معهد بحوث بجامعة أمريكية يربط حالات الانتحار بالهند بالتغير المناخي

سان فرنسيسكو 31 يوليو / أشارت تقديرات في دراسة نشرت يوم الاثنين إلى أن التغيرات المناخية بالهند تسببت في مواسم حصاد ضعيفة، دفعت الفلاحين إلى الفقر، الأمر الذي تسبب في 59 ألف حالة انتحار بالبلاد خلال العقود الثلاثة الماضية.

واكتشفت الباحثة تاما كارلتون من معهد باركلي بجامعة كاليفورنيا بأن ارتفاع الحرارة في يوم واحد بمعدل درجة مئوية واحدة، أو 1.8 فهرنهايت، خلال موسم الزراعة بالهند، قد أدى إلى نحو 65 حالة انتحار في عموم البلاد، مع ارتفاع الحرارة بذلك اليوم إلى نحو 20 درجة مئوية. وكلما ارتفعت الحرارة خلال اليوم، كان أثرها أكبر بخمس مرات.

ونشرت الدراسة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، وتساعد في إيضاح أسباب تزايد حالات الانتحار بالهند، حيث تضاعفت منذ 1980 وتتسبب بوفاة أكثر من 130 ألف شخص سنويا.

وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع الحرارة وقلة سقوط الأمطار خلال مواسم الزراعة بالهند، لها علاقة بحالات الانتحار، ولكن هذه العوامل تكون قليلة التأثير خارج مواسم الزراعة، الأمر الذي يؤكد أن الزراعة لها علاقة قوية بهذا الأمر.

ووجدت الباحثة أن 7 في المائة من هذا الاتجاه التصاعدي يمكن أن يعزى إلى الاحترار الذي له علاقة بنشاطات بشرية، معترفة "أنه لأمر صادم ومخيف أن ترى آلاف الناس يواجهون ظروفا قاسية تدفعهم للانتحار."

ويعتقد أن أكثر من 75% من حالات الانتحار بالعالم تحدث في الدول النامية، وفقا لنشرة إخبارية من معهد البحوث المذكور أعلاه ، وخمسها بالهند وحدها.

يذكر أن أكثر من نصف السكان العاملين بالهند يستخدمون في مجالات زراعية تعتمد على الأمطار، بما يجعلها عرضة للتقلبات المناخية مثل الأمطار العاصفة الموسمية وموجات الحرارة العالية والجفاف. هذه التقلبات المناخية تسبب قلة المحاصيل وتمتد آثارها إلى ارتفاع الأسعار وقلة العمل بالمجالات الزراعية ونفاد مدخرات العوائل، الأمر الذي يدفع أرباب الأسر، وغالبيتهم من الرجال إلى الانتحار، حسب الدراسة

وحذرت الباحثة من أنه "إذا لم تحدث تدخلات يمكنها مساعدة العوائل في التكيف مع تغيرات المناخ، فمن المحتمل جدا أن نرى الكثير من حالات الانتحار، مع تفاقم وضع التغيرات المناخية بالهند."