أعلن جيش التحرير الشعبي الصيني عن انشاء المناطق الحربية الخمس رسميا يوم 1 فبراير الجاري، وذلك باعادة تقسيم المناطق العسكرية السبع الى المناطق الحربية الخمس، وأن المعنى من استخدام كلمة "الحربية" بدلا من " العسكرية "، أعمق بكثير من عدد المناطق التي تحولت من سبعة الى خمسة.
كانت المناطق العسكرية التقليدية تتميز بالالوان الادارية ، إلا أن معنى المناطق الحربية جديد بالكامل. المنطقة الحربية تكون دائما على اهبة الاستعداد وجاهزة للمواجهة العسكرية والمشاركة في الحرب، هذا ما يتفق بها الجيش والجمهور. وأن الامتلاك مثل هذا الجيش سيجعل التنمية السلمية للصين اكثر جدية، واكثر احتراما من قبل القوى الخارجية.
الجيش الصيني لم يدخل الحرب لسنوات عديدة، وحديث وسائل الاعلام الاجنبية عن القوة العسكرية للصين، يجعلنا نفكر بسهولة بالصاروخ الاستراتيجي " دونغ فنغ"، الغواصات، برنامج بناء حاملة الطائرات ، وغيرها، وان مرة ذكر الجيش الصني نفسه قليلة. ويمكن القول أن الجيش الصيني لم يعطي انطباعا عميقا للعالم، حيث أن معظم الجنرالات العسكرية الاجنبية اليوم لم يشاركون ابدا في الحرب مع الجيش الصيني ، والصين لا تمتلك لـ "هوليوود " لتصوير صورتها العسكرية القوية. ويظن البعض ان تعريف الجيش الصيني غير كافي. كما يامل البعض أن تتحدث الصين اكثر عن "تحويل السيوف إلى محاريث"، والافضل السماح للجيش التقاط صور تظهر للناس حمامة السلام.
إنشاء المناطق الحربية الخمس هو تغيير ثوري، وكلمة " الحرب" هي جوهر الجيش وروح الدعاية العسكرية، والافراج عن القوة. وبعد 1 فبراير ، العالم سيزيد اعجابا بالصين.
قوة الجيش الصيني ليست موجودة في ملف الحروب طيلة العقود الماضية فحسب ، ولا تستند الى الاسلحة المتطورة الجديدة فحسب. و أن جرئة وحزم جيش التحرير الشعبي الصيني في القتال وكسب الحرب، و استعداده الحقيق للحرب هو الغطاء الأمامي لكتاب القوة العسكرية الصيني.
الاكثر قوة لجيش التحرير والأكثر جاهزا لدخول الحرب في اي وقت ، وأن تمسك الصين بالسلام واضح جدا، كما أن النهوض السلمي الوطني متكامل هو اكثر تنظيما. خلاف ذلك، فإن السلام هو الخيار المضطر للصين تحت اي ظرف من الظروف. وإذا نظر العالم الخارجي للصين بهذه النظرة فإن اليوم السعيد للصين قرب الى نهايته، والسلام العالمي يصبح محفوظا بالمخاطر بسبب التشوهات.
البلد الكبير دائما ما يجذب فرص التنمية في العالم ويشارك في توزير الثروة، وعدم امتلاكه قوة عسكرية يجعل استقراره مهدد. ويرتبط امن الدول الكبرى ارتباطا وثيقا بالامن العالمي، وأن امتلاكها للقوة الحربية دون الرغبة في الحرب يصالح للمصلحة المشتركة للبشرية. ومن يعتقد أن الصين " الحمامة الضعيفة"، هم غريبون عن القوانين السياسية للانسان.
الواقع ،أن الجيش الصيني قادر على ضمان امن البلاد دون أن يدوس الاجانب بالاحذية، ولكن، النظام العالمي الذي يدعم المنافسة العادلة في عصر العولمة لم يتطور الى حد كافي. وإن اعتماد بعض القوى الخارجية على تفوقهم العسكري في الافراج عن مشاعرهم الرافضة لصعود الصين ، لا يضر امن الصين فقط ،وأنما يهدد السلام العالمي ايضا.
اعباء الجيش الصيني ستكون ثقيلة لفترة طويلة مستقبلا. مما يبنغي عليه ان يكون مستعدا للحرب والسلام معا. واقتراب الصين من تحقيق فرصة النهضة العظيمة للأمة التاريخية، يجعلها في مواجهة غير مسبوقة للنمط والامل والمخاطر. ومساعدة الامة الصينية على عبور هذه الفترة الانتقالية باستقرار، بمثابة مساعدة على هضم العدوية التي تتراكم من جراء تغيرات قوى البلاد المختلفة ، وسوف يلعب جيش التحرير الصيني دورا رئيسيا.