10 فبراير 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بثّ تلفزيون الصين المركزي في 7 فبراير الجاري نهائي الموسم الثاني من مسابقة "ملتقى الشعر الصيني"، الذي فازت فيه المتسابقة وو إي شو البالغة من العمر 16 سنة فقط من شنغهاي. وإستقطبت مسابقة "ملتقى الشعر الصيني" نسبة مشاهدة عالية فاقت كل التوقعات، حيث تظهر بيانات تلفزيون الصين المركزي أن نسبة المشاهدة لكامل الأجزاء العشرة من المسابقة قد بلغت 1.163 مليار مشاهدة. إلى جانب نسبة المشاهدة العالية، شهدت هذه المسابقة تثمينا كبيرا من مختلف الشرائح الإجتماعية الصينية.
قبل تنظيم مسابقة "ملتقى الشعر الصيني"، نظم تلفزيون الصين المركزي "مسابقة سماع وكتابة الرموز الصينية"، و"مسابقة الأمثال الصينية"، و"مسابقة الألغاز الصينية" وغيرها من البرامج الثقافية التي تشيع روح الثقافة التقليدية الصينية وتجمع بين القيمة التعليمية والمحتوى الترفيهي. وهو ماجعل هذه البرامج تحظى بإعتراف واسع بين المشاهدين.
وعبر العديد من مستخدمي الإنترنت عن تثمينهم لمسابقة الشعر والفوائد المعرفية التي حصلوا عليها من متابعتهم للبرنامج. حيث تحدث أحدهم قائلا "أشكر هذا البرنامج الذي أشعر بعجز اللغة الحديثة عن وصف الكثير من المشاعر." وأضاف آخر قائلا "في هذا العصر الإستهلاكي، باتت المحتويات التافهة أكثر رواجا على الإنترنت، في حين نادر مايتم نشر الأشعار الجيدة، وباتت النفعية هي من تدفع المطالعة، في حين تراجعت قراءة الشعر من أجل تهذيب النفس؛ كما بات التلاميذ يتعلمون الأشعار النمطية، ونادرا مايتم تعليمهم كيف يـتأملون القصائد الشعرية. وعلينا أن نبذل المزيد من الجهود لإيقاظ الثقافة الصينية التقليدية، ومهما أسرعنا، علينا ألا ننسى الشعر الصيني والثقافة الصينية التقليدية!" وعبر العديد من المشاهدين عن نقص مخزونهم المعرفي بالشعر والثقافة الصينية بعد أن شاهدو المسابقة، وحفزهم أكثر على المطالعة.
في هذا السياق، قال المتسابق بنغ مين، أن أهمية هذا النوع من البرامج الثقافية تكمن في تعزيز إحترام المشاهدين للثقافة التقليدية الصينية. "يرى الكثير من الصينيين أن الثقافة الصينية لا قيمة لها في الحياة اليومية، في حين يعبر هذا النوع من البرامج على جمالية الثقافة التقليدية التي تستحق أن يتعلمها كل صيني، وتستحق المزيد من الإحترام والتقدير. "
من جهة أخرى، يقول مدير مدرسة فودان ووهوي النموذجية ومدرّس الآداب، هوانغ يوي فنغ: "رغم الفاصل الزمني الكبير، غير أن الشعر الصيني القديم مازال قريب من مشاعرنا. وسواء بالنسبة للإنسان القديم أو الإنسان الحديث، هناك توق مشترك إلى الأشياء الجميلة، فحين يمنى الإنسان بالفشل أو الضيق، يشعر الإنسان بحاجة لمتنفس يفجر من خلاله مشاعره. "
يمتلك الشعر مكانة خاصة لدى الصينيين، فعلى مسار التاريخ الصيني كان هناك تاريخ للشعر الصيني أيضا. في هذا الصدد، يرى الخبير الإعلامي، جين تشي واي، أنه رغم تراجع مكانة الشعر في المجتمع الصيني الحديث، لكن الصينيين مازالوا يحبون الشعر، وهي حقيقة تعكسها نجاح مسابقة"ملتقى الشعر الصيني"، هذا النجاح الذي يظهر بأن روح الشعر لم تمت لدى الصينيين بل مازالت تجري في دمائهم.