نانجينغ 23 فبراير 2017 / في ندوة بمدينة نانجينغ التي شهدت "مذبحة نانجينغ" خلال الحرب العالمية الثانية فى مقاطعة جيانغسو شرق الصين، حث ما يزيد على 50 باحثا صينيا واجنبيا اليوم (الخميس) على إقامة علاقات صينية-يابانية افضل من خلال مواجهة الحقائق التاريخية وتعميق التواصل بين البلدين.
ونظمت الندوة التي حملت عنوان "رؤى جديدة بشأن السلام فى شرق اسيا"، كل من جمعية دراسات السلام اليابانية وكلية التاريخ فى جامعة نانجينغ وبعض مراكز البحوث في الصين.
وتوصل الخبراء إلى توافق مفاده أنه يتعين على البلدين التعلم من دورس التاريخ والتطلع إلى المستقبل لتعزيز الثقة المتبادلة.
وقال ليو تشنغ، الأستاذ بكلية التاريخ بجامعة نانجينغ "الحقيقة والعدل والصفح والسلام هي العناصر الأساسية للمصالحة. لن يتعافى الشعب من الذكريات الألمية للماضي حتى يتأكد من أن الأمور تأخذ المسار الصحيح."
يذكر أن في 13 ديسمبر 1937 سقطت مدينة نانجينغ، وهي المدينة التي كانت عاصمة الصين لـ6 من الأسر الحاكمة، في يد الغزاة اليابانيين الذين ارتكبوا مذابح ضد المدنيين لأكثر من شهر، ما أسفر عن مقتل قرابة 300000 مواطن صيني واغتصاب 20000 إمرأة صينية.
غير أن القوميين اليابانيين من اليمين انكروا هذه المذبحة بطرق عدة، سواء من خلال عدم الاعتراف بعدد الضحايا أو التشكيك في مصداقية روايات الناجين من تلك المذبحة، بل وحتى من خلال الادعاء بأن المذبحة لم تحدث من الأساس.
وأشار الخبراء الى ان المفهوم المشوه لليابان فيما يخص تاريخ الحرب العالمية الثانية أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، وحثوا على تبني نظرة صادقة ومنفتحة على الماضي من أجل تجنب تكرار المأساة التاريخية.
واتفق الخبراء المشاركون في الندوة على أنه رغم التوترات بين البلدين، فإن تعزيز العلاقات الصينية-اليابانية سيعمل على تعزيز التعاون الأقليمي والسلام العالمي.
واستخدم البروفيسور كوداما كاتسويا بجامعة مي اليابانية، كلمة "قوس قزح" لوصف العلاقات الصينية-اليابانية. وقال إن اليوم المشمس دائما ما يأتي عقب هطول الأمطار الغزيرة، وأن الصين واليابان تستطيعان بناء الثقة والفهم من خلال التبادلات الثنائية في مجالات الثقافة والسياحة والتعليم والاغاثة من الكوارث.