تحليل إخباري: هل تعتبر القاعدة العسكرية التركية في قطر تهديدا للأمن القومي العربي؟

القاهرة 3 يوليو 2017 / رأى محللون سياسيون وعسكريون، أن وجود قاعدة عسكرية لتركيا في دولة قطر يمثل تهديدا للأمن القومي العربي، ويعمق الأزمة بين الدول العربية المقاطعة للدوحة والأخيرة.

وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين في الخامس من يونيو الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، واتخذت عدة إجراءات لعزلها، من بينها إغلاق الحدود والأجواء مع الدوحة.

وقدمت الدول الأربع قائمة من 13 مطلبا، سلمها الوسيط الكويتي إلى قطر في 22 يونيو الماضي، في خطوة لحل الأزمة الدبلوماسية القائمة.

وأمهلت الدول الأربع الدوحة مهلة عشرة أيام للموافقة على تنفيذ هذه المطالب، انتهت أمس، وتم تمديدها ليومين إضافيين.

وبحسب تسريبات، تضمنت مطالب الدول الأربعة من قطر غلق القاعدة العسكرية التركية.

لكن تركيا قررت فور نشوب الأزمة، إرسال قوات عسكرية إلى قطر، وأعلنت دعمها الاقتصادي والسياسي للدوحة عبر إرسال شحنات غذائية لها.

وسلمت قطر، الوسيط الكويتي اليوم ردها على هذه المطالب، فيما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن الرد القطري "سيخضع لدراسة دقيقة".

في حين أعلنت القاهرة عن اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة للدوحة ظهر الأربعاء المقبل، " لبحث الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر".

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري طلعت مسلم، إن " الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة تنظر بقلق حيال القاعدة العسكرية التركية في قطر، لأن بعض هذه الدول يرى أن هناك علاقة واضحة بين تركيا والعناصر الإرهابية التى تمارس الإرهاب فى مصر وبعض الدول العربية".

وتدعم تركيا جماعة (الإخوان المسلمين)، وتستضيف عددا من كوادرها، والقنوات الفضائية الداعمة لها، رغم أن الحكومة المصرية تصنف هذه الجماعة "تنظيما إرهابيا"، يخضع قياداته لمحاكمات جنائية تتعلق بممارسة أعمال عنف وقتل.

والموقف التركي من الإخوان هو نفس موقف قطر من هذه الجماعة.

وأضاف مسلم، وهو لواء جيش متقاعد، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن القاعدة العسكرية التركية في قطر " تمثل خطرا على الأمن القومي العربي".

ودعا دول الخليج العربي إلى " تعزيز العلاقات العسكرية مع مصر بدلا من الاستعانة بقواعد وقوات أجنبية، بما يصب فى مصلحة الأمن القومي العربي".

ورد على سؤال حول ما إذا كان وجود هذه القاعدة العسكرية قد يعمق الأزمة الدبلوماسية الحالية بين قطر وبعض الدول العربية خاصة بعد أن أعلنت تركيا إرسال قوات إلى الدوحة، قائلا " بدون شك، سوف تزيد الأزمة".

وتابع إن " الأزمة مع الدوحة بدأت قبل إنشاء هذه القاعدة، لكن الوجود التركي فى قطر بالطبع سوف يزيد من عمق الأزمة".

وأردف إن " تركيا تريد أن يكون وضعها الإقليمي قريبا من وضع إيران وإسرائيل، ووجود قاعدة عسكرية لها في قطر يعطيها فرصة لإيجاد بدائل كبيرة حينما تواجه مواقف صعبة".

وشاطره الرأي الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز (العربي للدراسات السياسية)، مشيرا إلى أن " مصر وبعض دول الخليج تنظر للقاعدة العسكرية التركية فى قطر على أنها تهديد للأمن القومي العربي، لذلك طالبت بغلقها".

وقال غباشي لوكالة أنباء (شينخوا)، إن " وجود هذه القاعدة العسكرية في قطر إشكالية كبيرة.. ودخول تركيا على خط الأزمة الحالية كدولة حامية لقطر وضع الدول المقاطعة فى موقف صعب، باعتبار أن آليات الضغط على الدوحة فقدت جزءا كبيرا من قوتها".

وعلق على عرض تركيا إقامة قاعدة عسكرية في السعودية، بقوله إن " أنقرة تريد أن تبرئ ذمتها من الوجود العسكري فى قطر، وتؤكد أن هذا الوجود العسكري في مصلحة دول الخليج ككل وليس قطر فقط، والدليل على ذلك أنها على استعداد لإنشاء قاعدة عسكرية فى السعودية".

وزير خارجية قطر يسلم أمير الكويت رد بلاده على مطالب دول المقاطعة

الدوحة 3 يوليو 2017 (شينخوا) أعلنت وزارة الخارجية القطرية اليوم (الإثنين) أن وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سلم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رد قطر على قائمة المطالب الجماعية للدول التي تقاطع الدوحة.

وقال المكتب الإعلامي للوزارة اليوم في بيان نشر على موقعها الإلكتروني الرسمي إن "الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة استقبل بقصر بيان صباح اليوم الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية".

وأضاف البيان أن "وزير الخارجية سلم لأمير دولة الكويت الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل دولة قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق دولة الكويت الشقيقة في أواخر الشهر الماضي".