بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 4 أكتوبر 2016 /أكد الدكتور محسن فرجاني استاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، أن مركز وثقل الحداثة ينتقل من الغرب إلى الصين، مطالبا بالتعلم من التجربة الصينية ونقلها للعالم العربي.
وكرم الرئيس الصيني شي جين بينغ في يناير الماضي خلال زيارته للقاهرة الدكتور محسن فرجاني وحصل على جائزة "المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" ضمن 10 شخصيات عربية لعبت دور مؤثر في مد جسور التفاهم بين الصين والعالم العربي.
قال فرجاني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، "الحداثة بالنسبة لنا لن تكون هي التعلم من الغرب فقط، وابتداء من عام 2019 ستكون الحداثة هي التعلم من الصين".
وأردف قائلا "الحداثة العربية ولأول مرة سيكون مطلوبا منها التعلم من الصين، وهذه هي مفارقة تاريخية، ونحتاج إلى أن ننظر إلى تجربة الصين في الحداثة، ولابد أن يجري التمهيد لها من الأن".
وأضاف "نحن نحتاج أن نحلل وندرس ماحدث في الصين منذ مايو 1919 وحتى الأن، خاصة ونحن نقترب من المئوية على هذا الحدث، وهناك الكثير ما يمكن أن ندرسه ونتعلمه ونستفيد منه من الصين، ونتعلم من منطلقات النهضة الصينية".
وأكد الدكتور محسن فرجاني على عمق وعراقة العلاقات الثقافية المصرية - الصينية والتي تمتد منذ سنوات بعيدة ، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تعززت بعد وجود أجيال من الدارسين للغة الصينية.
وأشار إلى مساهمة جمهورية الصين الشعبية في تأسيس أقسام اللغة الصينية بالجامعات المصرية.
ونوه بأن خريجوا هذه الاقسام اصبحوا عنصرا جديدا فاعلا في نمط العلاقات المصرية - الصينية، وتابع "نحن نشهد طفرة كبيرة في العصر الحديث في العلاقات بين البلدين، وهؤلاء الدارسين سيلعبون دورا مهما وكبيرا في العلاقات الثقافية بين البلدين".
وأوضح أن طريق الحرير أو حتى الطريق البحري كان له دور مهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية وهي تاريخية وقديمة، مشيرا إلى تميز العلاقات في العصر الحديث بفعل مساهمات المترجمين ودارسي اللغة الصينية والعربية، من خلال خلق جيل لترجمة الأدب والابداعات العربية المختلفة إلى اللغة الصينية.
وأردف "نحن الأن نشرع في ترجمة الأدب الصيني للغة العربية، ولكننا مازلنا في البداية والدور مازال محدودا وعلينا أن نعترف بذلك، ولكننا على الأقل نحن وضعنا أقدامنا على بداية الطريق".
وقال إن العالم العربي بحكم العلاقات التاريخية والعريقة مهتم بالصين كثيرا، موضحا أن العلاقات الثقافية ستشهد في السنوات القادمة وخاصة بعد اطلاق مبادرة الحزام والطريق زخما كبير.
وأضاف "إن ما نشهده من نشاط موسع في العلاقات السياسية والاقتصادية خاصة بعد مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعات قمة العشرين، وهذه العلاقات مع أنها تركز على الجوانب السياسية والاقتصادية إلا أنه من شأنها أن تفتح الباب أمام علاقات ثقافية وطيدة".
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه المناسبات ذات الطبيعة السياسية والاقتصادية مناسبة جيدة أيضا لنشاط موسع في الجانب الثقافي، خاصة وأن العلاقات الثقافية التاريخية جاءت ايضا نتيجة التواصل التجاري.
وتوقع فرجاني أن تشهد السنوات المقبلة أفق أوسع في التعاون ليس فقط بين مصر والصين، وأنما أيضا بين المنطقة العربية والصين، وأتمنى أن تجتاز الدول العربية قريبا المحنة التي تواجهها.
وأضاف أن الصين بما حققته من تقدم ونجاح كبير في السياسة والاقتصاد والثقافة أصبحت تجتذب أنصار الملايين حول العالم، والمنطقة العربية أيضا، مشيرا إلى أن عدد المهتمين باللغة الصينية يتزايد عام بعد عام، متوقعا أن يزداد هذا مستقبلا.
ويعد الدكتور محسن فرجاني أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس من أهم مترجمي الأدب الصيني للعربية، وارتبط بالصين والأدب الصيني منذ سنوات طويلة.
ومنحت الحكومة الصينية فرجاني جائزة الإسهام المتميز في الكتب الصينية لعام 2013 والتى أنشأت في سنة 2005 تهدف إلى تشجيع نشر الثقافة الصينية وتمنح للناشرين والمترجمين والكتاب الأجانب الذين قدموا إسهامات عظيمة في ترجمة ونشر الكتب الصينية. ويعد فرجاني أول عربي يفوز بهذه الجائزة.
وترجم فرجاني أكثر من 30 كتابا صينيا تمتد أنواعها من الأدب الكلاسيكي القديم إلى الأدب الحديث والمعاصر.
ومن هذه الكتب المترجمة، أثارت الأعمال الكلاسيكية انتباها واعجابا، وتتمثل في محاورات كونفوشيوس، والكتب الأربعة المقدسة، وكتاب ليتزو "فيلسوف الطاوية"، وكتاب الطاوية، وكتاب الحرب عند سونبين، وكتاب سياسات الدول المتحاربة.