بيروت 28 فبراير 2017 /قتل شخصان، أحدهما طفل اليوم (الثلاثاء) في اشتباكات متقطعة منذ السبت بين عناصر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومسلحين متشددين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، حسب مصادر طبية ورسمية.
وقال مصدر طبي في صيدا لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم إن طفلا فلسطينيا قتل وتوفي رجل متأثرا بجروحه في مخيم عين الحلوة في الاشتباكات بين عناصر من حركة (فتح) وآخرين من مجموعات إسلامية متشددة.
وأكد "وقوع عدد من الجرحى، بينهم موظف في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)"، التي أغلقت مكاتبها ومستوصفاتها، ولم تفتح مدارسها بسبب تردي الوضع الأمني.
واندلعت هذه الاشتباكات في مخيم عين الحلوة السبت الماضي، وتخللتها فترات هدوء حذر ووقف لإطلاق النار لساعات، لكنها سرعان ما تتجدد بسبب خروقات.
ولم يعرف حتى الآن أسباب اندلاع وتجدد الاشتباكات، التي تقع في الغالب على خلفية محاولات للسيطرة والنفوذ على أحياء المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتجددت الاشتباكات بعنف اليوم في المخيم بعد هدوء حذر ليلا إثر وقف لإطلاق النار دعت إليه القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية الليلة الماضية وخرقه إلقاء قنابل وإطلاق نار بشكل متقطع.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الاشتباكات تُستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون.
وأسفرت الاشتباكات أيضا اليوم عن احتراق منزل ومحل تجاري على الأقل، حسب الوكالة.
وانعكست الاشتباكات على محيط مخيم عين الحلوة والحياة فيه، إذ أغلقت قوى الأمن اللبنانية طريقا رئيسيا محاذيا له بسبب رصاص القنص الذي يطاله بين الحين والآخر.
ومنذ السبت تتخذ وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عند مداخل مخيم عين الحلوة تدابير احترازية وإجراءات أمنية مشددة، حفاظا على سلامة المارة.
وطلب وزير التربية والتعليم العالي اللبناني مروان حمادة، في بيان "وقف الدروس في عدد من الجامعات والمعاهد المهنية والتقنية والمدارس القريبة من المخيم وإخلاءها من الطلاب" لعدم "تعريضهم لأي مخاطر".
ومنذ اندلاع الاشتباكات تُبذل مساع عدة لوقفها.
وترددت دعوات في مخيم عين الحلوة لسكانه للنزول إلى الشارع من أجل وقف الاشتباكات.
ودعت جمعية (ناشط) المستقلة غير الحكومية المعنية بالمجتمع الفلسطيني في لبنان إلى اعتصام مفتوح أمام مسجد الموصلي في محلة تعمير عين الحلوة، احتجاجا على ما وصفته بـ "مؤامرة تدمير المخيم والأمن الهش".
كما تعقد القوى الوطنية والإسلامية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في هذه الأثناء اجتماعا في السفارة الفلسطينية في بيروت لبحث الوضع الأمني المستجد في مخيم عين الحلوة.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن "اتصالات بين قيادة الجيش اللبناني عبر مخابرات الجيش في الجنوب والقيادات الفلسطينية من أجل وقف الاشتباكات"، التي اندلعت في وقت كان يقوم فيه الرئيس الفلسطيني بزيارة رسمية إلى لبنان.
وكثيرا ما يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين توترات أمنية بين جماعات متشددة وحركات فلسطينية متواجدة به في إطار صراع على النفوذ والسيطرة في أكبر مخيم فلسطيني فيلبنان.
ويعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيم فلسطيني في لبنان ويعيش به حوالي 80 ألف نسمة.
ويقيم في لبنان نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني في 12 مخيما وتجمعا، وتتولى الفصائل الفلسطينية أمن هذه المخيمات، فيما تنتشر وحدات من الجيش اللبناني حولها وعلى مداخلها.