الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري: المرأة الموصلية تعيش ظروفا سيئة وصعبة تحت سيطرة داعش

/مصدر: شينخوا/  10:52, May 15, 2017

    اطبع
تحقيق إخباري: المرأة الموصلية تعيش ظروفا سيئة وصعبة تحت سيطرة داعش
صورة الأرشيف

الموصل، العراق 14 مايو 2017 /عاشت وتعيش المرأة الموصلية ظروفا صعبة جدا وقاسية تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، حولتها من ام وزوجة وسيدة منزل إلى أرملة أو مفجوعة بقتل احد ابنائها واخوتها أو مسلوبة الدار والممتلكات، أو مشردة لاتملك طعاما لاطفالها وتجهل مستقبلهم.

وقالت السيدة ام علي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بمنطقة موصل الجديدة بالجانب الغربي للموصل، والتي فقدت زوجها في شهر اغسطس العام 2014، ما اضطرها للعيش مع اهلها لتربية اطفالها الستة " ذهب زوجي لزيارة شقيقته ولم يعد حتى الان، بحثت عنه مع اشقائي في السجون والمعتقلات وفي كل مكان ولم اجد اي اثر يدل عليه لحد الان، لكني لم اقطع الامل اتمنى ان اجده في الاحياء التي ما تزال تحت سيطرة داعش بعد تحريرها من قبل القوات العراقية".

وأضافت "عشت اياما صعبة للغاية ولولا مساعدة أهلي لمت انا واطفالي من الجوع، كل شيء كان محرما في ظل سيطرة تنظيم داعش الخروج والهاتف، واذا خرجت من المنزل يجب ان يكون الزوج او الاخ، او الابن الذي يجب ان يكون بالغا، معي، الملابس يجب على المرأة ان ترتدي النقاب والقفازات والجوارب، حتى في فصل الصيف الحار، كنا نعيش مسلوبي الارادة".

وأوضحت أن المدارس في ظل سيطرة التنظيم المتطرف شهدت تدهورا كبيرا لانهم يعلمون الاطفال على التطرف والقتل لذلك منعت اغلب العوائل الموصلية اطفالها من الذهاب إلى المدارس قائلة " إن ابني طالب في الصف الخامس الابتدائي ولكونه لم يذهب إلى المدرسة منذ قرابة ثلاث سنوات، فهو لايعرف حاليا القراءة والكتابة، مطالبة الحكومة باعادة فتح المدارس ورعاية الارامل وتوفير فرص عمل لهن من اجل تربية اطفالهن.

اما ام ريكان التي التقينا في مخيم حسن شامي الخامس (30 كلم) شرق اربيل عاصمة اقليم كردستان، فقالت "قدمت انا وولدي إلى حي الاصلاح الزراعي بالجانب الغربي في شهر اكتوبر العام 2014 قادمة من منطقة زمار لزيارة والدتي ووالدي واشقائي، وبعد عشرة ايام قررت العودة الى زوجي وبقية اطفالي وعند وصولي الى نقطة التفتيش التابعة الى تنظيم داعش منعوني من الخروج لان قوات البيشمركة الكردية قد استعادت منطقة زمار وهي تحت سيطرتهم".

وتابعت "ان عناصر التنظيم الارهابي قالوا لي كيف تخرجين من ارض الاسلام الى ارض الكفر والضلالة، فقلت لهم ان زوجي واطفالي هناك، لكنهم منعوني بكيت ولم يجدي نفعا، وحضر ما يسمى بالامير لديهم، فقال لي زوجك الان حرام عليك لانه اصبح مرتدا وانت مسلمة، ارجعي الى بيت والدك وبعد 40 يوما تزوجي شخصا اخر، واذا لم تتحركي من امامي امرت المجاهدين ان يطلقوا النار عليك، فخفت كثيرا واخذت ولدي وعدت إلى منزل اهلي".

ومضت تقول "إن عائلة اهلي عائلة فقيرة ما اضطرني إلى العمل في محل مخصص لبيع الملابس النسائية ومع مرور الوقت اكتسب المحل سمعة جيدة لانني اتعامل بشكل جيد مع كل الزبائن من النساء، وفي احد الايام حضرت اثنان من زوجات الدواعش واحدة من اهل البصرة والثانية من بغداد، واختلقتا مشكلة معي، وبعد يوم حضرت إلى محلي ما تسمى بالمهاجرة وهي امرأة تونسية وبدأت تحقق معي لان المرأتين اشتكتا علي وعندما اقنعتها بانهما تكذبان ولدي شهود من نساء المنطقة، غادرتا".

واضافت "بعد عدة ايام بدأت المضايقات على وعلى الزبائن اللواتي ياتين الى محلي وبعد فترة صادروا المحل والاغراض مني، واخذوا كل شيء ظلما وبهتانا، ما اضطرني الى الجلوس في البيت"، مبينة انها عانت الكثير فبعد ان منعت بالالتحاق بزوجها واطفالها صادروا محلها واموالها.

