قال مسؤول في وزارة الخارجية السورية يوم 29 يونيو في تصريح لوسائل الاعلام، أن ما ذكرته الولايات المتحدة عن تخطيط الحكومة السورية لشن هجوم بالاسلحة الكيميائية لا أساس له من الصحة. ونقلت وكالة الانباء السورية عن مسؤول لم تكشف هويته، أن اتهامات الولايات المتحدة مضللة وكاذبة تماما، تهدف الى إيجاد ذريعة لشن عدوان جديد ضد سوريا.
قال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرة الألمانى، زيغمار غابرييل يوم 28 يونيو:" "نأمل ألا تقوم أميركا بأعمال استفزازية في سوريا، محذراً أن موسكو سترد بشكل مناسب على أي تدخل استباقي أميركي في سوريا." وفي هذا الصدد، ذكر تحليل نشر في صحيفة " الحياة " السعودية الصادرة في لندن ، أن أمريكا وروسيا سينقلان التوتر بينهما إلى الجولة الخامسة من محادثات السلام السورية في العاصمة الكازاخية أستانا، في الرابع والخامس من يوليو المقبل، ما قد يؤثر على نتائج المحادثات.
وذكر البيت الابيض يوم 26 يونيو أن الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل الحكومة السورية لشن هجوم كيميائي جديد ، محذرا الحكومة السورية بأنها ستدفع "ثمنا باهظا" إذا نفذت هجوما من هذا النوع.
وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء السورية، قام الرئيس بشار الأسد يوم 27 يونيو بزيارة قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب اللاذقية في شمال غرب سوريا. كما زار بشار الاسد يوم 25 يونيو مدينة حماه لأداء صلاة عيد الفطر وزيارة الجنود المصابين. ومثل هذه الزيارات خارج دمشق نادرة لبشار الاسد منذ اندلاع الازمة في سوريا، ويعتقد المحللون أن هذا ليس مجرد إشارة ترسلها الحكومة السورية بأنها تسيطر على هذه المناطق، ولكن أيضا تبين للعالم الخارجي وبشكل مباشر بأن الحكومة السورية لن تغير خطة عمل لمكافحة الإرهاب، وسوف تعزز تعاونها مع الجانب الروسي.
في الوقت الحاضر، تسير الحرب الشاملة على الإرهاب بشكل جيد في سوريا: طوقت القوات الحكومية و"قوات سوريا الديمقراطية" تنظيم " الدولة الاسلامية" داخل مدينة الرقة بشكل كامل. وملاحقة الجيش السوري لتنظيم " الدولة الاسلامية" في عمق الصحراء ويسيطر على مواقع حقول النفط والغاز. وفي الوقت نفسه، حققت الحكومة السورية مصالحة فعالة جدا مع بعض المعارضين، وسيطرة الحكومة الفعلية للمناطق الجغرافية، والسيطرة المحلية تدريجيا.
في الآونة الأخيرة، تكثف جميع الاطراف الجهود للقضاء على معقل تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا. وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم 28 يونيو، أن هناك 100 ألف شخص محاصر في مدينة الرقة في سورية. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، خلال ست سنوات من النزاع الدامي الذي شهدته سوريا،قتل أكثر من 300 ألف شخص، وهاجر نصف سكان البلاد، و13.5 مليون شخص في حاجة الى مساعدات إنسانية.
دور الولايات المتحدة وسوريا في اللعبة السورية مثير للاهتمام." تشهد سوريا الآن فترة اختبار، وستتضح امكانية الحد من التوتر حقا في المفاوضات السياسية ، الناس تنتظر وترى."وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بسوريا، السيد ستيفان دي ميستورا يوم 27 يونيو:" الأمم المتحدة تعمل بنشاط مؤخرا على تعزيز التقدم في حل القضية السورية."
"أهمية المساعي الدولية الحميدة خاصة في ظل الوضع الحالي المتوتر بشكل متزايد." ذكرت صحيفة "الحياة"، أن الاطراف المعنية يجب أن تقود الى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق أقصى قدر من نتائج الحرب على الارهاب، تخفيف الآزمة الانسانية للسكان المدنيين.