رام الله 18 يناير 2017 /اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء)، أن العام الحالي قد يكون "الفرصة الأخيرة" للحديث والعمل من أجل تطبيق حل الدولتين، داعيا إلى عدم إضاعة هذه الفرصة.
وأكد عباس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي أنجيه دودا في مقر الرئاسة بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية، على التمسك بالسلام " خيار لا رجعة عنه، ففيه مستقبل أجيالنا جميعا في المنطقة".
وقال الرئيس الفلسطيني "استعرضت مع الرئيس دودا آخر تطورات دفع جهود السلام إلى الأمام في منطقتنا، وبشكل خاص نتائج مؤتمر باريس الذي عقد في 15 من هذا الشهر، وضرورة البناء عليه".
وأضاف عباس " أكدت على استعدادنا لصنع سلام شامل ودائم، وضرورة تشكيل آلية دولية لمواكبة أية عملية سياسية، وجدول زمني محدد، ووفق المرجعيات والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن الأخير 2334، وبيان باريس، ووفق حل الدولتين على حدود 1967، لتعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين في أمن وسلام وحسن جوار".
وأعرب عن شكره، لبولندا لمشاركتها ودعمها لجهود تحقيق السلام من خلال مشاركة وزير خارجيتها في مؤتمر باريس، مجددا شكره لفرنسا لجهودها في رعاية هذا المؤتمر وتنظيمه، وكذلك لجميع الدول التي شاركت في انعقاده.
ودعا عباس جميع الدول " التي لا زالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك تماما مثل 138 دولة، والتي كان آخرها الفاتيكان التي افتتحنا سفارة دولة فلسطين فيها مؤخرا، بعد اعترافها بدولة فلسطين، حرصاً منها على السلام، ودعماً منها لحل الدولتين، ونشر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وجدد تأكيده بدعم "جميع الجهود المبذولة والمبادرات الدولية، التي كان آخرها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو، داعيا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لصنع السلام في المنطقة.
وأعرب عباس عن استعداده "للعمل معه لتحقيق هذا الهدف".
وبشأن إمكانية ترامب بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يوم تنصيبه بعد غد "الجمعة" قال عباس، " نحن سمعنا هذا الكلام ولكن حتى الآن لم نسمع بشكل رسمي لأننا نريد أن نسمع كلام ترامب عند وصوله إلى البيت الأبيض".
وأضاف " لكن مثل هذا الإجراء لو اتخذ نقول أنه سيدمر عملية السلام وهو إجراء غير قانوني لأن نقل السفارة سيكون الحادث الأول في التاريخ ، حيث أن جميع دول العالم التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل سفاراتها في تل أبيب".
وأردف عباس "عندما يقرر ترامب نقل السفارة إلى القدس فهو يجحف بالوضع النهائي للمفاوضات، ويؤثر على ذلك وهو يتماشى مع القرار غير الشرعي الذي اتخذته الحكومات الإسرائيلية السابقة بضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية".
وأكد على أن "القدس الشرقية أرض احتلت عام 1967 وهي عاصمة دولة فلسطين، وبالتالي هذا ما ورد في القرار 2334 وفي غيره من القرارات والمواقف الدولية، داعيا ترامب لعدم القيام بهذه الخطوة كي لا يعطل مسيرة السلام ونرجو أن يستمع لذلك".
وشدد عباس، على أنه "إذا قرر ترامب نقل السفارة إلى القدس سيكون لنا رد فعل سياسي ودبلوماسي"، معربا عن أمله "أن لا يحصل ذلك وأن يحل قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويقدم مقترحاته وجهوده اللازمة والشرعية الدولية طويلة وعريضة ويكون مشكورا إذا فعلا ساهم في عملية السلام في الشرق الأوسط".
وكان عدد من مساعدي ترامب صرحوا أخيرا، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لديه.
ويبذل الفلسطينيون جهودا كبيرة مع أطراف دولية عديدة لمنع ترامب من القيام بتلك الخطوة.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
بدوره قال الرئيس دودا، "اسمحوا لترامب أن يتولى منصبه بشكل رسمي وسوف نحكم عليه بناء على ما يتوصل إليه"، معربا عن أمله أن "تتبع الولايات المتحدة الأميركية سياسة متزنة وهي دولة كبرى سياسيا وعسكريا في العالم".
وأكد دودا، على "ضرورة قيام دولتين مستقلتين تعيشان جنبا إلى جنب فلسطين وإسرائيل"، لافتا إلى أن التعايش السلمي في المستقبل "يمكن انجازه في محادثات مباشرة وبناء على الشروط التي يقبلها الطرفان لأن مثل هذا الحل يضمن أن يكون السلام مستدام".
وأعرب الرئيس البولندي عن أمله، بأن " يكون العام الجاري عام انطلاق حقيقي نحو عملية السلام يستفيد منه العالم كله لأن الصراعات التي تجري في الشرق الأوسط تنعكس على معظم أنحاء العالم وفلسطين أرض مقدسة لكل الديانات والحضارات".
وأكد دودا، على أن بلاده تدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام، لافتا إلى أنه " ليس لدينا أي مصالح ونحاول أن نكون موضوعيين وندعم الطرفين في طريقهما لعملية السلام".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء الصراع.