ووصفت ام ريكان الحياة في ظل تنظيم داعش بانها جحيم وقاسية جدا قائلة "كنا نعيش في سجن كبير، كل شيء ممنوع، الطعام قليل، والتعليم مفقود، وهم يمنعون النساء والفتيات من التعلم، ويفرضون النقاب على المرأة ، وكانت لديهم في الشرطة النسائية نساء تسمى (العضاضات) يقمن بمعاقبة النساء عن طريق العض والضرب بالسياط، وكن يتعاملن مع النساء بوحشية وهمجية كبيرة".

واشارت الى ان التنظيم المتطرف كان قاسيا جدا مع النساء، واغلب النساء في الموصل تحولن الى ارامل بعد قتل ازواجهن، او مفجوعات بقتل ابنائهن واخوانهن، او مشردات بعد مصادرة التنظيم للعديد من المنازل لاسكان ما يسمونهم عوائل المهاجرين وهم المقاتلين العرب والاجانب، قائلة "المرأة الموصلية كانت تعيش في ظل اجواء الخوف والحزن والجوع والحرمان والتقييد والكبت".

من جانبها، قالت ام محمد وهي تحمل طفلها بين ذراعيها "لم ارى اهلي منذ قرابة ثلاث سنوات ولا اعرف اي شيئ عنهم، ارجوكم ساعدوني لكي اعرف مصيرهم" ثم بكت بحرقة شديدة لعدة دقائق وبعد تهدئتها سككت.

واضافت "هؤلاء الدواعش اذلونا واذلوا الناس جميعا ، كنا نعيش في المجهول في ظل سيطرتهم، كنا نتوقع الموت في كل لحظة، وقد فقدنا الامل ، واشارت الى ابنها ما ذنب هذا الطفل حتى يعيش في ظل الخوف والجوع، ما ذنبي انا لم ارى اهلي منذ سنوات".

كانت مناظر النساء توجع القلب في رحلة النزوح فترى بعضهن يحملن طفلين او ثلاثة ويختبئن بين المنازل خوفا من القناص او قذائف الهاون التي يطلقها التنظيم المتطرف في وضع اقل ما يوصف بانه قاسي ومرعب ومخيف، لكن هذه المعاناة القاسية لم تنته بعد وصولهن الى مخيمات اللجوء.

وقالت سيدة في الخمسين من عمرها في مخيم حمام العليل "الطعام هنا قليل ولايكفي اطفالي ولا توجد رعاية صحية كافية، نريد المزيد من الطعام، نريد من يضمن لاطفالنا ان يعيشوا بامان ونريد ان لا يكون هناك داعش جديد لان داعش اخطر من السرطان ، اتمنى ان يتعاون العالم كله للقضاء على الجماعات الارهابية لانهم حولوا حياتنا الى جحيم".

ويرى المراقبون ان القوانين التي فرضها تنظيم داعش على المرأة الموصلية ادخلها عصرا جديدا من العزلة والكبت والحبس وتقييد الحريات ما ادى الى اصابة اغلب النساء في الموصل بحالات اكتئاب شديدة وحالة من العصبية وفقدان الامل ما جعل اغلبهن يتمنين الموت على الاستمرار في الحياة في ظل سيطرة هكذا تنظيم لاينظر للمرأة بعين الاحترام ولا يعطيها ابسط حقوقها في العيش الكريم.

وفرض التنظيم المتطرف سيطرته على مدينة الموصل في العاشر من يونيو عام 2014 واعلن مايسمى بدولة الخلافة وعاصمتها الموصل وفرض قيودا مشددة على اهلها وخاصة النساء.

وكانت القوات العراقية بدأت في 17 اكتوبر الماضي عملية عسكرية بمشاركة قوات البيشمركة الكردية ودعم واسناد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اسفرت عن استعادة الجانب الشرقي للموصل في 24 يناير الماضي، وفي 19 فبراير الماضي شرعت القوات العراقية بعملية اخرى لاستعادة الجانب الغربي من المدينة اسفرت لحد الان عن استعادة اغلب احياءه ومناطقه ولم يبق سوى ستة احياء والعمليات مستمرة حيث تؤكد القوات العراقية انها ستستعيد كل الموصل قبل نهاية هذا الشهر.

يذكر أن العمليات العسكرية أدت إلى نزوح أكثر من 700 الف عراقي من مدينة الموصل، اغلبهم نزحوا من الجانب الغربي، وما تزال موجة النزوح مستمرة، ويتوقع ان يصل عددهم إلى مليون نازح.

ولا يعرف لحد الان اعداد المدنيين الذين قتلهم التنظيم الارهابي في مدينة الموصل لكن التقديرات تشير إلى انهم يقدرون بعشرات الالاف.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×