الأخبار الأخيرة

الصينية.. لغة تصنع مستقبل أسرة خريجيها في السودان

/مصدر: شبكة الصين/  16:18, March 11, 2016

    اطبع
الصينية.. لغة تصنع مستقبل أسرة خريجيها في السودان

طلاب سودانيون يلقون شعرا باللغة الصينية بعنوان "يحيا الشباب"

11 مارس 2016 /  أصبحت اللغة الصينية أكثر شعبية في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة مع تطوير العلاقات الصينية الأفريقية ونمو التجارة البينية والتوسع المستمر في مجالات التعاون. وتعد جامعة الخرطوم أول جامعة سودانية تفتتح قسما خاصا للغة الصينة، وخرجت العديد من المواهب المتقنين لها، ليس من السودان فقط، بل من جميع الدول العربية كذلك على مدى العشرين عاما الماضية، وتعرفت صحفية موقع "شبكة الصين" الإخباري على أوضاع تعليم اللغة الصينية في السودان وأحلام ومستقبل خريجيها، خلال زيارتها ضمن وفد صحفي تابع لاتحاد الصحفيين الصينيين.

وكان أول شيء جذب الانتباه، صوت وفصاحة دارسي اللغة الصينية بجامعة الخرطوم، المرحبين بالوفد، الذين أطربوا مسامع الضيوف بعد إلقاء أبيات شعرية صينية.

وداخل الحرم الصغير لقسم اللغة الصينية الذي يفصله سور بلونه الرملي عن شارع مزدحم، وقف طلاب سودانيون وألقوا شعرا صينيا بعنوان "يحيا الشباب" للشاعر الصيني الشهير وانغ منغ. وقالت تشونغ بينغ، الأستاذة بجامعة ووهان الصينية للتكنولوجيا، إن إلقاء الأشعار الصينية هي الطريقة المثالية للتعرف بعمق على سحر الثقافة الصينية. مضيفة أن هؤلاء الطلاب يحبون الشعر والأدب الصيني، كونهم وجدوا فيه جمالا خاصا وروحا تنقلهم سريعا للتعرف بشكل أفضل على اللغة الصينية وجمالياتها ومراحل تطورها، كما يشاركون كذلك في دورات الخط التقليدي والموسيقى الشعبية والرقص الصيني.

وقضت الأستاذة تشو أكثر من عامين في تدريس الصينية بقسم اللغة الصينية في جامعة الخرطوم، وهي ضمن ثمانية أساتذة صينيين متطوعين يعملون في القسم حاليا، شهدوا زيادة شعبية اللغة الصينية في السودان. وأشارت تشو إلى أن أعدادا متزايدة من الطلاب السودانيين اختاروا اللغة الصينية للدراسة في الجامعة، وهناك بعض الطلاب قرروا التحول إلى دراسة اللغة الصينية بعد اختيارهم للغات أخرى، وهو ما يجعل قاعة المحاضرات مزدحمة جدا بالطلاب الراغبين في التعرف على الدولة الأكثر سكانا في العالم والواقعة في الجزء الشرقي من قارة آسيا.

وبين هؤلاء الطلاب، قررت إسراء الأزهري، طالبة السنة الرابعة تخصص لغة صينية، التحول لدراسة الصينية بعد اختيار اللغة الانجليزية، وقالت " في البداية كنت انوي دراسة اللغة الصينية لكن صرفت النظر حينها عن الفكرة لصعوبة هذه اللغة، هي فعلا لغة غنية بمقاطعها ومترادفاتها". مؤكدة أن مجرد التفكير في ترك دراسة اللغة الصينية مثل سمكة تترك الماء.

واعجبت إسراء كثيرا برقصات شينجيانغ التقليدية خلال دراستها للغة الصينية، مشيرة إلى أن أساتذتها قدموا لها مجموعة من مقاطع الفيديو التي تظهر سحر وجمال موسيقى ورقصات منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم.

وقال محمد عبد الفتاح، طالب السنة النهائية تخصص لغة صينية، إن سبب اعجابة بهذه اللغة هو السحر الكامن في مقاطعها وأسلوب كتابته الذي يحكي ثقافة تلك الأمة. وحول مستقبله المهني بعد التخرج، قال محمد إنه عمل مترجما في السابق لإصقال قدراته ومهاراته، لكن هدفه الأسمى هو ريادة الأعمال وإدارة تجارة بين الصين والسودان. مشيرا إلى أنه خلال دراسته في جامعة تشيجيانغ للمعلمين بمدينة جينهوا شرق الصين العام الماضي، زار ييوو الشهيرة بمدينة السلع الصغيرة العالمية، ووجد هناك فرصا كبيرة والكثير من التجار العرب، وبدأ تجارة صغيرة مع الصين حيث يسافر شهريا لاستيراد الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف والحواسب، وقال بفرح "سأسافر الشهر القادم إلى الصين، وسأصطحب والدي ليتعرف مثلي على جمال الصين".

