برلين 2 نوفمبر 2016 /قال باحث ألماني معروف إن العالم يتوقع أن تصبح القيادة الصينية أكثر تجاوبا وحزما في عملية صنع القرار بعد وصف الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الرئيس شي جين بينغ بأنه في القلب من الحزب.
صرح قوه شيويه وو، مدير مركز الدراسات العالمية بجامعة بون، بذلك في مقابلة حديثة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) حول الدورة الأخيرة كاملة النصاب للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني والتي اختتمت يوم 27 أكتوبر.
وقال قوه إنه من خلال اعتماد شي كقلب الحزب، يمكن للحزب الشيوعي الصيني أن يحسن بفاعلية من قدرته على إتخاذ القرارات الصعبة ويكون أكثر تجاوبا مع التحديات الجيوسياسية العالمية والقضايا الاقتصادية وكذلك الأزمات في الداخل والخارج.
وأضاف قوه أن "الشعب الصيني وكذا الحكومات في الدول حول العالم ستكتشف ذلك في السنوات القليلة القادمة".
وحث الحزب الشيوعي الصيني بعد الدورة في بيان الخميس الماضي كافة الأعضاء على "الاتحاد بشكل وثيق حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفى القلب منها الرفيق شي جين بينغ".
ووصف قوة الدورة بأنها " حجر زاوية" في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس عام 1921 وأصبح حاكما للصين منذ عام 1949.
وقال الخبير الألماني " انطباعي العام هو أن الحزب بقيادة شي من خلال انعقاد الدورة مصمم على إظهار نفسه للشعب الصيني والعالم بأنه حزب حاكم مكرس لتجديد ذاته ونمو ذاته وتحسين ذاته".
وتابع أن ما خرجت به الدورة على قدر كبير من الأهمية للحزب نفسه والشعب الصيني أيضا.
واعتقد قوه أن التوجيهات واللوائح الجديدة بشأن الحياة السياسية داخل الحزب والتي تم اعتمادها خلال الدورة تهدف بالأساس الى منع الأعضاء من أن يصبحوا فاسدين، ولاسيما هؤلاء الذين يشغلون المناصب العليا.
وأشار إلى أن التصديق على التوجيهات واللوائح الجديدة يظهر تصميم قيادة الحزب مع شي في القلب على أن الفساد المستشرى لن يسمح به أبدا داخل الحزب الحاكم، واصفا الإجراءات الجديدة بالأصول القيمة في الجهود الجارية للحزب لمكافحة الفساد.
ورأى قوه أن مكافحة الفساد أمر ضروري أيضا للصين لتجنب ما يسمي بفخ الدخل المتوسط، لافتا الى أن الصين أصبحت دولة نامية ذات دخل متوسط بفضل عقود النمو الاقتصادي السريع.
وفخ الدخل المتوسط هو وضع يتباطئ فيه نمو دولة أو يتوقف بعد الوصول إلى مستويات الدخل المتوسط عادة عندما يحوم دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي حول 10 آلاف دولار أمريكي.
وحتى تصبح دولة الدخل المتوسط اقتصادا مرتفع الدخل، وفقا لقوه، يتعين الوفاء بعنصرين أساسيين هما تعزيز التنافسية من خلال الابتكار والتحديث الصناعي وكبح الفساد للحفاظ على تدني كلفة الانتاج.
وقال إن تعزيز التنافسية من خلال الابتكار والتحديث الصناعي فقط ليس كافيا لاقتصاد متوسط الدخل مثل الصين للهروب من فخ الدخل المتوسط.
بل يحتاج الأمر أيضا الى ضمان رقابة حكومة نظيفة وأمينة، وفقا لقوله.
ومن خلال مكافحة الفساد، يمكن للحزب الحاكم أن يضمن قيادة مستدامة تكون مهمة لجهود تجنب فخ الدخل المتوسط، وفقا لقوله.