الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: قسوة الحياة في غزة تنعكس على سكانها في احتفالاتهم بعيد الحب

2016:02:15.08:27    حجم الخط    اطبع

غزة 14 فبراير 2016 / بدا الشاب الفلسطيني أحمد الزيتي (25 عاما) سعيدا وهو يتجول داخل محل لبيع الزهور والهدايا في مدينة غزة لشراء ورود أو تذكار يهديه إلى خطيبته في عيد الحب.

ورغم أنه عاطل عن العمل كالكثير من الشبان في قطاع غزة المحاصر، إلا أنه فكر أن يهدي خطيبته ما يستطيع شراءه حتى وإن كان ثمنه محدودا ليقضي يومه معها بهذه المناسبة التي تمر هذا العام عليهما لأول مرة وهما مرتبطان.

وأظهر الزيتي ابتسامة عريضة من شدة فرحه وهو يضع لمساته على باقة تضم ورودا حمراء نسقها صاحب محل الزهور في منطقة (الرمال) الراقية، كونها أول هدية من نوعها يهديها إلى خطيبته بمناسبة عيد الحب.

ويقول الزيتي وهو خريج جامعي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه رغم عدم تمكنه من الحصول على وظيفة إلى حد الآن، إلا أنه لا يستطيع تفويت مناسبة عيد الحب من دون أن يهدي خطيبته هدية ليعبر لها عن مدى حبه.

وأعرب الزيتي عن أمله، أن يتزايد الاحتفاء بعيد الحب وغيره من المناسبات السعيدة لدى سكان غزة بتحسن أوضاع معيشتهم.

ويعتبر عيد الحب من أعياد الرومان وهو تعبير عن الحب الإلهي، وله عدة أساطير استمرت عند الرومان، وأصبح العالم يحتفل به في 14 فبراير من كل عام.

وبات تقليدا سنويا أن يعبر المحبون في عيد الحب عن حبهم لبعضهم بطرق مختلفة، منها إرسال الزهور والهدايا التي يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض لما لها من دلالة على الحب والنقاء والإخلاص.

وفي حين أصر الزيتي على الاحتفاء بعيد الحب بأقل التكاليف، إلا أن باسم عبدو الذي يدير محلا لبيع الزهور في غزة اشتكى من ضعف حركة البيع رغم أنه عمد كالكثير من أصحاب محال الزعور وبيع الهدايا إلى عرض باقات زهور متنوعة الألوان مع حضور مميز للون الأحمر منذ ساعات صباح حلول عيد الحب الرومانسي أملا في جذب الشبان والشابات.

وتوسطت تلك الباقات دمى وقلوب أسفنجية حمراء كتب عليها عبارات حب لطالما ألهبت قلوب العشاق.

يقول عبدو لوكالة ((شينخوا))، "هناك ركود في إقبال الزبائن على شراء الهدايا وبالتأكيد فإنه يعود إلى تردي الأوضاع الاقتصادية التي تثقل كاهل سكان قطاع غزة" البالغ عددهم مليونا و900 ألف نسمة.

ويضيف عبدو وهو يتابع تنسيق باقات الزهور المعروضة إنهم عملوا على اختيار البضائع ذات الأسعار المتوسطة والرخيصة كي تكون في متناول أكبر عدد من الزبائن غير أن الإقبال على الشراء ظل محدودا.

ويردف بنبرات محبطة، أن معظم ما تم بيعه حتى ساعات ظهر اليوم بحجز مسبق من زبائن دائمين لدى متجره، فيما عامة الزبائن ظل إقبالهم محدودا رغم ما يمثله عيد الحب من موسم لتبادل الهدايا.

وتعتبر نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 42.7 في المائة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وفي مناطق أخرى في غزة لوحظ كذلك ضعف مظاهر الاحتفاء بعيد الحب مع انتشار محدود لباعة يتجولون في شوارع رئيسية وهم يحملون باقات زهور ومجسمات لقلوب ودببة حمراء.

ولم يعلن مسبقا في غزة عن حفلات بالمناسبة في المطاعم أو الفنادق القليلة في القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف عام 2007.

