23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
  2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

تحليل أخباري : التوتر الايراني السعودي سيؤثر سلبا على مسار الأزمة السورية سياسيا

2016:01:05.10:07    حجم الخط:    اطبع

دمشق 4 يناير 2016 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الاثنين ) أن الخلاف الناشب بين المملكة العربية السعودية وإيران على خلفية إعدام الأولى لـ 47 شخصا بينهم رجل دين شيعي بارز سيكون له انعكاس سلبي كبير وخطير على مجريات الأزمة السورية ، سيما وان الدولتين لاعبتان اساسيتان في الأزمة السورية ولهما نفوذ واسع الطيف في الداخل السوري ، معربين في الوقت ذاته عن املهم في أن تسعى الدول الرئيسية الكبرى إلى تحييد الخلاف السعودي الايراني عن الازمة السورية .

وكانت الرياض أعلنت امس الاحد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وأمهلت افراد البعثة 48 ساعة لمغادرة أراضيها على خلفية هجوم متظاهرين ايرانيين على السفارة والقنصلية السعودية في مشهد بإيران ، وتلا ذلك إعلان البحرين والسودان الحلفين للسعودية قطع العلاقات مع إيران .

وكانت السعودية قد أقدمت يوم السبت الماضي على إعدام 47 شخصا من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة الإرهاب .

وأعلنت تشكيلات وفصائل مسلحة في سورية اليوم "الاثنين" دعمها " بشكل كامل " قرار المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران .

وذكرت الفصائل الـ26 في بيان مشترك نشر على مواقع تابعة للمعارضة المسلحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، إن " استمرار تهديدات النظام الايراني لأمن واستقرار المنطقة عبر دعم المليشيات الطائفية والإرهابية كالحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وفيلق بدر ولواء ابو الفضل العباس بعدوانها الصريح على سورية " .

كما دعت الفصائل العسكرية جميع الدول العربية والاسلامية لاتخاذ خطوات جدية وحقيقية في التصدي لمشاريع الارهاب التي تصدرها ايران للعالم كله .

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان إعلان الرياض قطع العلاقات مع طهران " مقلق للغاية " .

وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي يوم السبت الماضي أن تنفيذ حكم الاعدام بحق النمر هو "جريمة واغتيال حرية التعبير وحقوق الإنسان،" وفقا لوكالة الانباء السورية (سانا).

أعرب محللون سوريون عن التشاؤم حول هذا التطور الجديد في المنطقة، لا سيما بعد أن هزت الانفجارات مسجدين للسنة في وسط العراق اليوم الاثنين، مما أثار مخاوف من تجدد الصراع الطائفي في العراق، التي ظلت لفترة طويلة تعاني من التوتر والهجمات المتبادلة بين الطائفة السنية والشيعية.

وقال ماهر إحسان، وهو محلل سياسي سوري "ان التوترات الحاصلة بين السعودية وايران مثيرة للقلق ، لأن تلك القوى يمكن أن تسعى إلى الانتقام من بعضهم البعض " ، معربا عن اسفه لأن الشعب السوري غالبا ما يدفع الثمن .

وعبر منذر خدام الناطق الإعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل السوري في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) عن تخوفه من انعكاس التوترات بين الرياض وطهران على الأزمة السورية ، مؤكدا أن كلا البلدين لهما دور مؤثر في الداخل السوري .

وقال المعارض السوري إن " الخلاف الناشب بين البلدين سيكون له بكل تأكيد انعكاس سلبي لأنه من المعروف ان السعودية وإيران من الدول الإقليمية والرئيسية التي لها تأثير كبير في الساحة السورية " ، معربا عن أمله في ان تعمل الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة الامريكية على تحييد هذا التأثير السلبي .

وأشار خدام إلى أن السعودية لها تأثير كبير على أطراف المعارضة ، وهذا ليس خافيا على أحد ، مؤكدا أن السعودية " اذا أرادت ان تعيق المفاوضات المرتقبة في جنيف ، فهي قادرة على فعل ذلك " ، مؤكدا أن هيئة التنسيق الوطنية كانت تطالب دائما بحصول توافق دولي وإقليمي لحل الأزمة ، لافتا إلى أن هذا التوافق حصل في اجتماعات فيينا ، مبينا أن الازمة السورية " تتعرض الآن لإنتكاسة خطيرة جدا بسبب الخلاف السعودي الايراني " .

ومن جانبه شاطر محمد ابو القاسم رئيس حزب التضامن المعارض الرأي لمن سبقه بالحديث بشأن تأثير الخلاف السعودي الايراني على مجريات الازمة السورية ، مؤكدا أن هذا الخلاف سيترجم سياسيا وعسكريا داخل الاراضي السورية .

وقال ابو القاسم في تصريحات مماثلة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق" بالتأكيد الخلاف بين السعودية وإيران سينعكس سلبا على الازمة السورية وسيصبح الصراع السعودي الايراني داخل الارض السورية " ، مؤكدا أن هذا التوتر الشديد " سيؤثر سلبا على طبيعة المفاوضات التي ستجري وفي وقت لاحق من الشهر الجاري في جنيف " ، لافتا إلى أن " السعودية من المؤكد سوف ترفع سقف المطالب وربما سيعتذرون عن المشاركة في المفاوضات القادمة إن لم تؤجل .

واضاف نحن " ننتظر ما سيسفر عنه زيارة المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستور الى السعودية اليوم وغدا ، ويومي الاربعاء والخميس القادمين إلى سوريا " ، مؤكدا ان التوترات بين الرياض وطهران " ستنكعس ليس فقط على الصعيد السياسي وبل على الصعيد العسكري داخل الارض السورية " .

واعطى التوافق الدولي الذي حصل في اجتماعات فيينا في شهري اكتوبر ونوفمبر الماضيين أملا جديد، حيث وافقت القوى العظمى وعلى الصعيد الإقليمي، بما في ذلك إيران والمملكة العربية السعودية، على خارطة طريق لانهاء الصراع السوري سياسيا ، لكن ما جرى مؤخرا ربما سيعود بسوريا الى المربع الاول وهو العنف .

وخارطة الطريق، والتي سيتم تنفيذها لأول مرة مع اجتماع هذا الشهر في جنيف بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، تهدف إلى إقامة حوار، وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة جديدة في سوريا تمهيدا لحل أوسع نطاقا وأكثر شمولا.

في حين لم يتم بعد بلورة تفاصيل خارطة الطريق مع الآلية المناسبة، ويخشى من أن التوتر الإقليمي الجديد الذي حصل أن يؤثر على تجديد الجهود لانهاء الازمة السورية طويلة الأمد، والتي قتل فيها أكثر من 250 الف شخص وأجبر نصف سكان سوريا على ترك منازلهم.

/مصدر: شينخوا/
تابعنا على