وتأمل تسنيم، طالبة السنة النهائية كذلك، في إكمال دراستها الاكاديمية ونيل درجة الماجستير من الصين، وقالت "اجتزت امتحان مستوى اللغة الصينية الدرجة الخامسة، آمل في الحصول على منحة دراسية من مكتب المجلس الدولي للغة الصينية لدراسة الماجستير".

وحول مستقبلها المهني، ترى تسنيم إنها يمكنها البقاء في الصين بعد نيل درجة الماجستير أو العودة إلى السودان للعمل كمترجمة في واحدة من الشركات الصينية في البلاد. مشيرة إلى أن فرص عمل خريجي قسم اللغة الصينية متوفرة في ظل زيادة الاستثمارات الصينية في السودان.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسودان، حيث تشكل حوالي 60% من اجمالي التجارة الخارجية للسودان، وكذلك أكبر مستثمر أجنبي في البلاد حيث تغطي استثماراتها جميع مناطق السودان، الأمر الذي يفتح المجال لاستيعاب جميع خريجي اللغة الصينية.

ومع زيادة انتشار اللغة الصينية في السودان، يواجه البدوي عبد الله، عميد قسم اللغة الصينية بجامعة الخرطوم، تحديات وصفها بـ"السارة"، مشيرا إلى أن اللغة الصينية أصبحت الاختصاص الأكثر شعبية، وأصبح قسم اللغة الصينية الأكبر بين الأقسام في كلية الآداب بالجامعة، ويضطر بسبب الأقبال الكبير ونقص أعداد المعلمين ومحدودية الفصول الدراسية إلى رفع درجات القبول وبالتالي استبعاد قرابة نصف أعداد الطلاب المتقدمين لدراسة اللغة الصينية سنويا، وقال "أشعر بأسف شديد لعدم اتاحة الفرصة لهؤلاء الطلاب، لكن نقص المعلمين والكتب وقاعات المحاضرات، يعوق دون قبول جميع الطلاب المتقدمين".

ويحرص البدوي على بذل ما توفر له من جهود لبناء مكتبة صينية، موضحا أن القسم يضم نحو 300 طالب وطالبة، لكن هناك عدد قليل من الكتب الصينية في مكتبة كلية الآداب بجامعة الخرطوم التي تضم أكثر من 3000 كتاب بمختلف اللغات، كما يأمل في فتح برنامج الماجستير في المستقبل، إلا أن هذه الخطوة تتطلب المزيد من المعلمين والكتب، بحسب البدوي، الذي قال "بحسب معلوماتي، يفكر فرع معهد كونفوشيوس بجامعة الخرطوم في تشييد مبنى جديد لالحاقه بقسم اللغة الصينية لتلبية الطلب المتزايد بشدة على تعلم اللغة الصينية". دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موعد بداية تنفيذ المشروع ومخصصاته المالية.

ويرى البدوي عبد الله، عميد قسم اللغة الصينية بجامعة الخرطوم، أن النقص في المواد التعليمية والمعامل المجهزة بالوسائط التعليمية الحديثة لم يقف عائقا أمام الطلاب لتعلم اللغة الصينية لأنهم يحبوها "حقا"، وبالإضافة إلى ذلك، تخلق اللغة الصينية لهؤلاء الطلاب المزيد من فرص العمل بعد التخرج ليس فقط داخل السودان، ولكن في جميع الدول العربية كذلك. وكشف البدوي عن أن 10 من زملاء الدراسة القدامى يعملون حاليا في شركات صينية لدى السعودية ويتقاضون رواتب مجزية.

وقالت الأستاذة تشو إن معظم الطلاب هنا يريدون العمل كمترجمين بعد التخرج، وبالنسبة لهم، تعتبر اللغة الصينية جسرا بين "الحلم والواقع" وطريقا للمعروفة، والمترجم هو كذلك جسر لتعزيز التفاهم والتعاون والترابط بين اللغات المختلفة والثقافات المتنوعة.


【1】【2】【3】【4】【5】

صور ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×