أوسلو/ بكين 20 ديسمبر 2016 /قررت الصين والنرويج أمس (الاثنين) تطبيع العلاقات بعد تجميدها لمدة ستة أعوام، ليبدأ الجانبان حقبة جديدة من تنمية العلاقات الثنائية.
وتحسن العلاقات، كما يتوقع العديد من المراقبين، سيضخ زخما جديدا في التعاون العملي للعلاقات الثنائية والتجارة العالمية بشكل عام، حيث وافق الجانبان على استئناف مفاوضات التجارة الحرة وتعزيز التجارة والاستثمار.
وتعليقا على تطبيع العلاقات مع الصين، قالت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرغ يوم الاثنين ، إن الفرص تفتح امام تعاون بلادها مع الصين.
وقالت سولبرغ في خطبة ألقتها في برلمان النرويج الوطني "قمنا اليوم بتطبيع كامل للعلاقات السياسية والدبلوماسية مع الصين، على اساس اعلان مشترك."
وأضافت المسؤولة "النرويج ليس لديها اي اتصال سياسي مع الصين منذ عام 2010. وكان هذا بمثابة تحدي لنا في العديد من السياقات الدولية والعديد من الحالات الفردية. وكان تحدي ايضا للصناعة النرويجية."
وتدهورت العلاقات بين الصين والنرويج منذ ان منحت لجنة نوبل فى اوسلو المجرم الصيني المدان ليو شياو بوه جائزة نوبل للسلام لعام 2010. وكان قد صدر حكم على ليو بالحبس 11 عاما يوم 25 ديسمبر 2009، بعد ان ادانته محكمة في بكين بالتورط في انشطة تهدف الى الاطاحة بالحكومة.
وقالت المسؤولة في الخطبة "حقيقة اننا اصبحنا الان قادرين على تطبيع علاقاتنا، ترجع إلى العمل الدبلوماسي الطويل والشاق على مستويات مختلفة لاستعادة الثقة بين البلدين."
وأشارت رئيسة وزراء النرويج إلى ان البلدين لديهما تاريخ مشترك طويل وان النرويج كانت واحدة من اولى الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية. "لقد قمنا ببناء تعاون واسع ووثيق في جميع المجالات تقريبا منذ ما يربو على 50 عاما."
وصرحت المسؤولة "اننا نتطلع الآن إلى الفرص التي تفتح امام التعاون مع الصين. فالصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي. ومن المهم ان يكون هناك تعاون في شؤون دولية عديدة محل اهتمامنا المشترك. بداية من أهداف مناخية ومستدامة إلى قضايا أخرى فى الاجندة الدولية."
وذكر البيان الذي صدر في بكين في وقت مبكر من يوم الاثنين ان حكومة النرويج أكدت مرة أخرى التزامها بسياسة الصين الواحدة وانها تحترم سيادة الصين وسلامة اراضيها بشكل كامل وتعطي أهمية كبيرة لمصالح الصين الاساسية ومخاوفها الرئيسية.
وأضاف البيان "اعترفت الصين والنرويج بان البلدين بينهما مصالح مشتركة عريضة ولديهما قدرة كبيرة على زيادة التعاون في مجالات مهمة عديدة."
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في اجتماعه مع وزير الخارجية النرويجي الزائر بورجه برنده أمس إن وزيري خارجية البلدين عقدا محادثات صريحة وعميقة وتواصلا إلى اتفاقية حول تطبيع العلاقات الثنائية.
وأضاف لي أن الصين تأمل ان تعمل مع النرويج من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والدفع من أجل علاقات مستدامة وسليمة ومستقرة.
واستطرد المسؤول ان الصين تقدر التزام حكومة النرويج الجديدة بسياسة الصين الواحدة وتأمل تحسين وتنمية العلاقات مع الصين.
وصرح لي ان البلدين متناغمتين على حد كبير، مضيفا ان الصين مستعدة للتفاوض مع النرويج حول اتفاقية تجارة حرة لإرسال اشارة واضحة لتحرير التجارة الاستثمار.
وقال برنده بدوره إن تطبيع العلاقات له اهمية تاريخية وارسل رسالة إيجابية للمجتمع الدولي.
وأضاف المسؤول أن النرويج تأمل ان تستغل فرصة تطبيع العلاقات مع الصين لتعزيز تبادلات عالية المستوى وتعزيز مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثنائية وتوسيع التعاون متبادل النفع في مجالات بينها الاستثمار والطاقة المائية واستكشاف النفط والغاز البحرى.
وصرح تسوي هونغ جيان، مدير إدارة الدراسات الأوروبية في المعهد الصيني للدراسات الدولية ان "الحكومة النرويجية الجديدة لا تريد ان تتحمل عبء التاريخ، وتتخذ منهجا اكثر براجماتية وحريصة على تحسين العلاقات مع الصين."