بكين أول ديسمبر 2017 /في عصر تتعمق فيه العولمة بشكل متزايد، يمكن للأحزاب السياسية من جميع أنحاء العالم، مع وضع تعزيز الرفاهية للجميع كهدف لها، أن تستجمع حكمتها من خلال الحوار لدفع التنمية الشاملة والمشتركة.
وافتتح حوار غير مسبوق على مدار 4 أيام بين الأحزاب السياسية من أكثر من 120 دولة في بكين يوم الخميس لتجميع الحكمة العالمية لتحسين الرفاهية للجميع.
باعتبارها قوى رئيسية في الحياة السياسية في معظم البلدان في العالم، تمثل الأحزاب السياسية مصالح ومساعي الجماعات المختلفة، وتؤثر على السياسات المحلية والخارجية لدولها، وتقدم مساهمات مهمة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وهذا المفهوم يجسد إرادة الصين للمساعدة في بناء " قرية عالمية" تحت سقف واحد يسع بما يكفي جميع الأعضاء.
وفي السنوات الأخيرة، ابتليت بعض أحزاب العالم بالشعبوية والقومية. وسعت إلى سحب أنفسها من التعاون الاقتصادي العالمي من أجل توسيع وقتي لمصالحها الذاتية.
غير أن الصين سعت تحت قيادة الحزب الشيوعي إلى العمل مع العالم من أجل تعزيز تنمية أكثر شمولا واستدامة من خلال جهود مشتركة مع مختلف الشركاء.
هل نعزز العولمة الاقتصادية أم نتأرجح في مواجهة التحديات؟ نوسع التعاون الدولي أم نتخذ مسارات منفصلة؟ تواجه دول العالم وأحزابها السياسية هذه الأسئلة.
الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أيضا، لخص الإجابة أثناء تقديم تقريره إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي عندما قال إن "الحزب الشيوعي الصيني يسعى جاهدا من أجل رفاه الشعب الصيني وتقدم الإنسانية. تحقيق مساهمة جديدة وأكبر للبشرية هو مهمة حزبنا الثابتة"
وتعد مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها شي في عام 2013 مثالا ساطعا على حلول الصين للقضايا العالمية برؤية عالم أفضل.
فبهذه المبادرة تهدف الصين إلى تعزيز بناء البنية التحتية والترابط وتقوية التنسيق بشأن السياسات الاقتصادية وتوسيع التكامل بين الاستراتيجيات التنموية وتعزيز تنمية مترابطة لتحقيق الرخاء المشترك. المبادرة من الصين، لكنها تنتمي إلى العالم.
ويظهر التاريخ والواقع على حد سواء أن التنمية غير المتوازنة تخلق بيئة خصبة للإرهاب وغيره من الشرور، بينما تساعد التنمية الشاملة على منع الصراعات وتحقيق السلام الدائم.
إن تحقيق السلام الدائم لا يمكن في دولة محاصرة بالفقر. لكن بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يشجع جميع الشركاء على تقديم منافع عامة للقضاء على الاختلالات الإقليمية والعالمية، ويمكن أن تقود الأحزاب السياسية الطريق لبلادها وشعوبها.
إن حوار بكين يوفر منصة للأحزاب السياسية للتواصل وتبادل الأفكار والمقترحات الإبداعية من أجل الأمن العالمي والرخاء المشترك.