مقالة : الصين تعزز بناء مشروعات تكنولوجيا المعلومات والممر الصيني-العربي لشبكة الانترنت

بكين 21 ديسمبر 2015 / توقع خبراء صينيون أن تصبح عملية بناء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات حافزا للنمو الاقتصادي للدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، وقد انضم الممر الصيني-العربي الدولي الكبير لشبكة الانترنت في إطار المبادرة علاوة على ميناء المعلومات بين الصين ودول الآسيان وغيرها .

وتوافق الخبراء الحاضرون في المؤتمر العالمي الثاني للإنترنت الذي اختتم الأسبوع الماضي في بلدة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، على أن مبادرة "الحزام والطريق" تحتاج إلى بنية تحتية ناضجة في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث يعد الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات حافزا قويا للنمو الاقتصادي وإعادة الهيكلة الاقتصادية في الصين، كما تهتم الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" بتطوير تكنولوجيا المعلومات ودورها الملحوظ في النمو الاقتصادي .

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال المؤتمر "إن الصين على استعداد للعمل مع جميع الأطراف المعنية للقيام بالمزيد من الاستثمارات وتقديم الدعم التقني لدفع بناء البنية التحتية لفضاء إلكتروني عالمي، وتمكين المزيد من الدول النامية وشعوبها من المشاركة في الفرص التنموية التي تقدمها شبكة الإنترنت ".

وطرح لو وي، رئيس إدارة الفضاء الإلكتروني في البلاد ، مفهوم الممر الصيني-العربي الدولي الكبير لشبكة الانترنت لأول مرة في المعرض الصيني-العربي في سبتمبر عام 2015 .

وحسبما ذكر لو ، ستقوم الصين والدول العربية بالتعاون الفعال على مستويات الحكومة والشركات والشعوب ، وسيبنى ممر كبير بدعم رئيسي من منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين ويركز على تعزيز البنية التحتية لشبكة الانترنت وشبكة الكوابل الضوئية الخاصة بالاتصالات ، ما سيسمح للمزيد من الأشخاص في المناطق الفقيرة بالمشاركة في شبكة الانترنت والتعرف على العالم الخارجي والحصول على المزيد من المعارف والمعلومات عبر الانترنت حتى أيضا تحقيق المزيد من الدخل وعيش حياة أفضل.

إلى جانب ذلك، من المقرر أن تعمق الصين التعاون مع الدول العربية في الاقتصاد الرقمي وتسرع في بناء سوق مشتركة على الانترنت ، علاوة على التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية عبر الحدود والخدمات اللوجستية والحجر الصحي والدفع المالي وغيرها .

في عام 2014، تجاوز إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في الصين عن 13 تريليون يوان (حوالي 2010 مليار دولار أمريكي)، ويتوقع أن يبلغ الحجم 18 تريليون يوان في العام الجاري، ووصل عدد الشركات المتداولة في مجال معلومات الانترنت إلى أكثر من 330 شركة بقيمة تتجاوز 3 تريليونات يوان.

وفي هذا الصدد، تتوقع الصين أن تبني مع الدول العربية مركزا ماليا إقليميا على شبكة الانترنت ليقدم خدمات التسوية والدفع عبر الحدود ويحفز التسوية بين عملات متعددة والتدفق المالي في إطار الممر.

وأشار خبراء حضروا المؤتمر العالمي الثاني للانترنت إلى أن تعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والتعاون في التجارة الإلكترونية وعلى شبكة الانترنت نموذج إبداعي لجمع وترتيب موارد متنوعة ، وللصين تجارب ناضجة في هذا الصدد، وللدول النامية الأخرى حاجات متعلقة بذلك ، لذا فإن هذا التعاون يصب في صالح جميع الأطراف المعنية.

وفيما يخص تفاصيل بناء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، فاقترح تشن شنغ، مؤسس شركة شي جي هو ليان، أن تشجع الدولة المزيد من الشركات المبدعة في التقنية المعنية والشركات المتخصصة في شؤون الانترنت على المشاركة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وينبغي على الدول المشاركة تخفيف حدة سيطرتها وقيودها في شؤون الاستثمار والتشغيل في هذا المجال.

وذكر تشن أنه يجب تضييق الفجوة في المعلومات بين الشعوب، حتى يتمتع كل شخص بخدمات انترنت عالية السرعة ولا سيما في الدول غير المتقدمة.

وأشار تشن إلى أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في إطار مبادرة "الحزام والطريق" حجمها ضخم ومدة استثمار وتنفيذ مشروعاتها طويلة، وفي هذا الصدد، من الأحسن أن تشجع مشاركة رؤوس الأموال الاجتماعية وخاصة المالية على الانترنت وأداء دورها على أكمل وجه في هذا المجال حتى تطور أسلوبا جديدا في استثمار وبناء وتشغيل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.