هاربين 19 يونيو 2017 /في الوقت الذي تسعى فيه الصين لإحياء منطقة "حزام الصدأ" بمقاطعات الشمال الشرقي عبر زيادة الاستثمارات، تتطلع روسيا أيضا لتعزيز الاقتصاد في أقصى الشرق، ما يتيح فرصا هائلة للمنطقتين المتجاورتين جغرافيا، وذلك بحسب ما قاله خبراء ومسؤولون حكوميون خلال منتدى رفيع المستوى بالدورة الرابعة لمعرض الصين- روسيا الذي اختتم فعالياته اليوم (الاثنين).
ويقول أندري أوستروفسكي نائب مدير معهد دراسات أقصى الشرق بأكاديمية العلوم الروسية إن منطقة أقصى الشرق تغطي مساحة 36 بالمئة من أراضي روسيا، ولكن يقطنها أقل من 5 بالمئة فقط من السكان. كما أنها غنية بالموارد لكن فقيرة في البنية الأساسية ما يجعلها شبيهة بشمال شرق الصين.
ويضيف أوستروفسكي، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس جمعية الصداقة الروسية الصينية، "أصبح تقوية التعاون عبر الحدود بديلا ممكنا يساعد في تعزيز التنمية على الجانبين."
وتابع أن تنمية سيبيريا والشرق الأقصى أحد أكثر المهام تعقيدا التي تواجه الحكومة الروسية وأن دمج المنطقتين في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير سبيل هام لتبادل منافع التعاون والتنمية مع دول آسيا الباسيفيك.
وعلى مدار السنوات الماضية، أصبحت تنمية الشرق الأقصى استراتيجية وطنية بازدياد واحتلت صدارة جدول أعمال الحكومة التي أسست وزارة لتكون مسؤولة عنها.
وقال ألكساندر جالوشكا وزير تنمية الشرق الأقصى إن تنمية المنطقة تحقق منافع مشتركة لروسيا والصين. كما يسهم التعاون الثنائي في تطويرها بشكل كبير في ربط مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا.
وأضاف "منطقة أقصى الشرق الروسية متاخمة لمقاطعات شمال شرق الصين ولكنها تعاني من بنية النقل البرية المحدودة. وهناك حاجة للمزيد من بنية النقل البري الأساسية العابرة للحدود لتحقيق الاستفادة الكاملة من الميزات الجغرافية في التجارة المتبادلة بين المنطقتين."
وحققت البلدان تقدما في التعاون في مجال البنية الأساسية. وتنشآن حاليا جسر سكك حديدية يربط بين نيتشنلنسكوي وتونغجيانغ وطريق بري بين بلاجوفشتشنسك وخه إيه ما سيمد الصين بقاعدة شحن إضافية عبر توصيلها بوصولها الملائم للموانيء البحرية ومنطقة الشرق الأقصى الروسية، بحسب الوزير.
وأشار إلى أن نحو 20 مشروعا تجاريا مشتركا تحت التنفيذ في أقصى الشرق الروسي تضم قطاعات الزراعة وهندسة البتروكيماويات والمواد الخام واللوجيستيات والسياحة كما تجري مناقشات حول إقامة أربعة مشروعات أخرى. وتبلغ إجمالي قيمة استثمارات تلك المشروعات نحو ستة مليارات دولار.
وتابع "هناك إمكانات ضخمة للتعاون التجاري بين الصين وروسيا في الشرق الأقصى. وإذا تم استغلالها كاملة، فمن المتوقع أن يصل الحجم الكلي للاستثمارات 60 مليار دولار."
ويقول فلاديمير ميكلوشفسكي حاكم منطقة بريمورسكي الروسية إن المنطقة الفيدرالية صاحبة أطول امتداد للحدود البرية الروسية مع الصين، ولديها ميزات تنافسية في بناء المزيد من العلاقات التجارية بين الجارتين.
ويضيف أنه تم استثمار 300 مليار روبل روسي أخرى لتطوير ممري النقل الدوليين "بريموري-1" و"بريموري-2" اللذين يربطان مقاطعتي هيلونغجيانغ وجيلين الصينيتين بمنطقة بريمورسكي.
وتابع "سيضيف توسيع الممرين إلى تعزيز الاستثمارات في المستقبل القريب كما أن تطويرهما يستحق الجهد المبذول."
ويقول سيرجي بالتوف القنصل الروسي العام في مدينة شنيانغ إن روسيا لاحظت حماس المستثمرين الصينيين المتزايد لتنمية منطقة أقصى الشرق الروسية.
ويضيف أنه تم تنظيم التخليص الجمركي بداية من أغسطس الماضي كما اتخذت المزيد من إجراءات استصدار التأشيرات عند الوصول والتأشيرات الإلكترونية تيسيرا على المستثمرين الصينيين لدخول فلاديفوستوك ومناطق أخرى بالشرق الأقصى الروسي لإجراء تعاون اقتصادي وسياحي وثقافي.