سائق يقود سيارته بحثا عن ابنته المفقودة ل23 عاما

تلقى سائق، فقد ابنته قبل 23 عاما، 4839 طلبا من منصة طلب سيارات الأجرة على شبكة الإنترنت، آملا في العثور على ابنته بين الركاب.

وعلى الرغم من أن جهوده لم تثمر عن أي نتائج حتى الآن، إلا ان الكثير من ركابه قد تأثروا بعد معرفة جهوده وساعدوه على تحويل كل جولة قصيرة إلى ماراثون لنشر معلومات البحث عن ابنته.

وفقد وانغ تشينغ مينغ ابنته البالغة من العمر 4 سنوات، عندما كان هو وزوجته يبيعان الخضروات في أحد شوارع مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين في 8 يناير عام 1994. ووقتئذ لجأ إلى الشرطة وأقاربه للبحث عن الطفلة في كل محطات الحافلات والسكك الحديدية. إلا أن كل الجهود باءت بالفشل.

وخلال السنوات الـ23 الماضية، واصل وانغ زيارة الشرطة والجمعيات الخيرية للأطفال، آملا في العثور على أي معلومات. كما وضع إشعارا للبحث عن ابنته المفقودة في الصحف حتى أنه تابع الكشوف الرسمية للمفقودين.

وقال :"يجب أن أرى ابنتي حتى ولو لثانية واحدة". ويقود وانغ سيارة كل يوم عبر مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين حيث يأمل أن يراها مرة أخرى، قائلا "لا يمكن أن نطمئن أنا وزوجتي إلا إذا وجدناها تعيش حياة جيدة".

وأصبح وانغ سائقا في منصة طلب سيارات الأجرة الصينية "ديدي" عام 2015. ومن أجل توسيع مجال البحث عن ابنته، وضع مذكرة عنها في سيارته ولصق صورة قديمة لابنته الأخرى على بطاقة صنعت خصيصا.

وقال وانغ: "ليس لدينا صورة لها، ولذا نستخدم صورة شقيقتها إذ أنهما متشابهتان جدا".

ويتكلم وانغ مع كل راكب عن قصة ابنته كما يقدم لهم البطاقة التي صنعها للبحث عنها. بينما استجاب لندائه معظم الركاب.

وسبق لوانغ أن التقى والدا وابنته اللذان سألاه عن فتاته وتركا رقما هاتفيا في ديسمبر من عام 2016. وبعد بضعة أيام، اتصل الوالد به للقائه حيث أهدى له أشياء مختلفة لمساعدته في نشر المعلومات عن ابنته، بما في ذلك عرض موقف وملصقات و8000 بطاقة.

وفي صيف عام 2015، صادف وانغ راكبة تدعى "لين" من مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين وكانت في رحلة عمل في مدينة تشنغدو. أخذت عدة بطاقات منه لتوزيعها بين زملائها . كما تم نشر معلومات عن فتاته المفقودة في "وي تشات"، برنامج التواصل الاجتماعي الصيني الرائج.

وقال وانغ: "أقبل كل يوم طلبات كثيرة من الناس لإضافتهم على "وي تشات"، مشيرا إلى أن معظمهم من ركاب سيارته. كما علق المزيد من الغرباء على منشوراته وأعادوا نشرها للبحث عن ابنته.

وأضاف وانغ: "لا أتوقع أن يعثروا على ابنتي ولكن أتمنى أن يساعدوني بإخبار الآخرين عن قصة ابنتي. وأشكر أولئك الذين استمعوا إلى قصتي واخذوا البطاقة"، مضيفا إن هؤلاء الغرباء يعطونه الأمل ليستمر.