الأخبار الأخيرة

الحزام والطريق: شركة صينية تبني أول جسر ضخم في مالديف

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  16:43, May 04, 2017

    اطبع
الحزام والطريق: شركة صينية تبني أول جسر ضخم في مالديف

يعد أرخبيل جزر المالديف الذي يمتد على مساحة 90 ألف كم مربع، احد المقاصد السياحية العالمية الآسرة للألباب، بما يتمتع به هذا البلد من موارد سياحية وجمالية المناظر الطبيعية. لكن شعب المالديف ظل دائما يعاني صعوبة التنقل بين هذه الجزر الكثيفة المتناثرة فوق سطح الماء. حيث يعتمد السكان اساسا على القوارب والطائرات الصغيرة للتنقل بين الجزر، فيما تغيب الجسور بشكل تام. وهو ما أثر بشكل كبير على التنمية في المالديف.

لهذا السبب، يولي الشعب المالديفي اهمية بالغة لجسر الصداقة الصينية المالديفية قيد الإنشاء في الوقت الحالي. وقال رئيس المالديف عبد الله يمين خلال حفل إطلاق أشغال الجسر"حينما علمت بموافقة الصين على بناء الجسر، كان ذلك أسعد لحظة بالنسبة لي. فقد ظل الشعب المالديفي على مرور العهود ينتظر هذا الجسر الكبير، كما يعد بناؤه حجر الأساس لمستقبل التنمية في البلاد."

سيساعد جسر الصداقة الصينية المالديفية على تخفيف زحام السكن والمواصلات في جزيرة مالاي، كما سيوفر شريانا جديدا للتنمية الإقتصادية في الجزيرة. في هذا السياق، قال وزير الإسكان والبنية التحتية المالديفي، محمد معز، "إن المالديف تتميز بتضاريس تختلف عن مختلف دول العالم، وأن بناء هذا الجسر سيفتح الأبواب على مصراعيها للتنمية في البلاد."

مشروع القرن في المالديف

في حديثه على جسر الصداقة الصينية المالديفية الكبير، قال السفير المالديفي السابق بالصين، ورئيس جمعية التبادل الثقافي الصيني المالديفي، مريد "إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المالديف جعلت رؤيتنا التنموية تتحول إلى حقيقة، وساعد الشعب المالديفي على تحقيق حلم امتلاك الجسر الكبير."

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أجرى زيارة إلى مالديف في سبتمبر 2014. حيث أولى الرئيس المالديفي اثناء لقائه بشي، إهتماما استثنائيا بمشروع بناء جسر كبير يربط بين جزيرة مالاي وجزيرة المطار. واقترح بأن يطلق على هذا الجسر، اسم "جسر الصداقة الصينية المالديفية الكبير". كما أعرب الرئيس المالديفي، عن إعجابه بالمبادرة الصينية المتعلقة ببناء طريق الحرير البحري للقرن الـ 21، ووصفها بأنها مبادرة ذات بعد نظر. وعبر عن رغبة بلاده في المشاركة الإيجابية واغتنام فرصة هذه المبادرة ودعمها.

ما يثير اعجاب الجانب المالديفي أكثر، هو براغماتية وسرعة الصينيين في الإنجاز. اذ اطلقت وزارة التجارة الصينية اعلان المناقصة على المشروع، مباشرة بعد امضاء اتفاقية جسر الصداقة الكبير بين البلدين. واختارت افضل الشركات المتخصصة في مجال بناء وادارة الجسور، إلى جانب تأسيس آلية تشاور حكومية مع وزارة الإسكان والبنية التحتية المالديفية حول الجسر الكبير.

بعد حفل اطلاق اشعال جسر الصداقة الصينية المالديفية، في ديسمبر 2015، تمكنت الشركة المنجزة للمشروع في غضون 9 شهور فقط من نصب 5 منصات كبيرة، للإنطلاق في إنجاز المشروع على نحو شامل.

في هذا الصدد، قال رئيس فريق التقنيين بمشروع جسر الصداقة الكبير، ان اشغال المشروع من المتوقع ان تنتهي في 20 أغسطس 2018، وقال ان الشركة المنجزة قد انهت في الوقت الحالي 50% من المشروع.

قوة شركات الانشاء الصينية

"رغم ان مالديف تعد جنة السياحة، لكنها سجن البنية التحتية." يقول ممثل وزارة التجارة الصينية القائم على مشروع جسر الصداقة الكبير بمالديف.

تواجه اشغال انجاز جسر الصداقة الصينية المالديفية العديد من الصعوبات. حيث يقع الجسر في مهب قوي للريح والأمواج والتيارات المحيطية القوية. ويتراوح عمق الماء بين 27 متر و46 متر، إلى جانب خصائص جيولوجيا الشعاب المرجانية، وبيئة عالية إشعاعية والرطوبة والملوحة، إن ظروف الإنشاء قاسية جدا.

لكن كل هذه الظروف الصعبة لم توقف عزيمة الشركة الصينية على الإنجاز، حيث تمكنت من تذليلها بإعتماد تحديث وتجديد مخطط وطرق إنشاء، وتجاوزت صعوبات أوقفت عدة شركات دولية اخرى.

من جهة، تعاني المالديف من نقصان في مواد البناء، حيث تستورد كل حاجياتها من الحديد والإسمنت وغيرها من المواد من الصين. من جهة أخرى، يواجه مشروع الجسر الكبير ضغوطا بيئية لايمكن تجاهلها. حيث تحتاج الشركة المشرفة على المشروع إلى تحويل ومعالجة النفايات، وتجنب اتلافها في البحر.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×