غزة 8 يونيو 2017 / بدت المسنة صبحية أبو زهري (60 عاما) سعيدة وهي تتجول في جنبات سوق شعبي في خانيونس جنوب قطاع غزة وهي تقتني بعض الحاجيات من دون أن تدفع مقابل.
أتاحت مبادرة خيرية لعشرات العائلات الفقيرة في قطاع غزة المنهك اقتصاديا التسوق لشراء احتياجاتها وفق أولوياتها الخاصة من دون أن تدفع تكاليف ما تقتنيه.
وتكدست جنبات مشروع السوق الخيري الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام، بكميات متنوعة من الخضار والفواكه والمواد الغذائية إلى جانب اللحوم الطازجة.
وتم عرض تلك الكميات من دون تحديد أسعار بحيث تستفيد منها العائلات الفقيرة بنظام الشراء وفق نظام القسيمة بمبلغ 60 دولارا أمريكيا.
وتقول المسنة أبو زهري المسؤولة عن عائلة مكونة من 9 أفراد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها اقتنت معلبات غذائية وخضروات وكمية من اللحوم تحتاجها لتوفير احتياجات عائلتها من الطعام في شهر رمضان.
من جهته يبدى ريان شراب في منتصف العشرينات من عمره إعجابه بفكرة السوق الخيري في ترك مجال الاختيار للعائلات المستفيدة من القسيمة بنفسها.
ويشير شراب بعد أن أتم التسوق بقسيمة خاصة بعائلته، إلى أن فكرة السوق الخيري تساعد العائلات الفقيرة على الاستفادة بأكبر قدر من المساعدات وفق احتياجاتها وأولوياتها.
ويقول شراب ل((شينخوا))، إن السوق الخيري "يحفظ كرامة الفقراء ويمكنهم من شراء احتياجاتهم بحرية حتى تلك التي لا تحتويها المساعدات التقليدية مثل اللحوم الطازجة".
ويضيف أن هذه المبادرة مميزة عن النظام السائد في قطاع غزة بتوزيع كبونات (قسائم) مساعدات محدودة الأصناف من دون دراسة طبيعة احتياجات العائلات.
ويشهد قطاع غزة تزايدا معتادا في المبادرات الخيرية لسكانه في شهر رمضان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لسكانه الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة منتصف يونيو عام 2007.
ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت حتى نهاية عام 2016 إلى 41.7 في المائة من إجمالي السكان بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويقول اقتصاديون، إن ما زاد من التدهور التجاري في قطاع غزة هذا العام إجراءات السلطة الفلسطينية في خصم جزء من رواتب موظفيها في قطاع غزة بما يتجاوز 30 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
واستفاد من مشروع السوق الخيري 500 عائلة فقيرة من مناطق جنوب قطاع غزة بحسب بلال قديح مدير جمعية "إسناد المجتمع الخيرية" الجهة المشرفة على المشروع.
ويقول قديح ل((شينخوا))، إن مشروع السوق تم تمويله من مؤسسة خيرية في جنوب أفريقيا بإجمالي مبلغ 35 ألف دولار أمريكي لمساعدة العائلات الفقيرة على تجاوز المصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها.
ويشدد قديح على أن "قطاع غزة بحاجة إلى مضاعفة مبادرات الدعم المالي والخيري لسكانه في ظل المعدلات القياسية للفقر والبطالة بين سكانه ما يتطلب أن تكون مشاريع المبادرات الخيرية على مدار العام".