الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: في الذكرى الـ15 لإعتداءات 11 سبتمبر... هل حقا أصبحنا في زمن التعايش مع الإرهاب؟

2016:09:10.15:29    حجم الخط    اطبع

بكين 10 سبتمبر 2016 /في الذكرى الخامسة لإعتداء ات 11 سبتمبر 2001 التي أودت بحياة زهاء 3 آلاف شخص وخلفت عشرات آلالاف من الجرحى، نجح الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو. بوش في الترويج لسياسته الأمنية الصارمة داخل البلاد والحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق. وفي الذكرى العاشرة لهذا اليوم الكارثي،احتفل العالم بمقتل إسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي حملته الولايات المتحدة مسؤولية هجمات11 سبتمبر وغيرها من العمليات الإرهابية في أنحاء العالم. وبهذا يبدو أن الحرب على الإرهاب حققت في عقدها الأول تقدمات بارزة.

ولكن بعد خمسة عشر عاما على تبدد الغيوم التي تلبدت بها سماء نيويورك وبدء الحرب على الإرهاب الذي شنتها الولايات المتحدة حول العالم بالتوافق مع حلفائها، مازالت عمليات إراقة الدماء والتهديدات الإرهابية تهز بلدان العالم وتؤرق شعوبها. ولم يعد يجرؤ ساسة العالم على إعلان أنهم قادرون على القضاء على الإرهاب. ومع حلول الذكرى الـ15لكارثة11 سبتمبر، أعلن كل من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون عزمهما عدم حضور المناسبة الخاصة بإحياء ذكرى الهجمات في موقع حطام برج التجارة العالمي، ليأتي موقفهما هذا متفقا مع تصريح صدر عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عقب إعتداء نيس في يوليو الماضي قال فيه "لقد تغير الزمن، وينبغي علينا أن تعلم كيف نتعاش مع الإرهاب، وأي كلام يقول خلاف ذلك غير حقيقي".

-- الولايات المتحدة: يأس داخلي وفشل خارجي

ومع قيام القنوات التليفزيونية ببث لقطات اصطدام الطائرات المختطفة ببرجى مركز التجارة العالمي بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مرارا وتكرارا وسط دهشة المشاهدين، تزايدت المشاعر القومية في نفوس المواطنين الأمريكيين في عام 2001، كما أعلن آنذاك عن إصدار سلسلة من الطوابع تحت عنوان "نقف تضامنا"، وفي ذلك الوقت أيضا أعرب 79% من الأمريكيين عن ثقتهم في البلاد وحكومتها.

ولكن بعد 15 عاما على شن "الحرب على الإرهاب"، تصاعد عدد الحوادث الإرهابية في السنوات الأخيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تفجير ماراثون في بوسطن، وحادث إطلاق نار في أوكلاند، وهجمات في باريس ونيس وبروكسل. علاوة على وقوع هجمات "الذئب المنفرد" و"الذئب المحلي" الإرهابية ، ما يجعل من الصعوبة بمكان على أفراد الاستخبارات والشرطة والأمن كشف هذه الهجمات مسبقا قبل وقوعها.

وفي ظل ذلك، بدأ المواطنون يفقدون الثقة تدريجيا، إذ كشف تقرير نشرته مؤسسة ((جالوب)) لاستطلاعات الرأى أن نسبة المواطنين الأمريكيين الذين "يشعرون بمنتهى الفخر" لكونهم أمريكيين قد تراجعت بشكل كبير. وظل حب الوطن بين الأمريكيين محتفظا بنسبة شبه ثابتة منذ عام 2006 حتى عام 2013، غير أنه انخفض بشكل ملحوظ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

فقد أشار استطلاع للرأي نشره مركز ((بيو)) البحثي المستقل في الـ8 من الشهر الجاري إلى أن 40% من الأمريكيين يرون أن بلدهم أكثر عرضة للهجمات الإرهابية مقارنة بعام 2001، وهو ما يعد رقما قياسيا جديدا في الأعوام الـ15الماضية.

وبعد حادث 11 سبتمبر، كان رانا سينغ سودحي، النشاط الشهير بولاية أريزونا، أول من قام بتوزيع أكواب من الشاي والقهوة عند باب المركز الإسلامي في دينفير لإظهار تقديره للمسلمين وإيمانه "بأنهم أمريكيون عاديون". ولكن في العامين الأخيرين، شعر رانا بأن "تيار الكراهية يعود إلى المجتمع الأمريكي".

وبالإضافة إلى ذلك، ليس أمام الناخبين الأمريكيين في انتخابات الرئاسية المرتقبة المقرر إجراؤها في نوفمبر القادم، خيار سوى الديمقراطية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة التي أدت سياستها إلى هجوم انتقامي تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012، والجمهوري دونالد ترامب الذي أعلن عزمه منع دخول المسلمين إلى الأراضي الأمريكية ووجه انتقادات علنية في ذكرى الهجمات في العام الماضي قال فيها إن "المسلمين يحتفلون بيوم 11 سبتمبر لأنهم يكرهوننا."

