![]() |
البقاع اللبناني 7 ديسمبر 2015 (شينخوا) تعتبر صناعة المدافئ العاملة على الغاز أو الحطب أو المازوت من الحرف العائلية المتوارثة والمميزة في العديد من المناطق الجبلية اللبنانية.
وتعتبر بلدة "راشيا الوادي" الواقعة عند الطرف الشرقي من منطقة البقاع بشرق البلاد إحدى البلدات الشهيرة منذ أكثر من ثلثي قرن بالعشرات من مشاغل صناعة المدافئ التي تتنافس في ما بينها على تحسين اداء المدافئ وتطوير شكلها الخارجي في ظل ما تنتجه الصناعات الحديثة والمستوردة في مجال تكنولوجيا التدفئة.
ويقول الشيخ حسن الجويدي ل(شينخوا) أنه أمضى أكثر من 50 عاما في صناعة المدافئ الحديدية وأنه ورث هذه الحرفة عن والده.
ويلفت الجويدي إلى حاجة سكان المناطق التي تعلو 400 متر وما فوق عن سطح البحر إلى المدافئ التقليدية التي ينتجها والتي تعتبر من الوسائل الاقتصادية للتدفئة مقارنة مع غيرها.
أما الشيخ جلال أبو ابراهيم صاحب مشغل مدافئ "جبل الشيخ" الواقع على جانب الطريق الرئيسي الموصل بين مرتفعات جنوب البلاد وشرقها فيقول أنه امتهن هذه الصناعة منذ 35 عاما وأن انتاجه يقدر بحدود 5 آلاف مدفأة تباع في الأشهر الثلاثة التي تسبق فصل الشتاء .
ويوضح أن مدافئ "راشيا الوادي" تمتاز بجودتها ومتانتها وجماليتها وهو الأمر الذي فتح امامها السوق الأردنية .
ويقول أن أسعار المدافئ تبدأ من أربعين دولارا أمريكيا وصولا إلى الألفين تبعا للحجم والشكل والزخرفة.
من جهته يشكو محمد أبو منصور من أن انتاج مشاغل المدافئ التقليدية يواجه منافسة المدافئ السورية والتركية والأوروبية ويطالب برفع الرسوم الجمركية عليها لحماية المنتج المحلي والمشاغل الصغيرة التي يتجه بعضها إلى الافلاس والاقفال.
يفخر أبو محمد ربيع القضماني صاحب معمل للمدافئ في البقاع بانتاجه المتعدد الأحجام بين صغير ومتوسط وكبير، لافتا إلى أن المدافئ التي ينتجها هي من الحديد الصلب تعمل على المازوت والحطب والغاز.
ويوضح انه يزود هذه المدافئ بنوع من الزجاج المقاوم للحرارة عبر فتحات واشكال تجميلية.
وفي هذا المجال يشير القضماني الى أنه يصنع مدافئ وفقا لطلب وتصميم الزبون من بينها على سبيل المثال مدفأة على شكل قصر صغير لكنه يلفت الى أن تكلفة مثل هذه المدافئ مرتفعة اذ تتراوح سعرها بين 3 و7 آلاف دولار امريكي وهي تكون شبيهة بالتحف التي يفخر ويتباهى بها صاحبها باعتبار أنه ليس لها مثيل في الأسواق.
ويعتب القضماني على الدولة اللبنانية التي لا تعير أي اهتمام لصناعة المدافئ ولا تقدم أي مساعدة أو مساهمة في دعم هذه الصناعة وديمومتها.
ويوضح مصدر مسؤول في محافظة البقاع أن وزارة الصناعة تعجز عن مساعدة مؤسسات الصناعات التقليدية المحلية في الظروف الاقتصادية الحالية التي يمر بها لبنان.
ويؤكد أنه من غير الممكن الغاء الضريبة المفروضة على أهم المواد المستعملة في تصنيع المدافئ وهو الحديد الصناعي.
ويضيف أن الدولة تحاول حماية صناعة المدافئ من المضاربة التي تنافسها وخاصة من المدافئ التركية المستوردة.
ويشير إلى حرص الدولة على أن تكون المدافئ التي توزعها الجهات المانحة على النازحين السوريين والتي قارب عددها 700 ألف مدفأة صغيرة من الصناعة الوطنية اللبنانية.
بدوره يشير أحد تجار المدافئ كميل أبو غيدا إلى أن الطلب المحلي قد ازداد هذا العام على مدافئ المازوت وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط بعدما كان الطلب كثيفا خلال السنوات الماضية على مدافئ الحطب.
يذكر أن أهالي القرى الجبلية اللبنانية ينشغلون في شهري اكتوبر ونوفمبر ، كما يقول رب العائلة حسين حمدان، بتأمين مدافئهم ووقودها لمواجهة برد الشتاء مما يتطلب ميزانية خاصة تتراوح بين ألف و1500 دولار أمريكي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn