القطارات السريعة، الطاقة النووية، الهواتف الذكية، تويويو....أصبحت كل هذه المصطلحات بمثابة بطاقة جديدة بالنسبة للصين، وحددت معالم جديدة لصورة الصين في العالم.
لقد قامت وكالة شينخوا مؤخرا بتحليل صورة الصين في العالم من خلال البيانات الكبرى . وأظهرت البيانات إعجاب وسائل الإعلام الأجنبية ومستخدمي الإنترنت الأجانب، بالتجارة الإلكترونية الصينية، وبالإنجازات التي حققتها الصين في إستكشاف الفضاء، وتطور قطاع مالية الإنترنت والتقنيات الجينية، وتقنية الإستنساخ وغيرها من الإنجازات والإبتكارات الصينية.
وأظهر التقرير الذي قامت به شينخوا، وجود 365 ألف خبر في المواقع الإخبارية الأجنبية عن القطارات السريعة الصينية، من بينها قرابة 200 ألف خبر، تحدثت بإعجاب عن القطارات الصينية. في ذات الوقت، أظهر التقرير وجود 15 ألف خبر عن تقنية الإستنساخ، ثمن 60% منها الإنجازات التي توصلت لها الصين في هذا المجال.
وقامت إحدى وسائل الإعلام البريطانية مؤخرا، بنشر مقالا تحدثت فيه عن الثورة العلمية التكنولوجية التي تشهدها الصين في الوقت الحالي، وعن الصعود المدوي لشركات العلوم والتكنولوجيا في الصين، وقالت أن الصين ستصبح أكبر دولة مستثمرة في البحث العلمي في العالم خلال الـ20 سنة القادمة، كما ستضم الصين فرص العمل الأفضل في العالم.
من جهة أخرى، حظيت مبادرة "الحزام والطريق" وبنك الإستثمار الآسيوي وغيرها من الإستراتيجيات الدبلوماسية الصينية بإهتمام واسع وتثمين كبير من وسائل الإعلام الاجنبية ومستخدمي الأنترنت الأجانب. وأشارت عدة وسائل إعلام غربية إلى الدعم الكبير الذي يحظى به بنك الإستثمار الآسيوي، بصفته مؤسسة إقراض فعّالة. وقال بعض مستخدمي الإنترنت الأجانب، بأن مبادرة "الحزام والطريق" قد إمتلكت إشعاعا عالميا كبيرا، فهي لا تعكس القوة الدبلوماسية الصينية فحسب، بل تعكس "القوة الناعمة" الصينية.
من جهة أخرى، أظهر التقرير بأن البعثات الصينية إلى الخارج والتبادلات الدولية التي تجريها الصين، قد أحدثت تأثيرا إيجابيا على صورة الصين في العالم خلال العام الماضي. سيما، البعثات الصينية لحفظ السلام، والمساعدات الصينية لإفريقيا، وعمليات إجلاء المواطنين الصينيين بالخارج. مثلا، من جملة 27 ألف خبر متعلق بالبعثات الصينية لحماية السلام، أبدى 74% منها تثمينا لهذه البعثات. ومن بين 19 ألف خبر حول عمليات إجلاء المواطنين الصينيين من اليمن، أبدى 14 ألف خبر تثمينا إيجابيا لهذه العملية.
وقالت وسيلة إعلام أمريكية مهمة في تغطيتها لعملية إجلاء المواطنين الصينيين في اليمن، أن هذه العملية عكست التطور المستمر للقدرات الصينية في إجلاء الرعايا الصينيين من المناطق الخطرة. وأستشهد المقال بتعليق في مدونة سينا، قال: "قوة الوطن لا تكمن في إتفاقيات الأعفاء من التأشيرة مع الدول الأخرى، بل تكمن كذلك في قدرتها على العودة بك إلى أرض الوطن في الأوقات العصيبة."
في ذات الوقت، حظيت الأنشطة الصينية التي تعرض العناصر الصينية والثقافة التقليدية بترحيبا كبيرا من وسائل الإعلام الأجنبية ومستخدمي الإنترنت الأجانب. وتركزت غالبية التقارير الأعلامية الأجنبية بشكل خاص على الأطباق الصينية، الباندا، الفكر الكوفوشيوسي، والكونغ فو وغيرها من المحتويات الثقافية الصينية. ورصد التقرير وجود 354 خبر عن الأطباق الصينية، ومثلت المحتويات التي ثمنت الأطباق الصينية أكثر من 54% من إجمالي الأخبار.
وأظهرت البيانات التي تضمنها التقرير، وجود قرابة 5.19 ملايين مقال حول صورة الصينيين في العالم، من بينها أكثر من 755 ألف خبر ورد في وسائل الإعلام العالمية المهمة، فيما وردت البقية داخل مواقع التواصل الإجتماعي الأجنبية.