الجزائر 25 ديسمبر 2016 / بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج اليوم (الأحد) زيارة رسمية إلى الجزائر هي الثالثة له منذ يناير 2016 وتندرج ضمن التشاور بين البلدين.
وكان في استقبال السراج بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائر نظيره الجزائري عبد الملك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل.
وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة الجزائرية إن السراج سيتطرق خلال هذه الزيارة إلى " تطورات الوضع والجهود المبذولة في إطار التسوية السياسية للأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق ".
وأوضح البيان أن الزيارة "ستسمح بتجديد موقف الجزائر الثابت الذي يدعم دينامية السلم المباشر فيها في هذا البلد والقائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في ظل احترام السيادة الوطنية لليبيا".
وعشية زيارة السراج صرح وزير الشئون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل بأن الزيارة تأتي في وقت "يشهد فيه البلد الجار منذ عدة سنوات أزمة خطيرة قد تؤدي إلى انحرافات في حالة غياب مسار سياسي شامل وحقيقي".
وشدد في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية على أنه "من البديهي أن الجزائر لا يمكنها أن تبقى غير مكترثة باعتبار أن ليبيا بلد جار نتقاسم معه حدودا شاسعة وتاريخا وثقافة وجوارا.. لذلك تقوم الجزائر، منذ مدة، بجهود لا تتناقض مع مبادرة الأمم المتحدة، حيث تسعى إلى إيجاد حل سياسي يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها".
وقال "إن الجزائر تعمل أيضا من أجل إقامة حوار مباشر بين الليبيين، يسمح لهم باختيار مستقبلهم، كما أنها ترافع من أجل تضافر كل الجهود الدولية لمرافقة الليبيين للخروج من الأزمة".
وأكد أنه "من البديهي أن الجزائر ليست لها مصلحة أخرى سوى مرافقة أشقائها الليبيين للخروج من الأزمة أو تفادي الإنزلاقات، التي قد تكون لها انعكاسات على بلدان الجوار".
وتأتي الزيارة بعد الزيارة التي قام بها إلى الجزائر المشير الليبي خليفة حفتر في 18 ديسمبر الجاري التقى خلالها برئيس الوزراء عبد الملك سلال.
وتمحورت مباحثاته أساسا حول تطورات الوضع في ليبيا وآفاق تسوية الأزمة وعودة الاستقرار والسلم والأمن في إطار وحدة وسيادة ليبيا.
وأكد الجانبان على أن "الخيار الوحيد يبقى الحل السياسي القائم على الحوار الشامل بين الليبيين والمصالحة الوطنية، وهو ما تسعى إليه الجزائر مع جميع أطراف الأزمة الليبية".
وأعلنت الجزائر أن موقفها "الثابت" هو تأييد حل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار "تطبيق الإتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية بتاريخ 17 ديسمبر 2015 (في الصخيرات بالمغرب) من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني ووضع حد نهائي للأزمة".
وتتقاسم الجزائر حدودا طويلة مع ليبيا، واستضافت جولات من الحوار الليبي لوضع حد للصراع في البلاد.
كما ترأس الجزائر لجنة تتكفل بمسائل الأمن أنشأتها مجموعة دول جوار ليبيا التي تأسست في العام 2014 وتضم أيضا مصر وليبيا وتونس والسودان وتشاد والنيجر.
وتعمل المجموعة على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية في إطار حوار شامل بين القوى الوطنية الليبية، وتضم لجنة ثانية تتكفل بالمسائل السياسية وترأسها مصر.
وتعيش ليبيا أزمة وصراعا سياسيا وأمنيا خانقا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، ويدعم حفتر، الذي يقود قوات عسكرية، حكومة وبرلمانا في شرق البلاد في مواجهة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من المجتمع الدولي برئاسة فائز السراج في طرابلس.