الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: الأزمة السورية تطوى عامها الخامس بين توازن هش وبارقة أمل

2016:03:13.15:51    حجم الخط    اطبع

بعد غد...تطوى الأزمة السورية عامها الخامس وسط أرقام صادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى أن هذه الأزمة الطاحنة تمخضت خلال الأعوام الخمسة الماضية عن سقوط زهاء 250 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح و6.5 مليون نازح داخل البلاد ونحو 4.5 مليون نازح خارجها.

ولا تزال الأزمة تلحق معاناة يتعذر وصفها بالشعب السوري، وعبرت أصداؤها إلى خارج البلاد لتتأثر بها دول الجوار وتنفذ إلى قلب أوروبا ليشهد العالم على إثرها مزيدا من التداعيات بدءا من تدفق اللاجئين السوريين على بلدان الشرق الأوسط وأوروبا وتنامي نشاط المنظمات الإرهابية وبروز خلافات بين المذاهب الدينية وصولا إلى اشتداد حالة التصارع بين القوى الكبرى.

ولقد زادت الأزمة السورية من حالة العداء بين الدول الشيعية والسنية التي تفتقر إلى ثقة بينية متبادلة، ودفعت حالة العداء هذه إلى تصاعد التناقضات الدينية الداخلية في بلدان مثل سوريا والعراق واليمن وغيرها. كما تورطت مزيد من القوى الإقليمية في الأزمة لأهداف مختلفة ليصبح الملف السوري ملفا خطيرا من شأنه أن يهز الوضع الأمني والسياسي في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة روابط مختلفة وتصارع يزداد حدة بين هذه القوى الإقليمية وقوى عالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا، ما يزيد من صعوبة إيجاد تسوية نهائية للأزمة السورية.هذا إلى جانب صعود تناقضات بين الدول الغربية بقيادة واشنطن وموسكو إلى الواجهة حول الأزمة وتزايدها حدتها بين الفنية والأخرى ولكن دون تجاوز البيت الأبيض والكرملين للخطوط الحمراء.

وبعدما وصلت المحادثات بشأن الأزمة السورية إلى طريق مسدود في 3 فبراير الماضي إثر عدم توصل الأطراف إلى اتفاق في وجهات النظر حول عدد من القضايا، عزز المجتمع من دور الوساطة، وتوصل إلى أول هدنة حقيقية منذ إندلاع الأزمة حيث بدأ تنفيذ خطة وقف الأعما ل العدائية في سوريا منتصف الجمعة 26فبراير الماضي، ما عمل على تهيئة ظروف مواتية لعودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات. وانطلقت جولة جديدة من محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية في 9 مارس الجاري، لكن "المحادثات الجوهرية " تأجلت إلى يوم غد الاثنين.

وفي هذا الصدد، يرى المحللون الصينيون أن ثمة ثلاث نتائج من المحتمل أن تخرج بها المحادثات المقرر استئنافها: ويكمن الاحتمال الأول في أن تتكلل المحادثات بالنجاح، حال تقبل الرئيس بشار الأسد والمعارضة لوجود الآخر، بمعنى موافقة بشار على انضمام المعارضة للعملية الانتقالية وموافقة المعارضة على أن يكون لبشار مكان في الحكومة الانتقالية المستقبلية. والاحتمال الثاني هو استمرار تأجيل المحادثات بسبب الخلافات القائمة بين الجانبين، أما الاحتمال الثالث فيكمن في رفض الجانبين لشروط الآخر وفشل المحادثات.

ويشير المحللون إلى أن الاحتمال الأول من الصعب تجسده، وأن التأجيل دون تحقيق نتائج ملموسة هو الاحتمال الأرجح حدوثا لأنه من غير المحتمل أن تعلن الأطراف فشل المحادثات بعد استئنافها بوقت قصير، قائلين إنه "بعد تأجيل المحادثات لفترة معينة، قد يفقد الجانبان صبرهما ويندلع القتال مرة أخرى وتواصل الأطراف الأخرى جهودها لدفع استئناف المحادثات".

وشاطره الرأى لي وي، مدير مركز مكافحة الإرهاب بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، مضيفا أن التوصل إلى توافق بشأن الوضع السوري المعقد ليس بالأمر الهين في ضوء النقد الذي وجهته الأطراف لبعضها البعض في المحادثات السابقة دون الخروج بأي نتيجة، وأن اتفاق الهدنة مازال هشا رغم تطبيقه المؤقت علاوة على وجود عوامل عدة لا تزال تسهم في تغيير مسار المحادثات.

