الرياض 12 فبراير 2017 /أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم (الأحد) دعم المنظمة الدولية لجهود الحل السياسي للأزمات في دول المنطقة، خاصة في سوريا واليمن وليبيا.
وأعرب غوتيريس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم في الرياض عن تقديره لدور المملكة في دعم الاستقرار في المنطقة وإسهاماتها الكبيرة في المجالات الإنسانية ومكافحة الإرهاب.
وحث على أهمية استئصال الجذور المغذية للتطرف والإرهاب، ومن أبرزها افتقاد الحلول السياسية وحرية التعبير والترويج لكراهية الإسلام.
وشدد على ضرورة تحقيق مصالحة شاملة في العراق بعد تحرير مدينة الموصل لا تستثني طائفة من الطوائف.
كما أعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، للتعامل مع الأزمة اليمنية بطريقة حيادية مع جميع الأطراف.
وقال غوتيريس إن ولد الشيخ يجد الدعم من المجتمع الدولي وليس هناك ما يستدعي تغييره.
وتأتي تصريحات غوتيريس بشأن مبعوثه إلى اليمن بعد أيام من مطالبة الحوثيين بعدم تمديد مهمته.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين وحلفائهم صالح الصماد قد طالب في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بعدم تمديد مهمة ولد الشيخ بسبب ما وصفه "بفشله في مهمته وعدم حياديته".
من جانبه، اتهم وزير الخارجية السعودي تحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعرقلة أي جهود لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية.
وأشار إلى أن الحوثيين وأنصارهم لم يلتزموا بتنفيذ حوالي 70 اتفاقا للحل السياسي، بما فيها القرارات الدولية وخاصة "القرار 2216"، الذي يقضي بانسحابهم من المدن الواقعة تحت سيطرتهم في اليمن.
وأكد الجبير استمرار المملكة في تعاونها مع الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار وحل الأزمات التي عانت منها بعض دول المنطقة كما في سوريا واليمن وليبيا والعراق.
وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها غوتيريس مع القيادة السعودية كانت "بناءة وإيجابية" وأسست لتطوير علاقات التعاون بين الجانبين.
وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق اليوم مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، تناولت جهود الأمم المتحدة والمهام المناطة بها في سبيل تحقيق السلم والأمن الدوليين.
كما تناولت الجوانب الإنسانية والتطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وتفعيل دور المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، حسب ما قال الجبير.
وفيما يتعلق بالعلاقات السعودية الأمريكية، أكد الجبير أن هذه العلاقات تاريخية وذات جذور عميقة وتجمع البلدين رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا كمكافحة الإرهاب والأمن البحري والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة.
والجمعة التقى مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايكل بومبيو، ولي العهد السعودي وبحث معه تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، خاصة في محاربة الإرهاب، وسلمه ميدالية (جورج تينت)، التي تقدمها الوكالة الأمريكية "للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب".
ووصل غوتيريس الى الرياض مساء السبت في إطار أول جولة له في الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في يناير الماضي خلفا لبان كي مون.
وزار الأمين العام تركيا ضمن جولته التي تشمل كذلك دول الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر ومصر.
وسيتوجه غوتيريس بعد ذلك إلى بون وميونخ بألمانيا لحضور اجتماع وزاري لمجموعة العشرين ومؤتمر سنوي حول الأمن على التوالي ، حسبما ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش.