من المقرر أن يصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى قازاقستان في وقت لاحق من اليوم (الخميس) للقيام بزيارة رسمية وحضور الاجتماع الدوري الثالث بين رئيسي وزراء البلدين.
إن هذه الزيارة، التي تعد أيضا المرة الثانية التي يزور فيه لي هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى بصفته رئيس مجلس الدولة الصيني، من المتوقع أن تسهم على نطاق واسع في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون في مجالات التجارة والترابط والصناعة والعديد من المجالات الأخرى.
وكتب تشانغ هان هوي سفير الصين لدى قازاقستان مقالة قبل الزيارة، قال فيها إن "زيارة رئيس مجلس الدولة لي ستضخ بكل تأكيد قوة دفع قوية في العلاقات الثنائية والتعاون في شتي المجالات".
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية منذ أن طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" خلال زيارة دولة قام بها لقازاقستان، عملت الدولتان بنشاط على تعزيز التنسيق بين إستراتجياتهما التنموية وتحقيق إنجازات ملموسة.
وتسهم بالفعل العديد من مشروعات الربط الرئيسية في نمو التجارة الثنائية والإقليمية، ما يجعل الحياة اليومية أكثر يسرا بالنسبة للعديد من السكان المحليين.
والآن، تلعب قاعدة اللوجيستات الصينية- القازاقية في مدينة ليانيونقانغ الساحلية الصينية ومنطقة بوابات خوروجوس الشرقية الاقتصادية الخاصة دورا محوريا في ربط شرق آسيا بآسيا الوسطي وأوروبا،ما يتيح بديلا جذابا لتدفق التجارة بين المناطق الثلاث.
وعلاوة على ذلك، يجرى على قدم وساق إحراز تقدم في القسم القازاقي من طريق "غرب أوروبا- غرب الصين" السريع العابر للأقاليم ، وهو مشروع طريق شرياني يربط بين عشرات المدن في الصين وقازاقستان وروسيا.
وقال السفير الصيني في مقالته إن "التعاون الفعال بين الصين وقازاقستان لا يعمل على تسريع تحديث طريق الحرير فحسب، وإنما يلعب أيضا دورا متزايد الأهمية في التعاون عبر الحدود في منطقة أوروآسيا".
ومن ناحية أخرى، يحرز التعاون في القدرة الصناعية بين البلدين تقدما مطردا ويظهر إمكانات هائلة، حيث أعلنت السفارة الصينية في قازاقستان أن الدولتين توصلتا إلى اتفاقات أولية حول 51 مشروعا تعاونيا بإجمالي استثمارات تصل قيمتها إلى 26 مليار دولار أمريكي.
كما يزدهر التعاون في مجال التجارة الإلكترونية. فقد ذكر أليكس محلل الإحصاءات على المواقع الإلكترونية أن ((علي إكسبرس)) التابعة لعملاقة التجارة الإلكترونية الصينية ((علي بابا)) أصبحت أكبر منصة تجارية على الإنترنت في قازاقستان، حيث تبيع كل شي بدءا من الملابس والمفروشات المنزلية وحتى المنتجات الرقمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تزداد العلاقات الثقافية بين البلدين قوة. فثمة حماسة متزايدة إلى تعلم اللغة الصينية في قازاقستان حيث تسعى العديد من الشركات إلى توظيف موظفين يتحدثون الصينية.
وهناك حاليا أربعة من معاهد كونفوشيوس وعدد من مراكز تعليم اللغة الصينية المقامة تحت رعاية هذه المعاهد في أنحاء البلاد. وتظهر الإحصاءات الرسمية القازاقية أن الصين صارت ثاني أحب وجهة شعبية للتعليم الخارجي حيث يدرس حوالي 12 ألف طالب من قازاقستان حاليا في الصين.
وقد ازدهر أيضا التعاون في مجال السياحة. فبدءا من يوليو، بدأت قازاقستان في إصدار تأشيرات للمجموعات السياحية الصينية، وسوف تستضيف البلاد سلسلة من الأنشطة طوال عام 2017 احتفالا "بعام سياحي للصين"، وهو أول حدث من نوعه يستضيفه هذا البلد الواقع في آسيا الوسطي.
و"في السنوات الـ25 الماضية، حققت العلاقات الصينية-القازاقية قفزات كبيرة كما وكيفا، ويتجاوز تأثير العلاقات الآن المدى الثنائي مع وجود تأثير بعيد المدى على تطوير الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهو ما يعزز التعاون عبر منطقة أوروآسيا وكذا يحافظ على الأمن الإستراتيجي والاستقرار في آسيا الوسطى وحتى العالم بأسره" على حد قول تشانغ.
واختتم تشانغ مقالته قائلا "وفي هذا السياق، فإن زيارة رئيس مجلس الدولة الثانية لقازاقستان تحمل تطلعات كبيرة وستسرع نمو العلاقات الصينية - القازاقية على المسار السريع".