ولكن لي شاو شيان، رئيس معهد الدراسات العربية بجامعة نينغشيا، أعرب عن تفاؤله النسبي حاليا إزاء استمرار الهدنة في سوريا بوجه عام رغم بعض الانتهاكات التي شهدتها البلاد عقب بدء تنفيذ الهدنة، مفسرا أن أطراف الأزمة صارت ترغب في نوع ما من الهدنة أو الراحة بعدما استمرت الأزمة لخمسة أعوام وأصبحت البلاد ساحة لـ"حرب بالوكالة" شديدة التعقيد.

واستطرد لي شاو شيان قائلا "غير أن الهدنة ليست إلا وسيلة، كما إنها ليست هدفا، ولا بد من تحويل الهدنة إلى محادثات السلام التي نعتبرها طريقا يؤدى إلى الحل النهائي للأزمة السورية"، لافتا إلى أنه إذا لم يتسن تحويل الهدنة إلى محادثات سلام ودفع حل الأزمة من خلال تفعيل عملية المحادثات، فستكون مسألة استدامة الهدنة أمرا في غاية الصعوبة.

ولدى إشارته إلى أن المحادثات السورية تهدف إلى حل المشكلات المتعلقة بالأزمة وإطلاق عملية الحل السياسي، تساءل لي شاو شيان عمن سيقود العملية؟ ليجيب قائلا "من البديهي أن اطراف المعارضة التي تقف وراءها قوى داعمة مختلفة لن تسمح بقيادة حكومة الأسد لهذه العملية. أما بالنسبة لبشار، فطلبه للقيادة أمر منطقي لأنه الأقوى في سوريا الآن. ومن هنا يتضح عدم اتفاق الأطراف على أسس المحادثات ومن بينها دور بشار في الحكومة الانتقالية".

وأضاف بقوله "أما القضية المحورية الأخرى التي لم يتفق عليها الأطراف فتتمثل في حسم مسألة ما هي الجماعات الإرهابية وما هي جماعات المعارضة، إذ أعلن مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية مؤخرا أن حزب الله اللبناني من المنظمات الإرهابية، وهذا يشير إلى أن تحديد طبيعة الإرهابيين أمر متعلق بمصالح مختلف القوى ويصعب التوصل إلى توافق بشأنه".

ومن جانبه، رأى قونغ تشنغ، الباحث بمركز شؤون الشرق الأوسط في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، أن الظروف الداخلية والخارجية لا تدعوه للتفاؤل إزاء استمرارية الهدنة وكذا إزاء خروج المحادثات بنتائج حقيقية، ملمحا إلى أن سوريا قد تظل تدور في حلقة مفرغة من مواصلة القتال واستئناف المحادثات.

وأشار المحللون الصينيون إلى أن استئناف المحادثات ليس بالأمر الهين لأن أسس المحادثات بين الجانبين حاليا ليست متينة والتناقضات العميقة بين الحكومة السورية والمعارضة مازالت قائمة. فرغم تحديد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا للمواضيع الثلاثة ذات الأولوية التي سيتم بحثها خلال المحادثات، ألا وهي "تشكيل حكومة جديد ووضع دستور جديد وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال 18 شهرا"، إلا أن المعارضة تصر على اعطاء الأولوية لـ"انشاء مؤسسة انتقالية ذات إدارة كاملة" واستبعاد الرئيس السوري الحالي من الانتخابات الرئاسية الجديدة والعملية الانتقالية. بالإضافة إلى ذلك، تتباين المطالب داخل المعارضة السورية لتزيد المحادثات تعقيدا.

وفي الختام،أكد المحللون الصينيون على ضرورة أن تعطى أطراف الأزمة السورية الأولوية للحفاظ على الهدنة في ظل الخلافات الكبيرة القائمة وعدم تحقق تقدم ملموس في المحادثات وذلك لإفساح مجال كاف لإيصال المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب السوري، مشددين أيضا على ضرورة قيام جميع الأطراف ببذل جهود أثناء استمرار الهدنة لإيجاد أرضية مشتركة بينهم ودفع عملية المحادثات بكل إخلاص للمضى بالأزمة السورية قدما نحو المسار الصحيح، ألا وهو الحل السياسي النهائي.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×