هافانا 21 مارس 2016 / خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين، استعرض الزعيم الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الأمريكي باراك أوباما الصراعات بين البلدين، مركزين على الحصار الاقتصادي المستمر وقاعدة غوانتانامو البحرية.
وفيما تعد الزيارة التاريخية التي يقوم بها أوباما لكوبا خطوة كبرى لبث الدفء في العلاقات ، كان هذا المؤتمر بمثابة تذكير صارخ بالصراعات التي لا تزال تفرق بين الحكومتين.
فقد أعرب الزعيمان عن استعدادهما للعمل معا على التصدى للتحديات المشتركة، ولكن كاسترو لم يحيد عن ذكر المظالم التي تعترض طريق تطبيع العلاقات .
وذكر كاسترو "الحصار مازال مطبقا، ويحتوى على عناصر غير مشجعة وتأثيرات مخيفة ومدان بكونه يمنع التواصل مع خارج الإقليم".
وأضاف قائلا "في الإمكان فعل المزيد إذا ما رُفع الحصار. فنحن ندرك موقف الرئيس أوباما المعارض للحصار ومناشداته المتكررة للكونغرس برفعه. بيد أن الإجراءات الأكثر منطقية التي تتخذها إدارته غير كافية رغم كونها إيجابية".
كما طالب كاسترو بإعادة "الأراضي التي تحتلها قاعدة غوانتانامو بصورة غير شرعية".
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة قامت في بادئ الأمر بتأجير معسكر خليج غوانتانامو من كوبا في عام 1903 وكانت تدفع مقابل ذلك إيجار منخفض على نحو سخيف وقدره 4085 دولارا أمريكيا سنويا. وتطالب هافانا بإعادته منذ الثورة الكوبية التي وقعت عام 1959.
كما انتقد كاسترو واشنطن لتدخلها المستمر في الشؤون الكوبية، قائلا "لا ينبغى لأحد المطالبة بأن يتخلى الشعب الكوبي عن حريته وسيادته".
وأقر كاسترو بوجود خلافات عميقة حول "النظم السياسية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية ، والسلام العالمي" بين الجانبين.
وفيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان التي تطالب الولايات المتحدة علنا بإحداث تغييرات بشأنها في كوبا، ذكر كاسترو أنه لا توجد دولة على وجه الأرض تفي بجميع المعايير الدولية لحقوق الإنسان .
كما لفت إلى أنه كان يعتزم بحث قضية فنزويلا ولكن لم يكن هناك وقت كاف لذلك. غير أن كاسترو أشار إلى "زعزعة الاستقرار التي تسعى (الولايات المتحدة) إثارتها في فنزويلا ...والتي ستأتي بنتائج عكسية على المناخ في القارة".
وردا على هذا، قدم أوباما مبدئيا لفتة تصالحية. وأقر بأن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن في نصف قرن الماضي لم تكن في صالح الولايات المتحدة أو في صالح كوبا.
وتعهد بأن "الحصار سينتهى. لست متأكدا تماما من الموعد الذي سيتحقق فيه ذلك... وهذا الطريق سيستمر بعد إدارتي" قبل أن يؤكد مجددا الدعوة للكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون بضرورة رفع الحصار.
كما ذكر أوباما أن "مستقبل كوبا سيحدده الكوبيون، وليس أي شخص آخر".
ومضى الرئيس الأمريكي في حديثه ليشيد "بالإنجازات الهائلة التي حققتها كوبا في التعليم والرعاية الصحية" فيما رحب بالنقد الكوبي ذي الصلة للولايات المتحدة، قائلا "نحن نرحب بالحوار البناء أيضا. ويمكننا أن نتعلم ونجعل حياة شعبنا أفضل".
كما عدد كاسترو الاتفاقات التي أبرمت بين البلدين منذ ديسمبر 2014، قائلا إن اتفاقات جديدة وقعت يوم الاثنين فيما يتعلق بالزراعة والمكافحة المشتركة للسرطان وفيروس زيكا.
واختتم كاسترو المؤتمر بلفتة مصالحة، قائلا "تدمير أي جسر يمكن أن يكون أمرا سهلا وسريعا ولكن عملية إعادة بنائه بصلابة يمكن أن تبرهن على مسعى طويل وصعب. وآمل في إقامة نمط جديد من العلاقات، نمط لم يكن قائما من قبل قط".
تعد زيارة أوباما لكوبا التي بدأت الأحد وتختتم الثلاثاء أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي منذ عام 1928. وتمثل أهم لحظة منذ أن اتفق أوباما وكاسترو في ديسمبر 2014 على استعادة العلاقات الدبلوماسية وإنهاء نصف قرن من العداء بين البلدين.
وتأتي الزيارة في إطار جولة يقوم بها أوباما في أمريكا اللاتينية وسيزور خلالها أيضا الأرجنتين .