بقلم/ د.سون شينغ جي، استاذ بمعهد الدبلوماسية العامة بجامعة جيلين
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بكين أن الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في محادثات مع المعارضة ستجرى مطلع العام 2016 في جنيف برعاية الأمم المتحدة، ما يبدو أن هناك بصيص امل لإنهاء سنوات من الحرب اهلية في سوريا.ومع ذلك، اصدرت الحكومة السورية بيانا مؤخرا جاء فيه خبر مقتل زعيم المعارضة الرئيسي زهران علوش في سوريا في الغارات الجوية الاخيرة.
تشهد سوريا اليوم خلافات متعددة مشتعلة، والمصالحة والمفاوضات السياسية وفقا للمبادئ الديمقراطية ليست اكثر اهمية عن اعادة الاعمار في سوريا. ويبدو أن الحكومة السورية قد فهمت مفتاح الفوضى، حيث قال الرئيس السوري بشار الاسد خلال مقابلة اجراها مع وسائل الاعلام:" إذا أراد الشعب أن يبقى الرئيس في السلطة فعليه أن يبقى وإذا لم تكن هذه إرادة الشعب سيتنحى بسرعة". كما ساهم التدخل الروسي في استقرار نظام بشار الاسد واستسلام المعارضة المسلحة التي تحاصر دمشق بأسلحتها الثقيلة والاستعداد للتفاوض. و في ظل هذا السيناريو فقط تمكن بشار الاسد من الحديث بهدوء عن تأسيس دولة ديمقراطية.
أن اتخاذ المحادثات السياسية كأداة سياسية لاستعادة السلام أمر صعب، إلا أن المحادثات السياسية كنتيجة لعبة سياسية قد تفتح عهدا جديدا من محادثات السلام في سوريا ، ومن المحتمل ان تكون نقطة تحول وبداية عهد جديد في الشرق الاوسط. على سبيل المثال، شهدت عدة بلدان اوروبية ثلاثين عاما حربا طائفية مذهبية بين الكاثوليك والبروستانت، ثم ما لبثت أن تحوَّلت إلى صراع سياسي بين فرنسا وسلالة هابسبورغ الملكية في النمسا ، ودمرت مناطق شاسعة من العمران وخلفوها جرداء لا حياة فيها، لكن تمت المصالحة في نهاية المطاف، وتشكل التوافق على أساس دولة ذات سيادة، فصل الكنيسة عن الدولة( علمانية)، عدم التدخل وغيرها.
القضية السورية لم تتجاوز سوريا فقط، وإنما تجاوزت منطقة الشرق الاوسط ايضا لتصبح قضية سياسية عالمية، وهذا اكبر فرق بين الحرب في سوريا وحرب ثلاثي عاما في اوروبا. ويعتقد بشار الاسد أن الحرب الاهلية في سوريا كانت قد تنتهي في غضون عام لو لم يكن هناك تدخل خارجي. ومع ذلك، اصبحت سوريا ساحة معركة مفتوحة لشن حرب ضد الارهاب بالوكالة.
وروسيا التي تساعد بشار الاسد لكسب ورقة مساومة للمحادثات السياسية قد وقعت في ورطة مع تركيا، ومما لا شك فيه ، فإن الجانبين في مسابقة للاختطاف سوريا وحتى العراق انطلاقا من مصالحهما الجغرافية السياسية. وما تيرده روسيا هي القاعدة على ساحل البحر المتوسط وقيمة سوريا من تحرك العلاقات بين القوى الكبرى، أما تركيا فهي قلقة من اقامة الكرديين دولتهم استفادة من الفوضى. وعلى ما يبدو أن اللعبة بين روسيا وتركيا تنفصل عن عملية المصالحة السياسية في سوريا ، ولكنها حلقة وصل رئيسية، لان تركيا تدعم المعارضة السورية ايضا.
يتطلع بشار الاسد الى محادثات السلام او حتى تنحى عن الحكم. لكن من هي المعارضة المشاركة في المحادثات؟ في الواقع، مفهوم المعارضة في سوريا مطموس، والقضية الرئيسية هي من يجلس على طاولة المحادثات مع بشار الاسد؟ وحتى لو أن بشار الاسد تنحى، من يمكن أن يحل محله؟ اعلن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب عن استعداده لاستقبال الرئيس السوري بشار الاسد، وأن الديمقراطية في دولة لا تتمتع بالنظام والاستقرار تعد ترفا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn