人民网 2017:11:15.16:13:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هل تسلم أمريكا زمام قيادة العالم للصين؟

2017:11:15.16:12    حجم الخط    اطبع

بقلم/ لينغ شانغ لي، أستاذ مشارك بمعهد العلاقات الدولية التابع للأكاديمية الدبلوماسية

تأثير العلاقات الصينية ـ الامريكية على المسرح العالمي في تزايد مستمر، حيث أصبح من الصعب تجاهلها كعامل مؤثر في الاعمال التجارية العالمية. وقد دفعت الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين مؤخرا الى توصل البلدين الى اتفاق حول سلسلة من القرارات الهامة، كما توصلت الصين وأمريكا الى تعاون عملي غير مسبوق بتوقيع اتفاقات تجارية بقيمة 253.5 مليار دولار أمريكي، ما يعكس فوز التعاون المربح للجانبين. وعلى الرغم من ذلك، مازالت هناك شكوك واتهامات كثيرة في الداخل الامريكي حول زيارة ترامب للصين، حيث اتهمت صحيفة نيويورك تايمز المعروفة بانتقاداتها المستمرة لترامب بأن الاخير سلم القيادة العالمية الامريكية لدولة أخرى. ومع ذلك، تبقى هذه الملاحظة فقيرة جدا، حيث أن التطور السليم للعلاقات الصينية ـ الامريكية لا يعني تحول القيادة الامريكية الى الصين. وإن المصالح الشاملة بين الصين وأمريكا هي التي تدفع البلدين للتعاون بشكل مستمر، ودعم بعضهما البعض في الشؤون العالمية والاقليمية، وتكامل بعضهما البعض في تحمل المسؤولية العالمية، ولا توجد لعبة صفرية بين الصين وأمريكا في القيادة العالمية.

أجرى ترامب منذ توليه السلطة تغييرات وتعديلات كبيرة في السياسة الخارجية. وقد أدى تنفيذ توجهات السياسة " أمريكا اولا" الى تقلص النزعة الدولية في السياسة الخارجية لأمريكا، وهذا يتجلى بشكل خاص في اتفاق الشراكة التجارية واتفاق باريس بشأن المناخ. ومما لا شك فيه، أن سياسة ترامب تجاه العزلة والحمائية تنقص من نفوذها الدولية وتضعف قيادتها العالمية. لذا، فإن السبب الرئيسي في احتمال انخفاض القيادة الامريكية هو امريكا ذاتها وليس الصين، ويرجع ذلك إلى الانخفاض النسبي في قوة أمريكا وتعديل سياستها الخارجية.

قال الرئيس شي جين بينغ مرات عديدة إن "المحيط الهادئ كبير بما فيه الكفاية، لاستيعاب كل من الصين وأمريكا." واليوم، يمكن لكلا البلدين تعزيز تعاونهما ليس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فحسب، وأنها في الشؤون العالمية أيضا. ويمكن للصين وأمريكا العمل معا في القضايا العالمية والإقليمية، ولا يوجد تضارب بين البلدين بشأن القيادة، بينما تتقاسم الصين وأمريكا مسؤوليات مشتركة في حماية السلام والاستقرار العالميين، وتعزيز التنمية والرخاء العالميين. ونمو الصين وتوسعها لا يعني تحدي للقيادة الامريكية. كما أن التقلص الاستراتيجي لترامب لا يعني ترك أمريكا لقيادة العالم أيضا. ويبدو أن أمريكا لا تريد مواصلة قيادة العالم، حيث يسعي ترامب الى تنفيذ صفقة جديدة " الأولوية لأمريكا" واتخذ سلسلة من التدابير" المناهضة للعولمة"، والخروج من الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP)، الحد من الهجرة، وشن حرب التجارة. في الواقع، التقلص الاستراتيجي ليس سوى نتاج قصير الاجل للانخفاض النسبي في القوة الامريكية. ومع مرور الوقت، فإن سعي أمريكا للقيادة العالمية سيزداد بمجرد تعزيز قوتها.

الصين ليست بديلا عن امريكا بالنسبة لقادة العالم، لأننا نعيش في العصر الذي يتراجع فيه "سياسة السلطة" ويرتفع فيه "سياسة القواعد"، كما تشهد ومسؤوليات القادة تغيرات هامة أيضا، حيث أن زعيم العالم ليس من يتمتع بالسلطة والقوة فقط، ولكنه ينبغي أن يتحمل مسؤوليات القيادة العديدة أيضا، والاكثر اهمية هو توفير السلع العام الدولية.

وباختصار، نهاية عصر أمريكا لا يزال بعيدا، ولا تزال أمريكا القوة الشاملة الرائدة في العالم لفتوة طويلة في المستقبل. وعلى الرغم من أن زيادة قوة الصين وتأثيرها الدولي حقيقة لا جدال فيه، بيد أنه ليس من الضروري أن يتحقق تسليم القيادة العالمية بين الصين وأمريكا. وقد أدى تطور الاتجاه العالمي الى تغيرات معاني وطرق القيادة، وستصبح القيادة المتنوعة المشتركة اتجاها رئيسيا في العالم مستقبلا. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×