وبدا أبو الوفا عليوة في الخمسينات من عمره سعيدا وهو يشتري ثلاث باقات زهور متنوعة الألوان قال ل((شينخوا))، إنه سيهديها لزوجته وابنتيه لتهنئتهم بعيد الحب كتقليد اعتاد عليه سنويا.

وبالنسبة لعليوة الذي غطى الشيب شعره فإن كل مناسبة للاحتفاء بالحب للعائلة والأصدقاء يجب أن لا يتم تفويتها مهما كانت مصاعب الحياة التي نواجهها.

وكتعبير من نشطاء ساخرين عن الوضع الاقتصادي والحصار المفروض على غزة مع قدوم عيد الحب نشروا صورة لأسطوانة غاز منزلية تم طلاؤها باللون الأحمر وتزيينها بالدمى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي سرعان ما لقيت مشاركات عديدة.

ويقصد بصورة أنبوبة الغاز الحمراء بأنها أفضل هدية يقدمها الحبيب إلى حبيبته في عيد الحب في إشارة إلى الأزمات التي يعيشها السكان في قطاع غزة ومنها أزمة نقص الغاز.

وظهر في صورة مماثلة متداولة جدا على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة شموع حمراء اللون في غرفة مظلمة كتعبير عن أزمة سكان القطاع المتفاقمة منذ سنوات بفعل أزمة انقطاع التيار الكهربائي بما يسببه ذلك لهم من اكتئاب وضجر.

وكتب الناشط الشبابي معاذ العامودي على صحفته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) "أما نحن فسنحتفل بالفالنتاين في غزة المحاصرة...أفرحوا أنتم أيها العالم بحريتكم".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو 2014 سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حماس.

وسيطر تكرار حالات انتحار لشبان من سكان غزة شقنا أو حرقا خلال الأسبوعين الأخيرين على حديث العامة وترك تأثيره على تعليق الكثير منهم على حلول مناسبة عيد الحب.

وكتب الباحث الحقوقي في غزة مصطفى إبراهيم على صفحته على (فيس بوك) "بمناسبة يوم الاكتئاب العالمي لا تقدموا على الانتحار، عبروا عن حبكم لأنفسكم وقرفكم من كل المسؤولين المنافقين ومن تسببوا بكآبتكم".

أما الكاتب الشاب فادي الحسني فكتب "احترم قدسية اللون الأحمر ولكنه بات يرمز للموت أكثر من الحياة (..) نازعوا بؤس الحياة وعيشوا الحب بعفويته المجنونة كما لو أن كل يوم عيد".

وإلى جانب ضعف مظاهر الاحتفاء العامة ، فإن عيد الحب لهذا العام يحل على قطاع غزة وسط تلاشي غير مسبوق في زراعة الزهور في أراضيه بعد أن ظل من أهم المصدرين لها إلى أسواق أوروبا لعقود.

وبلغت زراعة الزهور في قطاع غزة ذروتها خلال الفترة من عام 2003 إلى 2006 وكان في حينه يتم تصدير ما يزيد على 40 مليون زهرة إلى الدول الأوروبية خاصة (الجوري) و(الخرسيوت) و(لواندا).

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية تراجع تصدير الزهور من قطاع غزة إلى نحو خمسة ملايين زهرة سنويا، لكن التصدير توقف تماما هذا العام لتخلو أسواق أوروبا من ورود القرنفل الذي يشتهر القطاع بزراعته.

ويقدر مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة تحسين السقا ل((شينخوا))، بأن 4 إلى 5 دونمات فقط يتم زراعتها بالزهور في القطاع حاليا وتخصص للاستهلاك المحلي.

ويشير السقا، إلى أنه لا يمكن لمزارعي قطاع غزة زراعة الزهور من دون دعم خارجي لأن تكلفتها عالية جدا وتصل للدونم الواحد بنحو 10 آلاف دولار أمريكي إلى جانب تكلفة التصدير العالية.

وبحسب السقا، فإن التكلفة العالية لزراعة الزهور يضاف إليها انعدام كميات المياه العذبة وقيود إسرائيل على التصدير للخارج وهو ما يهدد باختفاء كلي لهذا النوع من الزراعة خلال الأعوام القليلة القادمة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×