بيروت 18 يناير 2016 / أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء اليوم (الاثنين) تبنيه ترشيح خصمه السياسي العماد ميشال عون رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" البرلماني للرئاسة اللبنانية.
جاء الاعلان في مؤتمر صحفي مشترك عقده زعيما القوتين الأكبر على الساحة المسيحية عقب اجتماعهما اليوم والذي يعكس مشهدا توحيديا لهذه الساحة المنقسمة منذ سنوات ذلك أن جعجع هو أحد أقطاب "قوى 14 مارس" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري المدعوم من السعودية فيما يعتبر عون قطبا من أقطاب "قوى 8 مارس" بزعامة "حزب الله" المدعوم من ايران.
وقال جعجع أن "الشغور في سدة رئاسة الجمهورية ضرب بالشلل شبه التام في المؤسسات الدستورية كافة وهدد وجود الدولة ".
وأضاف "لقد بتنا قاب قوسين من الهاوية فصار لا بد من عملية إنقاذ غير اعتيادية (..) نضع فيها كل إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات".
وأعلن تبني "حزب القوات اللبنانية" لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في خطوة تحمل الأمل بالخروج مما نحن فيه إلى وضع أكثر أمانا واستقرارا."
وأشار جعجع إلى أن التفاهم مع عون يأتي في إطار سياسي واضح ويتضمن مجموعة نقاط رئيسية أبرزها التزام وثيقة "اتفاق الطائف" واحترام أحكام الدستور من دون انتقائية وتفسيرات خاطئة واعتماد الاعتبارات السياسية في القضايا الخارجية.
وأوضح أن التفاهم يتضمن "تعزيز الاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء الى السلاح والعنف ايا كانت الاحتقانات، ودعم الجيش معنوياً ومادياً وتمكينه وسائر القوى الامنية من التعاون مع سائر الحالات غير الشرعية بهدف بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية."
وأكد أيضا "التزام مقررات مؤتمر الحوار الوطني وضرورة اقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وصحة التمثيل ويحفظ العيش المشترك ويشكل مدخلاً لعودة التوازن إلى مؤسسات الدولة".
كما أكد على " التزام سياسة خارجية مستقلة وعلى نسج علاقات تعاون مع الدول الخارجية لاسيما العربية منها بما يحصن وضع الداخل اللبناني ويحافظ على استقراره."
وشدد على "اعتبار اسرائيل دولة عدوة والتمسك بعودة الفلسطينيين ورفض التوطين وعدم السماح باستعمال لبنان مقرا أو منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين على الحدود اللبنانية السورية إضافة إلى احترام قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الجامعة العربية."
ودعا "القوى الحليفة في "قوى 14 مارس" إلى تبني ترشيح عون لاسيما وأن الاطار السياسي للتفاهم مع عون يترجم عناوين مهمة في مشروع "قوى 14 مارس" .
كما دعا جعجع " جميع الفرقاء إلى الالتفاف حول ترشيح عون للخروج من حالة الانقسام إلى مرحلة عنوانها المصلحة الوطنية العليا لاسيما وأن الاطارين السياسي والعملي يشكلان نقطة التقاء بين فريقنا وبين فريق عون المتحالف مع "قوى 8 مارس"."
من جهته شكر عون "القوات اللبنانية" لدعمها ترشيحه للانتخابات الرئاسية مؤكدا أن "النقاط التي ذكرها جعجع في ضميرنا وكتابنا ونحن سنعمل عليها وسنسعى لقيام وطن نموذجي."
وشدد العماد ميشال عون على أنه "علينا الخروج من الماضي لنستطيع بناء المستقبل ويجب الا ننساه لكي لا يتكرر والورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها" في إشارة إلى الصراع بين فريقه وفريق جعجع.
وتمنى عون أن " تتم عملية الانتخاب بخير وفي حينها وسنكون غطاء لجميع اللبنانيين ولن نتعامل بكيدية مع أحد وفي هذا الوطن الكل له موقعه (...) داعيا إلى أن "يجتمع المسلمون والمسيحيون لمرة واحدة لصيانة الوطن."
وكان حوار ثنائي بين فريقي جعجع وعون قد جرى العام الماضي وادى لاتفاق على اعلان نوايا يركز على انتخاب رئيس للبلاد يكون قويا ومقبولا من الطائفة المسيحية.
ويرى مراقبون بأن خطوة جعجع (الذي كان مرشح "قوى 14 مارس" للرئاسة) تأتي ردا على مبادرة كان طرحها رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بدون التنسيق مع حليفه جعجع لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية قطب "قوى 8 مارس" حيث يعارض جعجع هذا الترشيح بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط فرنجية بالرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك يعتبر دعم الترشيح المعلن اليوم اختراقا لخارطة القوى والاصطفافات والتحالفات السياسية قد يؤدي إلى تصدعات سياسية قوية وإلى خلط للأوراق سيؤثر على الحراك السياسي في البلاد.
ويحتاج عون إلى تأييد كتل نيابية أخرى لضمان فوزه بالرئاسة إلا أن دعم جعجع يجعله المرشح الأقوى مسيحيا علما بأن الدستور اللبناني ينص في إطار المحاصصة الطائفية السياسية على وجوب أن يكون الرئيس مسيحيا من الطائفة المارونية.
وتشغر سدة الرئاسة اللبنانية منذ 25 مايو العام 2014 بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سلميان وعجز البرلمان عن انتخاب خلف له بسبب الخلافات السياسية والصراعات.