أما خارج البلاد، فقد واجهت العمليات العسكرية، التي شنتها الولايات المتحدة في الدول التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة مثل باكستان وأفغانستان واليمن والعراق وسوريا، واجهت احتجاجا شديدا واستياء واسعا بتهمة عدم احترام سيادة هذه الدول. وأدى استخدام القوات الأمريكية للطائرات بدون طيار في المعارك ضد الإرهاب، إلى مقتل آلاف المدنيين في تلك البلدان، وهو ما أثار مشاعر عدائية وانتقامية واسعة النطاق بل وأفضى إلى تدهور الحالة الأمنية في هذه المنطقة.

أما حلفاء واشنطن الغربيين مثل الدول الأوروبية، فأخذت حماستها تفتر إزاء دعمها للعمليات العسكرية خارج بلادها، ويرجع ذلك إلى أنها عانت من أكثر الحوادث الإرهابية دموية وكذا أشد التهديدات الإرهابية عنفا، حيث أكدت نتائج استطلاع للرأى أجرته شركة "أي فوب" الفرنسية أن معظم سكان أوروبا لديهم اعتقاد راسخ بأن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن لمحاربة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر لم تسهم في جعل العالم أكثر أمنا.

-- القوى العالمية: حيرة وتردد في مكافحة الإرهاب

ومع أن دول العالم اتفقت على حشد مواردها وقواتها لمكافحة الإرهاب "يدا بيد"، إلا أن أهدافها تختلف عن بعضها البعض اختلافا تاما، وهذا ما يمكن أن نلحظه جيدا في المعارك المعقدة الجارية في سوريا في الوقت الراهن، إذ أن الجماعات المسلحة المختلفة المنتشرة على الأراضي السورية تعد بالنسبة لقوات الحكومة السورية "أخطر الجماعات الإرهابية" بالنسبة للبلاد وشعبها. أما الولايات المتحدة فتتهم السلطات السورية بـ"استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين" وتصف ذلك بأنه "عمل إرهابي".

ومن ناحية أخرى، تحارب تركيا بشدة الميليشيات الكردية، التي تتخذها واشنطن حليفا لها في المنطقة، بل وتعتبرها جماعة إرهابية، رغم أن تركيا كانت قد تعاونت في وقت سابق مع تنظيم الدولة (داعش)، الذي تعترف بلدان العالم بأنه أخطر الجماعات الإرهابية في التاريخ، بغية الحصول على الموارد النفطية.

وفي هذا الصدد، يقول يانغ دان تشي نائب مدير مركز بحوث الأمن العالمي التابع لأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية إن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى تعاون حقيقي بين مختلف القوى ولكنها مسألة في غاية الصعوبة لأن الدول المختلفة تعرف "الإرهاب" حسب مصالحها الإستراتيجية.

ورغم أن تنظيم داعش مدرج على رأس قائمة التنظيمات الإرهابية لدى أغلب دول العالم، إلا أن ساسة العالم أعربوا عن قلقهم إزاء المعارك الدائرة ضد مقاتلي هذا التنظيم في الأراضي العراقية والسورية، وبدت حيرتهم وترددهم في مكافحة الإرهاب واضحة بشدة، وذلك عندما حذرت وزيرة الدفاع الأسترالية ماريز باين مؤخرا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة داعش في الشرق الأوسط من حركة نزوح جماعية للمسلحين حال تحرير مدينة الموصل العراقية، قائلة إن ثمة مخاطر حقيقية مرتبطة بتحرير المدينة، كونها قد تسهم في تبعثر مسلحي داعش وقادته، إما بالعودة إلى بلدانهم الأصلية أو بالذهاب إلى غيرها.

ومن جانب الصين، التي تضطلع دوما بدور نشط في عمليات حفظ السلام حول العالم، فقد صادقت على "قانون مكافحة الإرهاب" في نهاية العام الماضي، حيث يهدف القانون داخليا إلى تحديد طبيعة العمليات والعناصر الإرهابية وتوضيح قواعد ولوائح جمع المعلومات الاستخباراتية وشن العمليات ضد الإرهابيين. أما خارجيا، فقد شق القانون الجديد طريقا لإرسال أفراد من الشرطة وجيش التحرير الشعبي إلى خارج البلاد للقيام بعمليات عسكرية ضد الإرهاب من أجل تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وأكد المسؤولون الصينيون مرارا أن جميع العمليات العسكرية لابد من إجرائها تحت قيادة وإشراف الأمم المتحدة لاحترام سيادة وسلامة البلدان الأخرى وحماية أرواح المدنيين.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×