بكين 23 أكتوبر 2016 /تسعى الصين دائما لاقامة علاقات ودية ومتبادلة النفع مع الدول المجاورة لها، وهو الأمر الذى تبرهن عليه زيارات الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى جنوب وجنوب شرق آسيا.
وانهى شي زياراته الرسمية إلى كمبوديا وبنجلاديش وحضور قمة مجموعة البريكس الثامنة في الهند الاسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه تم تحقيق نتائج مثمرة بتوقيع 31 وثيقة تعاونية حول مشروعات كبيرة بين الصين وكمبوديا، من بينها تلك المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق وتنسيق استراتيجيات التنمية والاستثمار في قدرة الإنتاج وبناء منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة.
وتم رفع العلاقات بين الصين وبنجلاديش إلى شراكة تعاونية استراتيجية خلال زيارة شي، بتوقيع ما يزيد على 30 اتفاقية تعاون هامة.
وحققت هذه الزيارات العقيدة الاساسية للدبلوماسية الصينية مع جيرانها، وهي التعامل معهم كاصدقاء وشركاء لجعلهم يشعرون بالأمن ومساعداتهم على التنمية.
وضع شي هذه العقيدة في مؤتمر حول العمل الدبلوماسي في بكين في شهر اكتوبر 2013.
وقال شي إن الصداقة مبدأ ثابت لدبلوماسية الصين مع جيرانها والاخلاص هو الطريق للحصول على المزيد من الاصدقاء والشركاء. ويجب ان يكون اساس التعاون مع الجيران المنفعة المتبادلة وخلق شبكة وثيقة من المصالح المشتركة.
وركزت حوالى نصف الزيارات التي قام بها شي لدول اجنبية خلال الثلاثة اعوام السابقة على الدول المجاورة. وقام الرئيس بزيارة جميع الدول التي تقع على حدود الصين تقريبا، من روسيا ومنغوليا وقازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان إلى الهند وباكستان وفيتنام.
وقال شي في قوا إنه يتعين على الصين والهند اثراء علاقات الشراكة التعاونية الاستراتيجية بشكل مستمر ووضع خطة لتنمية العلاقات الثنائية وفقا للمصالح الاساسية لشعبي البلدين. وبالنسبة لموسكو قال شي خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر سبتمبر إنه يتعين على البلدين تعميق التعاون البراجماتي في البنية الاساسية والطاقة والملاحة والفضاء الجوي والتكنولوجيا المتقدمة. وحث ايضا على تعاون عسكري وامني أقوى.
وفي اسلام آباد ، قامت الدولتان المجاورتان برفع علاقاتهما إلى علاقات شراكة تعاونية استراتيجية في جميع الظروف في شهر ابريل 2015 عندما قام شي بزيارة رسمية للبلاد.
وتدل الزيارة التي قام بها الرئيس للدولة الواقعة فى جنوب آسيا، وهى أول محطة فى جولة شى الاولى خارج البلاد هذا العام، على أهمية العلاقات بين الصين وباكستان وتمثل انطلاقة مهمة في دبلوماسية الجيرة التى تتبعها بكين وتنمية مجتمع يتمتع بمصير مشترك.
وأدت فكرة مجتمع يتمتع مصير مشترك او مجتمع يتمتع برخاء مشترك ايضا إلى خلق آليات جديدة لدبلوماسية الصين مع جيرانها، ومن بينها تعاون لانكانغ- ميكونغ.
ونشأت لانكانغ -- المعروفة بميكونغ عندما خرجت من الصين -- على سهل تشينغهاى-التبت -- تمتد حوالي 5000 كيلومتر عبر الصين وميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام قبل ان تصل الى بحر الصين الجنوبي.
وتم عقد اول اجتماع لقادة تعاون لانكانغ -ميكونغ تحت عنوان "نهر مشترك ومستقبل مشترك" في مدينة سانيا في مقاطعة هاينان جنوب الصين في شهر مارس. وجلب هذا الاجتماع عددا من مشروعات التنمية الجديدة.
وقدمت الصين خلال الاجتماع قروضا ميسرة بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي فى خطوط ائتمانية لتمويل تنمية البنية الاساسية والنقل في الستة دول.
وحقق تعاون لانكانغ- ميكونغ بالفعل بعض النتائج الملموسة. وتم الانتهاء من بناء طريق يربط بين الصين وتايلاند عن طريق لاوس في عام 2013 وبناء خط سكة حديدية بين الصين وتايلاند وخط سكة حديدية بين الصين ولاوس العام الماضي وقد تم ربط مقاطعة يوننان بجنوب غرب الصين التي تشترك فى حدودها مع لاوس وميانمار وفيتنام الان مع ما يربو على 20 مدينة فى جنوب شرق وجنوب اسيا عن طريق الجو.
وسيؤدي تعاون لانكانغ- ميكونغ الفعال إلى تحسن اللوجستيات والاقتصادات على النهر وسيعود بالنفع على جميع دول جنوب شرقي اسيا.
وكما يقول المثل الصينى القديم " جار قريب خير من أخ بعيد"، ولذا فان دبلوماسية الجيرة الصينية التي تتمثل الصداقة والاخلاص والمنفعة المشتركة والشمولية لن تعود بالنفع فقد على الدول المجاورة ولكنها ستسهم ايضا في السلام والرخاء في المنطقة والعالم بأسره.