عمان 27 مارس 2016 / دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء اليوم (الأحد) المجتمع الدولي إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل بناء "شراكة عالمية" لمحارب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومعالجة جذور التطرف.
وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ، إن الجميع مطالبون بضرورة الالتزام وبقوة في العمل المشترك من أجل التوصل لحلول جيدة ومستدامة تحول دون انتشار التطرف والإرهاب ومعالجة أسبابه الجذرية .
وثمن الجهود التي يبذلها الشركاء في التحالف الدولي بمن فيهم الأردن لمحاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
وأفاد أنه عبر خلال لقاءاته المسؤولين الاردنيين عن دعم الأمم المتحدة القوي للأردن لاستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين.
وأكد دعم الأمم المتحدة للمشروعات التي قدمتها الحكومة الأردنية والتي تستهدف خدمة اللاجئين السوريين وتحويلها لفرص تنموية ، داعيا المجتمع الدولي لزيادة الدعم المقدم للمجتمعات المحلية ولاقتصاديات الدول المستضيفة للاجئين السوريين.
وقال "إننا سنعقد القمة الإنسانية العالمية خلال الفترة القادمة حيث ستكون الأولى من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة ؛ وذلك للبحث في إطار مستدام يمكن التنبؤ به في تقديم المساعدات الإنسانية".
واضاف "انني سأبذل قصارى جهدي من أجل تحقيق السلم والأمن والتنمية العالمية".
وطالب بضرورة توفير فرص عمل للشباب وإيجاد حلول اجتماعية للنساء والشباب من أجل إعطائهم الأمل والالتزام تجاه مجتمعاتهم ، منوها في هذا الإطار بتعيينه الأردني الشاب أحمد هنداوي مبعوثا للشباب في الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن هذا المنصب يعد الأول من نوعه في الأمم المتحدة إدراكا لأهمية الشباب ودورهم في مستقبل بلادهم.
وبالنسبة لسوريا ..طالب كي مون بضرورة استمرار وتماسك وقف "العمليات العدائية" لأنه يوفر فرصة وزخما لمواصلة الحوار بين الأطراف السورية المختلفة ويسمح للأمم المتحدة ووكالات المساعدات الإنسانية بتقديم المساعدات للمحاصرين واللاجئين "وهذا ما سنواصل القيام به".
وفيما يتعلق بعملية السلام طالب الأمين العام للأمم المتحدة الجانب الأردني ببذل مزيد من الجهد لتحريك عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة لإحلال السلم والاستقرار في الشرق الأوسط لأن هذه القضية لها تأثيرات كبيرة على العالم.
وقال بان كي مون" بدون الحوار واستمراره يوميا فإنه لا يمكن أن نتوقع أي أمل نستطيع أن نقدمه للشعب الفلسطيني"..منوها في هذا الإطار بأنه التقى اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان للبحث في مستجدات القضية الفلسطينية.
من جانبه أكد جودة أهمية استمرار المعارضة والحكومة السورية في وقف إطلاق النار وبشكل دائم للمضي قدما في مفاوضات جنيف.
وقال جودة "يجب أن نتاكد بأن وقف العمليات العسكرية سيؤدي بشكل واضح وثابت ومؤكد إلى وقف دائم لإطلاق النار مما يعطي الزخم المطلوب لهذه المفاوضات ..وأن هناك التزاما من قبل المعارضة والحكومة للمضي قدما وبخطى واثقة فيها ..وهذا المطلوب من الجميع".
وأضاف "اننا متفقون مع الأمين العام على أن الدعم والزخم الموجود حاليا في موضوع جنيف والمستندة إلى وثيقة جنيف 1 والمنبثقة عن القرار الأممي رقم 2254 يجب أن يحظى بالدعم المطلق من الجميع ، ونحن في المملكة أعضاء في مجموعة الدعم الدولية المتعلقة بسوريا مثل الأمم المتحدة التي تعد أحد رعاة المفاوضات".
وشدد على أنه ورغم كل المشاكل والتحديات الموجودة في المنطقة والتحديات إلا أن القضية الفلسطينية تبقى هي المحورية ؛ لأن هذا الصراع ليس محليا فحسب بل يعد صراعا دوليا وتداعياته دولية .
وقال "إن حقوق الشعب الفلسطيني يجب أن تري النور والتي تتمثل في إقامة دولته المستقلة وتحقيق الأمن والأمان لجميع دول وشعوب المنطقة بدون استثناء".
وتابع "ان العالم يتجه نحو حل المشاكل ، لذا فيجب أن نلتقى جميعا على حل من خلال مفاوضات مباشرة وسقوف زمنية محددة ومرجعيات سياسية معروفة للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط".
وأشار جودة إلى أن المباحثات مع الأمين العام تطرقت إلى أهمية استمرار الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف .
وقال "إننا نشكر كي مون على التعاون المطلق مع الأردن ، وسوف نستمر في التعاون مع كافة هيئات الأمم المتحدة الموجودة على أراضي المملكة وهو ما يؤهل عمان لتكون عاصمة أممية مثل دول اخرى حول العالم".