بغداد 10 يوليو 2017 /شهدت العاصمة العراقية بغداد، احتفالات شعبية باعلان استعادة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد، من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بـ (داعش) بعد معركة استغرقت نحو تسعة أشهر.
وخرج آلاف العراقيين من مختلف الأعمار الى ساحة التحرير وسط بغداد وشوارع مناطق المنصور وبغداد الجديدة والبياع وساحاتها وهم يرفعون الأعلام العراقية ويرددون أغنيات وهتافات النصر ويتبادلون التهاني بالانتصار.
كما خرج مئات الشباب بسياراتهم التي تزينت بالأعلام العراقية والزهور وهم يطلقون ابواق السيارات فيما تصدح الاغاني الوطنية من سياراتهم.
وعززت القوات الامنية من اجراءاتها في مختلف مناطق بغداد لحماية المحتفلين وتوفير اجواء امنة لهم، حيث انتشرت الدوريات المسيرة والراجلة في شوارع العاصمة الرئيسية والاسواق والساحات العامة.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسميا بعد ظهر اليوم الانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل وتحرير المدينة.
وجاء اعلان العبادي في كلمة وسط جمع من القادة والمقاتلين عند أطراف المدينة القديمة في الجانب الغربي من الموصل.
وقال العبادي، في كلمته "من هنا، من قلب الموصل الحرة المحررة، نعلن للعراقيين النصر على عصابات داعش الارهابية".
وقال الضابط في الجيش العراقي النقيب احمد البياتي، وهو يقف مع مجموعة من الجنود في شارع 14 رمضان غربي بغداد، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "فرحتنا اليوم لا توصف، فقد عادت الموصل (ام الربيعين) الى احضان الوطن بعد ثلاث سنوات من سقوطها بيد ارهابيي داعش".
فيما قال الجندي سعد عزيز "تختلط لدينا مشاعر الفرح الغامر بتحرير الموصل واستذكارنا لزملائنا الذين استشهدوا في معارك تحريرها، ولكن لا يسعنا الا ان نبارك لكل العراقيين تحقيق هذا الانتصار الكبير".
واعتبر عبدالهادي العزاوي ، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية" ان يوم تحرير الموصل، هو عيد لكل العراقيين من الشمال الى الجنوب، وبداية امل للخلاص النهائي من داعش وعودة الاستقرار الى ربوع العراق".
واضاف" ارى الامل في عيون كل المحتفلين الذين خرجوا الى الشوارع ليعبروا عن فرحتهم بهذا النصر العظيم، والامل بتحقيق الامن والامان وعودة النازحين الى ديارهم".
من جانبه قال، اوس ربيع وهو يطل من سيارته على المحتفلين، "مبروك للجميع عرس النصر، اليوم تحررت الموصل وانهارت دولة داعش المزعومة، وغدا يوم جديد على العراقيين، ونرجو ان يكون اجمل".
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل في العاشر من شهر يونيو عام 2014، وتحرك منها ليسيطر على محافظات صلاح الدين والانبار واجزاء من محافظات ديالى وبابل وكركوك.
وبلغت نسبة الاراضي التي سيطر عليها التنظيم المتطرف اكثر من ثلث مساحة العراق، قبل ان تتحرك القوات العراقية بدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لتحرير هذه الاراضي.
وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير الماضي عملية استعادة الجانب الغربي للموصل بعد اعلانها السيطرة على شرقي المدينة في 24 يناير الماضي.
واعتبر عمار الحكيم رئيس كتلة التحالف الوطني في البرلمان العراقي، ان تحرير الموصل "نقطة شروع لعمل كبير" باتمام مهمة تحرير جميع الاراضي العراقية.
وقال الحكيم في بيان "إنها نقطة شروع لعمل كبير يتمثل بإتمام مهمة تحرير كامل ترابنا الوطني من الزمر الإرهابية الضالة المتطرفة، والعمل على ترتيب اوضاع العائدين إلى الديار المحررة، والبدء بإجراءات التسوية الوطنية".
وتابع الحكيم "لننطلق الى إعادة إعمار المناطق المحرومة ومناطق المضحين والمحرومين وباقي مناطق العراق بكافة مكوناته، عربا وكردا وتركمانا وشبكا، مسلمين ومسيحيين، وصابئة وايزديين، شيعة وسنة".
وبارك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تحرير مدينة الموصل، وقال في بيان له "اليوم اقف لأبارك للعراق شعبا وحكومة بانتصاره واعلانه تحرير الموصل الجريحة من ايادي الارهاب والرذيلة ليكون للجميع عيدا مباركا نضعه هدية لايدي الشهداء والصالحين الذين رووا بدمائهم ما باعه الاراذل".
وأضاف "نحن نبارك الانتصار الذي كان بجهود العراقيين الخيرين والعلماء والمراجع الكرام وجهود الشعب العراقي وتعاونه وصبره ومثابرته".
واعتبر حزب الدعوة الاسلامي، في بيان أن "هذه الانتصارات التاريخية ستنتج عراقا موحدا قويا مصرا على المضي قدما لقهر الارهاب والبناء والاعمار".
واضاف "ينطلق العراق اليوم بوحدة مكوناته وتعاونهم، وبسيادته الكاملة، في اقامة افضل العلاقات مع الدول العربية والاقليمية ودول العالم، والتعاون للوقوف ضد الارهاب، والعمل المشترك لدعم العراق في التنمية المستدامة في كل مجالاتها".
ورحب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، بإعلان النصر في الموصل، مبينا ان القوات العراقية تسيطر تماما على المدينة الآن.
وقال التحالف، في بيان إن "النصر في الموصل لا يعني نهاية التهديد العالمي لتنظيم داعش الإرهابي"، داعيا العراق الى أن "يتحد لهزيمة التنظيم الإرهابي وضمان عدم عودة الظروف التي أدت لظهوره".
واضاف التحالف "ان مدينة الموصل باتت تحت سيطرة قوات الأمن العراقية".
وهنأ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش،العراقيين، بتحرير الموصل، مؤكدا انه "انتصار تاريخي للعراق والعالم وهزيمة مُدوية لداعش والإرهاب تدل على نهايتهم".
وقال كوبيش في بيان "اتوجه بالتهنئة إلى العراق شعباً وحكومة بتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي"، معتبرا أن "هذا النصر يتيح فرصة ممتازة للعراق للارتقاء مجدداً قوياً وموحداً".
ولكنه لفت الى أنه "على الرغم من سحق داعش في الموصل، فإن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد، وأن أمام العراق المزيد من العمل لتحقيق التعافي الكامل وإرساء السلام الدائم".
وتابع كوبيش "إنه انتصار تاريخي للعراق والعالم وهزيمة مدوية لداعش والإرهاب تدل على نهايتهم"، لافتا الى ان "الكابوس الذي ظل جاثماً على كاهل أهل الموصل لمدة ثلاث سنوات قد انتهى.. لقد تحررت الموصل أخيرا".