أستانا 8 يونيو 2017 / في عام 2013 في قازاقستان، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ للمرة الأولى مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، لتبدأ عملية التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
عقب ذلك بأربعة أعوام، وحينما قام شي بزيارة الدولة الثالثة إلى قازاقستان، تطورت مبادرة الحزام والطريق من مجرد اقتراح إلى واقع عملي ومن مجرد فكرة إلى ممارسة.
واليوم (الخميس) في أستانا، عقد شي محادثات مع صديقه القديم الرئيس القازاقي نور سلطان نزارباييف، من أجل تقييم الانجازات التي حققها البلدان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 25 عاما، ولرسم مسار التعاون المستقبلي في كافة المجالات، وبخاصة في سبيل تحقيق التعاون بين مبادرة الحزام والطريق، والخطة الاقتصادية الجديدة لقازاقستان المسماة " الطريق المشرق".
كان هذا الاجتماع ال16 بين الزعيمين منذ 2012.
ومشيرا إلى أن الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، قال شي إن الصين عازمة على بناء "مجتمع أقوى للمصالح المشتركة والمستقبل المشترك" مع قازاقستان، وأن الصين تأمل أن يكون البلدان "جارين طيبين وصديقين طيبين وشريكين جيدين إلى الأبد".
أما نزار باييف فقد أشاد بأهمية مبادرة الحزام والطريق، متعهدا بالمشاركة النشطة في التعاون في إطار المبادرة، في مجالات منها النقل عبر الحدود والقدرة الإنتاجية والمجمعات الصناعية والمالية والزراعة والتبادلات الشعبية والثقافية.
وقال نزار باييف إن البلدين سوف يركزان على ربط بناء الجسر الأوراسي البري الجديد والممر الاقتصادي بين الصين ووسط وغرب آسيا، مع استراتيجية قازاقستان لبناء ممر دولي للوجيستيات.
في السياق نفسه، سوف يشترك الجانبان في الجهود الرامية إلى ربط التعاون الدولي في مجال القدرة الانتاجية مع إنطلاق قازاقستان في مجال التصنيع، ومشاركة قازاقستان أكبر دولة غير ساحلية فى مزايا النقل التي توفرها الصين برا وبحرا، وربط "مبادرة طريقة الحرير الرقمي" باستراتيجية " قازاقستان الرقمية".
وبحسب بيان مشترك وقعه الجانبان، اتفقت الصين وقازاقستان على تطوير المزيد من خدمات قطارات الشحن الدولي، بداية من الصين ومرورا بقازاقستان إلى وسط آسيا، ثم أوروبا ثم دول الخليج. كما اتفق الجانبان على خفض التكاليف اللوجيسيتية بشكل فعال، بما يجعل الشحن عبر السكك الحديدية حلا فعالا للنقل بين آسيا وأوروبا بحلول عام 2025.
ولاستعراض إنجازات التعاون بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق، تفقد رئيسا البلدين عبر دائرة فيديو المركز اللوجيستي بمديية ليانيونقانغ بشرق الصين، وكذا تفقدا ميناء جافا في هورجوس، المدينة الواقعة بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم على الحدود مع قازاقستان.
وتعد المدينتان مركزا هاما على طول طريق القطار السريع المتجه من الصين إلى أوروبا، وكذا على الجسر البري الأوراسي الجديد. وفي عام 2016، مر أكثر من 1200 قطار عبر قازاقستان، بحمولة قطارات تابعة للبلدين وصلت إلى 8.2 مليون طن، كما تضاعف عدد حاويات الشحن أكثر من مرتين.
وأشاد الزعيمان بهذا المشروع للنقل عبر الحدود كمثال على التعاون بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وأوضحا أنه سوف يحقق النفع الاقتصادي لشعوب البلدان على طول هذا الطريق.
وتأتي زيارة شي إلى قازاقستان بعد أقل من شهر من انعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، الذي حضره زعماء من 29 دولة، وكذا رؤساء منظمات الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
واتفقت الدول التي حضرت المنتدى المنعقد خلال يومي 14 و15 مايو على العمل بشكل وثيق على ربط استراتيجيات التنمية فيما بينها لتحقيق المزيد من التكامل والتنمية المشتركة.
وفى المنتدى، تعهدت الصين بالمزيد من الدعم المالي لبناء الحزام والطريق، ومن بين ذلك دعم صندوق طريق الحرير ب100 مليار يوان إضافية ( نحو 14.5 مليار دولار أمريكي) وبمنح مساعدة مالية خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى الدول النامية والمنظمات المشاركة في المبادرة.
وكان شي قد كتب في مقال له بإحدى الصحف القازاقية قبيل زيارته إلى قازاقستان "إن الوضع الدولي يشهد تغيرات عميقة ومعقدة. الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء وسط مروره بتعديلات عميقة. وتبقى التنمية العالمية تحديا هائلا. وفي هذا السياق، فإن بناء الحزام والطريق يحقق لنا فرصا تاريخية غير مسبوقة".
كما التقى شي اليوم بالرئيس الأفغاني أشرف غاني أحمد زاي، وبالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أستانا، حيث تعهدوا جميعا بتعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق.
وغدا الجمعة، سوف يحضر الرئيس الصيني القمة السنوية لمنظمة شانغهاي للتعاون، وكذا مراسم افتتاح معرض أستانا 2017.
جدير بالذكر أن الرئيس شي زار برفقة نزارباييف ، الجناح الصيني في المعرض بعد ظهر اليوم.