الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: نساء فلسطينيات في غزة يتغلبن على الفقر بالعمل في مهن خشنة

2016:03:08.08:18    حجم الخط    اطبع

بقلم : اسامة راضي

غزة 7 مارس 2016 / تقف غدير تايه (25 عاما) بثبات خلف منشار كهربائي في مركز لعمل النساء في غزة وهي تقص الأخشاب لصنع مجسمات خاصة بالأطفال.

ورغم خطورة عملها بالنجارة المعروف في قطاع غزة المحافظ أنه يقتصر على الرجال، إلا أنها وزميلاتها لا يأبهن بذلك في سبيل توفير المال للتغلب على الاوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع المحاصر منذ نحو تسع سنوات.

وتبدو تايه سعيدة وهي تستعرض مع زميلاتها ما أنجزن بأنفسهن من قطع خشبية مصنوعة بعناية ودقة متناهية وبأشكال وأحجام مختلفة.

وتقول تايه لوكالة أنباء ((شينخوا)) "منتجاتنا تظهر إمكانية الاقتناع بأن النجارة رغم مخاطرها ومشقة العمل فيها يجب أن لا تبقى حكرا فقط على الرجال".

وبدأت فكرة تعلم تايه وزميلاتها للمهنة بمبادرة من مركز (زينة) للنساء الذي أقامته مؤسسة (فينتو دي تيرا) الإيطالية بدعم من الاتحاد الأوروبي في قرية (أم النصر) البدوية في شمال قطاع غزة.

واستهدف المركز تعليم بعض السيدات من القرية أساسيات مهنة النجارة وتمكينهن من ممارستها في مشغل خاص به، لكن المفاجأة أن الأعمال بدأت تتوسع لتلبية طلبات مؤسسات خارجية لتشكل مصدر رزق لهن.

ويقتصر العمل في المشغل على الإناث وتعمل فيه 13 سيدة يمضين معظم ساعات النهار مع ضجيج آلات النجارة وتصاميم الأخشاب.

وتقول تايه، إنها اكتسبت خلال ستة أشهر أساسيات العمل على جميع الآلات في مشغل النجارة بفضل تدريبات تلقتها من فنيين محليين وأجانب لتبدأ ممارسة المهنة على مدار الشهور الأربعة الماضية.

وتضيف أنها حاليا تتقن كل ما يطلب منها من منتجات والأهم أنها سعيدة لحصولها على فرصة عمل تساعدها على تخفيف الأعباء الاقتصادية الملقاة على كامل عائلتها.

وفي يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس تقول تايه، إنها بعملها في النجارة "أرادت أن تثبت بأن المرأة الفلسطينية قادرة على إثبات ذاتها في جميع الأعمال حتى وإن كانت خطرة وشاقة".

وتايه أم لطفلين وتشتكي من أن زوجها عاطل عن العمل منذ عامين في ظل معدلات الفقر والبطالة المنتشرة في صفوف سكان قطاع غزة البالغ عددهم زهاء مليون و900 ألف نسمة.

ويقدر ثمن القطع الخشبية المنجزة في المشغل والمتمثلة بمجسمات خاصة بالأطفال مثل المكعبات والدمى والأدوات التعليمية ما بين خمسة إلى 15 دولارا أمريكيا ، فيما تتقاسم العاملات الأرباح مع المركز لاستمرار توفير مواد الخام اللازم لعملهن.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وأدى ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم حيث وصلت إلى حوالي 41 في المائة بحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وتظهر نفس الإحصائيات، أن نسبة المشاركة في القوى العاملة للأفراد 15 عاما فأكثر في قطاع غزة تبلغ حوالي 44 في المائة، بواقع 68 في المائة للذكور، و20 في المائة فقط للإناث.

وسبق أن حذرت جماعات حقوقية من وصول آلاف العائلات في غزة إلى المستويات الأشد فقرا مع اعتمادهم على المساعدات الإغاثية والمعونات مع وصول معدل دخل الفرد اليومي إلى قرابة دولارين.

وإلى جانب مشغل النجارة اختارت سيدات أخريات العمل في نفس المركز بمهنة أقل خشونة من مهنة النجارة.

وتتعلم هؤلاء السيدات صناعة الملابس على طريق تدريبهن للعمل في هذا المجال وتحقيق دخل لهن ولعائلاتهن.

ومن بين هؤلاء الشابة أسماء علي (23 عاما) التي أنهت دراسة بكالوريوس تعليم أساسي لكنها لم تنل أي فرصة عمل تعينها على مساعدة عائلتها ماديا.

وتقول أسماء إنهن ينجزن في عملهن دمى ومنتجات تعليمية وملابس لرياض الأطفال ويشعرن بتطور مستمر في إمكانياتهن، مشيرة إلى أن عائلتها لم تبد أي اعتراض على التحاقها بهذا العمل.

ويلتحق بمركز زينة حاليا 23 سيدة وتطمح إدارته لزيادة أعدادهن مستقبلا بالاستفادة من توسيع أعماله.

وتقول مديرة المركز ناهد كحيل ل((شينخوا))، إن مشروعهم "تنموي غير ربحي لتوفير فرص عمل للنساء عبر إيجاد دخل ثابت لهن مما يتم إنتاجه من أجل تحسين الوضع الاقتصادي لهن ولعائلتهن".

وتشير كحيل، إلى أن المركز يعمل على تطوير خططه التسويقية لترويج منتجاته التي تقتصر على خدمات رياض الأطفال من ملابس ومجسمات خشبية تدعم سياسة التعلم النشط عبر اللعب.

ويتم تسويق منتجات المركز عبر مؤسسات دولية تخصصها لرياض أطفال محلية في قطاع غزة، علما أن المركز تم افتتاحه رسميا في نوفمبر الماضي.

وجاء اختيار إقامة المركز في قرية أم النصر مراعاة لكونها منطقة حدودية قريبة من السياج الفاصل مع إسرائيل ويشتكى سكانها البالغ عددهم نحو 7 ألاف نسمة من التهميش والبنية التحتية الحديثة بحسب كحيل.

وتقول كحيل، إنه إلى جانب توفير فرص العمل بعد تدريب النساء الملتحقات بالمركز وتطوير مهارتهن فإنه يقدم لهن دورات ثقافية وصحية وأخرى اجتماعية لإكسابهن المهارات الحياتية اللازمة.

وتأمل العاملات في المركز والقائمون عليه أن تتوسع نشاطاته أكثر مستقبلا بما يساهم برواجه وتعميم نموذجه في مناطق أخرى من قطاع غزة لإتاحة فرص عمل مماثلة أمام سيدات بحاجة لذلك بشدة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×