تشهد القدس المقدس ضجة صنعتها اسرائيل ولم تهدأ موجة التوتر بدأت منذ أسبوع، ما أثار قلقاً عالمياً واسعاً.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجعمة الماضي قطع التنسيق الأمني مع إسرائيل، واشترط إعادة الأمور الى ما كانت عليه في المسجد الأقصى والقدس الشرقية المحتلة قبل 14 يوليو لاستئناف "العلاقات الثنائية" مع إسرائيل.
قال يو قوه تشينغ، باحث معهد دراسات غرب آسيا وافريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لصحيفة الشعب اليومية إن النهج الصعب مثل قطع العلاقات الثنائية يمكن تحذير المجتمع الدولي الى الحد الأقصى ان الجولة الجديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من المحتمل أن تتدهور وينبغي بذول الجهود المشتركة لتخفيف التوتر.
وأشار يو الى ان وضع اسرائيل بوابات كشف المعادن وغيرها من اجراءات لعرقلة دخول الشعب الفلسطيني الى المسجد الأقصى هو صراع ثانوي، ومفتاح الصراع هو قضية السيادة على القدس المقدس.
ويظن يو أنه اذا كانت اجراءات اسرائيلية لقيود زيارة الشعب الفلسطيني للمسجد الأقصى مقبولا، فستصبح أساس الحقائق لانتزاع سيادته. ومن ثم يصعب تحقيق رغبة فلسطين لتأسيس دولة مستقلة عاصمتها القدس المقدس.
ضغوطات من عدة أطراف
الصراع في القدس المقدس مأساة لفلسطينيين واسرائيليين. والآن، يتدفق دماء جديدة من الندبات القديمة. وكيف يمكن تجنب المأساة؟ من منظور تاريخي، السلام الفلسطيني الاسرائيلي لا يمكن أن تستغني عن اهتمام ورعاية المجتمع الدولي.
في هذا الصدد، قال الرئيس الفلسطيني عباس انه يتم الاتصال بقادة السعودية ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية والمؤسسات الدولية، لايجاد دعم العالم العربي والمجتمع الدولي للجانب الفلسطيني. كما طالبت مصر والأردن وتونس وغيرها من الدول من اسرائيل ايقاف الانتهاكات للمسجد الأقصى.
كما ذكرت وكالة فرانسبرس أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد اجتماعا طارئا تحت اقتراحات فرنسا والسويد لمناقشة قضية تصاعد العنف في القدس يوم الاثنين.
هل يمكن للفلسطينيين والاسرائيليين العودة الى طاولة المفاوضة تحت احثاث المجتمع الدولي؟ ولم يكن يو قوه تشينغ متفائلا لهذه الامكانية، وقال إن قطاع الأمن والدبلوماسية الاسرائيلي لم يبلغان التوافق بالنسبة الى الاجراءات المفروضة على المسجد الأقصى، والذي لا يفضي الى حل الأزمة في أقرب وقت ممكن.
متى ستنتهي الأزمة؟ عندما يصبح الموقع الديني المقدس مكان لاحداث عنف متكررة، يبدو أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يقعان في حلقة مفرغة من الكراهية واليأس، والسلام بعيد عن الوصول.