميعا ذرائع، مثل قولهم إنهم لم يكن يعلموا أن الطائرة سو- 24 تابعة لروسيا"، مشيرا إلى أن الطائرة الحربية لديها علامات عسكرية مرئية على بدنها.

وقال بوتين إن العلاقات الروسية - التركية دمرت "بطيش وغباء"، معربا عن تشككه في أداء آليات تبادل المعلومات المقامة بين روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فضلا عن داخل التحالف نفسه.

وأصر الرئيس الروسي على أن روسيا قدمت جميع المعلومات الخاصة بالطلعة الجوية إلى التحالف مسبقا، و"الجانب الأمريكي الذي يقود التحالف كان يعلم بمكان وتوقيت مرور الطائرة الروسية خلال طلعتها".

وذكر بوتين أنه سيتم إجراء مشاورات جادة مع الولايات المتحدة حول تبادل المعلومات في سوريا فيما يتعلق بإسقاط الطائرة "سو-24".

وأضاف أن القوات الجوية الروسية والجيش السوري كثفا من الضربات في المنطقة التي أسقطت فيها المقاتلة الروسية "سو-24" يوم الثلاثاء حيث أسفر هذا الحادث عن مقتل أحد الطيارين وإنقاذ الآخر فيما بعد.

وأكد بوتين نشر نظام الدفاع الجوي "أس-400" في قاعدة حميميم الجوية السورية لحماية الطائرات الروسية المتمركزة هناك "دون تناقض مع ما نفعله مع التحالف".

كما دعا بوتين أنقرة على اتخاذ إجراءات لقطع إمدادات النفط غير القانونية و"القائمة على المستوى الصناعي" والمتجهة من الأراضي التي يسيطر عليها داعش إلى تركيا.

وخلال محادثاتهما التي استمرت لساعات، أظهر أولاند أيضا دعمه للتحقيق في حادث طائرة الركاب الروسية الذي وقع فوق شبه جزيرة سيناء المصرية يوم 31 أكتوبر الماضي وأسفر عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 224 شخصا.

واتفق الزعيمان على مواصلة حوارهما على هامش مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ في باريس.

【1】【2】【3】【4】