الدوحة 16 فبراير 2016 /حذرت قطر اليوم (الثلاثاء) من ظاهرة ازدراء الأديان والمقدسات والثقافات الأخرى ،معتبرة إياها شكلا من أشكال العنصرية ووقودا يشعل الفتن ويلهب نعرات التعصب والكراهية.
وقال وزير العدل القطري حسن بن لحدان المهندي في افتتاح مؤتمر الدوحة الـ 12 لحوار الأديان اليوم إن "مسألة ازدراء الأديان والمقدسات والمعتقدات والثقافات الأخرى، لا تعد فقط مسلكا يحض على العنصرية والغلو، بل إنها وقود يشعل الفتن ويلهب نعرات التعصب والكراهية".
وأضاف المهندي أن رسالة نشر ثقافة وقيم التعايش السلمي والتسامح الإنساني تواجه العديد من التحديات الجسيمة التي تحتاج لمزيد من النظر والتحليل، مبينا أن من أخطر هذه التحديات ظاهرة أن يقترن الاختلاف مع الآخر بالمساس بحرية العقيدة والدين.
وتابع "يتعين علينا، بني الإنسان، أن نتمسك بالتعاليم والقيم الإلهية قولا وعملا، ولا نسمح لفئة قليلة ببث سموم الكراهية والتطرف الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الإرهاب الغاشم، وكل الأديان منه براء".
وأشار إلى أن مؤتمر هذا العام ينعقد في ظل تزايد وتيرة التطرف والعنف في كثير من بقاع المعمورة بصورة باتت تدق ناقوس خطر يهدد المجتمع، مشددا على ضرورة التوحد والعمل الإنساني المشترك من أجل نشر الأمن الروحي والفكري ومجابهة خطاب الكراهية والتطرف بكافة صوره وأشكاله.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إبراهيم صالح النعيمي في المؤتمر إن من التحديات التي تعترض طريق التعايش والاستقرار بين الأديان، تنامي ظاهرة تبعث على القلق متمثلة في ازدراء المقدسات والثقافات الأخرى، معتبرا ذلك شكلا من أشكال العنصرية والعصبية ولها نتائج سلبية ومعيقة للتعايش بين الثقافات والأديان.
ودعا النعيمي إلى التصدي لخطاب الكراهية والتشدد والغلو بكل أشكاله ومصادره سواء كان دينيا أو غير ديني، عبر تغليب لغة الحوار والتسامح والإقناع على لغة العنف والكراهية والتعصب المؤدية إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يمكن معالجة التشدد والغلو ونتائجها المدمرة بمقاربة أمنية أو سياسية، بل تحتاج إلى استراتيجية تنويرية فكرية تعالج جذور المشكلة مع تقديم بدائل مناسبة، لافتا إلى أن من ضرورات الأمن الروحي والفكري التصدي للأفكار المنحرفة بمنهجية حوارية منبثقة من التعاليم الدينية المدعومة بمنطق العقل.
ويعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية"، ويستمر يومين بمشاركة حوالي 500 شخصية من داخل وخارج قطر، بينهم مسؤولون وعلماء دين ومشرعون وأكاديميون من 70 دولة في مختلف التخصصات.
ويناقش المؤتمر أربعة محاور، تضم "الدين وحدة إنسانية مشتركة للأمن الروحي والفكري"، و"أساليب ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي وأثره على زعزعة الأمن الفكري" و"سبل تحصين الشباب من العنف الفكري والأخلاقي والتضليل الثقافي" و"استراتيجيات حماية الأمن الروحي والفكري .. قراءة في استشراف المستقبل".