القاهرة 12 إبريل 2017 /تعد الكنيسة المرقسية بمحافظة الإسكندرية، شمال القاهرة، التي استهدفها انتحاري بحزام ناسف، أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا.
وقتل 17 شخصا، هم 11 مسيحيا وستة مسلمين، حين فجر الأحد الماضي انتحاري ينتمى لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نفسه بحزام ناسف أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وأصيب في التفجير 48 شخصا، هم 20 مسيحيا و28 مسلما، منهم 14 من أفراد الشرطة يشملون 7 ضباط و5 أمناء شرطة ومجندان اثنان.
ووقع التفجير عقب ساعات من تفجير آخر استهدف كنيسة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، شمال غرب القاهرة.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) التفجيرين.
وكانت الكنيسة المرقسية منزلا لشخص يدعى إنيانوس، وهو صانع أحذية كان أول من آمن بالمسيحية في مصر، حيث حول بيته إلى أول كنيسة في أفريقيا في عامي 67 و68 ميلادية، بعد مجيء مرقس الرسول للإسكندرية.
ويعد مجيء مرقس الرسول في عام 62 ميلادية إلى الاسكندرية بداية تأسيس الكنيسة القبطية في مصر، حيث بشر أهلها بالمسيحية، وأسس "كرسي الاسكندرية الرسولي" المعروف باسم "الكنيسة القبطية"، التي تملك مكانة كبيرة في تاريخ الكنيسة العالمي، خاصة أن بطاركة الاسكندرية الاقباط هم من واجهوا الهرطقات المختلفة.
وأصبحت الكنيسة المرقسية بالاسكندرية مقرا لبطريرك الكنيسة لمدة ألف عام، ومن ثم أطلق عليها الكاتدرائية المرقسية، ثم انتقل المقر عدة مرات إلى ان استقر في منطقة العباسية بالقاهرة.
ورغم أن مقر البابا حاليا في القاهرة، إلا أنه مازال يطلق عليه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وفي عام 68 ميلادية استشهد مار مرقس بالاسكندرية ودفن أسفل الكنيسة المرقسية، وأصبحت من بعده عادة دفن الآباء البطاركة الاسكندريين إلى جوار جسد مار مرقس.
وتهدمت هذه الكنيسة وأعيد بناؤها أكثر من مرة على مدار التاريخ، ففي عام 680 ميلادية قام البابا يوحنا السمنودي البطريرك الـ40 بإعادة بناء الكنيسة، وفي عام 1870 تم بناؤها على الطراز البيزنطي مع تزييها بعدد كبير من الايقونات الجميلة.
وبين عامي 539 و 540 ميلادية، أمر الإمبراطور جستنيان بالاستيلاء علي جميع كنائس مصر، ونفذ الأمر بشدة في مدينة الإسكندرية فأخذت جميع كنائسها من يد الأقباط المصريين وسلمت إلي أصحاب المذهب الخلقيدوني من الروم، وصارت في حوزتهم وقتا طويلا.
وعندما فتح العرب أرض مصر بقيادة عمر بن العاص في 644 ميلادية، أصدر أمره بعودة البابا بنيامين (البابا رقم 38)، وسمح للأقباط باسترجاع كنائسهم التي سلبها منهم الروم.
وفي عهد الحملة الفرنسية في 1800 ميلادية، تهدمت الكنيسة المرقسية، ومر وقت علي الأقباط في الإسكندرية دون أن يكون لهم كنيسة يصلون فيها.
وفي عام 1869 ميلادية، قام أراخنة الإسكندرية بالتعاون مع الأنبا مرقس مطران البحيرة في عهد البابا ديمتريوس ببناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية وتم البناء في 1870 م، وعثر أثناء الحفر علي مقبرة الآباء البطاركة الأوائل.
وظلت هذه الكنيسة التي بنيت سنة 1870 قائمة حتى آلت قبابها للسقوط، فاتخذ قرار بهدمها في 19 يناير 1950 ميلادية، وتجددت في عهد البابا يوساب الثاني.
وفي 9 نوفمبر 1952 ميلادية قام البابا يوساب الثاني بتدشين الكنيسة في حفل تاريخي كبير.
واهتم البابا الراحل شنودة الثالث (البابا رقم 117) بالكنيسة وجرت فيها توسعات عديدة لتليق بمكانتها في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.
وتقع الكنيسة المرقسية في حي المسلة، ولها مدخلان، الأول في شارع كنيسة الاقباط، والثاني من شارع النبي دانيال قرب محطة ترام الرمل وميدان سعد زغلول.