مقابلة : محادثات جنيف 8 لن تفضي لأي نتيجة على صعيد الحل السياسي

دمشق 28 نوفمبر 2017 / أكد الدكتور منذر خدام الناطق الرسمي باسم هيئة التنسيق الوطنية ــ حركة التغيير الديمقراطي ، المعارضة في الداخل السوري اليوم (الثلاثاء) أن محادثات جنيف 8 التي انطلقت اليوم بغياب الوفد الرسمي السوري ، لن تفضي لأي نتيجة لصالح الحل السياسي للأزمة السورية ، لافتا إلى أن عربة الحل السياسي وضعت على سكة الحل ولكن تحتاج إلى قوة دفع لتكون فاعلة .

وقال المعارض السوري خدام في مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) بدمشق إن " محادثات جنيف 8 لن تؤدي إلى أي نتيجة لأنه لاتزال هناك عمليات غير ناضجة " ، معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن الحوار في هذه الجولة سيكون " أقل حدة من الجولات السابقة خاصة بعد أن تمت إزاحة المعارضين الأكثر تشددا من منصة الرياض وتشكيل وفد موحد من المعارضة السورية " .

وبين خدام أن " الحوار سيكون أفضل لكن لم يؤد إلى أي خرق حقيقي في مسار المفاوضات في هذه الجولة " .

واعتبر الناطق الرسمي باسم هيئة التنسيق الوطني ــ حركة التغير الديمقراطي أن عربة الحل السياسي موجودة على السكة ، ولكنها متوفقة ، وتحتاج إلى دفع قوي لتسير نحو الامام " .

ورأى خدام أن تأخر وصول الوفد الرسمي السوري إلى محادثات جنيف 8 هو "مناورة سياسية " ، مؤكدا أن الوفد الرسمي سيحضر المحادثات ، مكررا قائلا إن " عربة الحل السياسي لن تتحرك في هذه الجولة بل هي نتنظر قوة دفع حقيقية يتم الأن تحضيرها في موسكو في مؤتمر سوتشي " .

والجدير ذكره ان محادثات جنيف في جولتها الثامنة انطلقت اليوم بغياب الوفد الرسمي السوري عن يومها الأول ، وأكدت الخارجية السورية ان وفدها الرسمي سيحضر محادثات السلام السورية السورية في جنيف يوم غد الاربعاء .

وأشار خدام إلى أن " ما يتم انضاجه في سوتشي سيتم إخراجه لاحقا عبر مسار جنيف ، لأن مسار جنيف يخضع للأمم المتحدة أي للاشراف الدولي " .

وردا على سؤال فيما إذا أصبح مؤتمر سوتشي بديلا عن محادثات جنيف قال خدام إن " مؤتمر سوتشي حتى الأن ليس بديلا عن جنيف ، ولا يمكن الاستغناء عن جنيف إلا إذا الأمم المتحدة تبنت مسار سوتشي ، وأصبح تحت اشرافها " ، معربا عن اعتقاده بأن ذلك لن يحصل .

ويشار إلى ان مؤتمر الحوار السوري السوري في سوتشي كان من المقرر أن يعقد في الثاني من ديسمبر المقبل ، إلا أن مصادر إعلامية روسية أعلنت أن مؤتمر سوتشي تم تأجيله إلى فبراير المقبل .

وبرر المعارض السوري عدم وجود تقدم في محادثات جنيف 8 لتشبث المعارضة السورية ببند رحيل الرئيس الأسد ، مؤكدا أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حاول أن يخفف مما ورد في بيان مؤتمر الرياض وفي بعض التصريحات الصادرة عن نصر الحريري رئيس وفد المعارضة الموحد الى جنيف بقوله إن المحادثات سوف تركز على ثلاث مسائل وهى الدستور والانتخابات وطبيعة السلطة أو الحكومة التي سوف تقود سوريا الى الانتخابات .

واكد خدام أن هذه النقاط الثلاثة متفق عليها .

ورأى المعارض السوري أن الرئيس الأسد " لا يمكن رحيله إلا عبر صندوق الانتخابات ، وعندئذ سوف يضطر للمغادرة وبغطاء دولي لأن الانتخابات ستكون تحت إشراف دولي " .

وأشار إلى أن جميع الأطراف الدولية وقبل أن يتغير المشهد كانت تتحدث عن الحل السياسي وكل القرارات الدولية التي صدرت فيما يخص الأزمة السورية كانت تشير إلى الحل السياسي ، وأنه لا حل عسكري للأزمة السورية .

ودعا خدام المعارضة وفد المعارضة الموحد إلى التركيز على إعداد دستور جديد للبلاد ، مؤكدا أنه بقدر ما نسرع بإعداد دستور جديد والمصادقة عليه بقدر ما نختصر المرحلة الانتقالية ، مبينا أن الدستور الجديد يمكن أن يؤمن انتقال حقيقي من نظام إلى نظام آخر تحقق فيه الديمقراطية الحقيقية .

وفيما إذا سيكون هناك محادثات مباشرة بين الوفدين في جنيف 8 انتقد خدام رفض المعارضة السورية المحادثات المباشرة مع الوفد الحكومي السوري ، واصفا إياه بـ "بالحماقة السياسية " ، مؤكدا أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة ، ومن خلالها يتم طرح كل المسائل .

وعن مقاطعة المعارضة السورية لمؤتمر سوتشي رأى المعارض السوري خدام أن المعارضة السورية ارتكبت خطأ سياسيا في مشاركتها مؤتمر سوتشي ، مؤكدا أن " المكان ليس مهما ، ولكن المهم ماذا ستقول في المكان " .

وأشار خدام إلى أن ملامح الحل السياسي واضحة وهي منصوص عليها في القرار 2254 ، وهي دستور جديد في دولة ديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة ومرحلة انتقالية تشكل فيها حكومة مشتركة من المعارضة والنظام تقود هذه المرحلة إلى الانتخابات ، مؤكدا أن معالم الحل السياسي واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من النقاش والتصورات .

وأكدت أوساط أممية أن الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف ستركز على الدستور والانتخابات بشكل اساسي.

وتمت خلال الجولات السابقة بجنيف ، التي لم تتضمن أي لقاء مباشر بين وفدي النظام والمعارضة السورية وجها لوجه ، مناقشة 4 سلات وهي الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب ، في ظل خلافات بين المشاركين حول أولوية المواضيع.