سوتشي، روسيا 2 ديسمبر 2017/ قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ هنا يوم الجمعة، إن الصين مستعدة للعمل مع زملائها الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون، لبناء مجتمع مستقبل مشترك بالمنطقة.
أعرب لي عن هذه الرغبة خلال الاجتماع الـ16 لمجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون، الذي عقد في سوتشي خلال يومي الخميس والجمعة.
ــ تنسيق ومواءمة استراتيجيات التنمية
أكد رئيس مجلس الدولة الصيني أن جميع أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون هم دول هامة بجوار الصين، وعلى طول طرق مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن الصين ستواصل بناء الصداقة والشراكة مع جيرانها وتعمل مع أعضاء المنظمة على بناء مجتمع مستقبل مشترك بالمنطقة.
وأكد لي أنه من النظرية والتخطيط إلى التطبيق الفعلي، وصل التعاون الاستراتيجي بين الصين والأعضاء الآخرين بمنظمة شانغهاي للتعاون، إلى مرحلة جديدة.
وأشار إلى أنه "من خلال مواءمة استراتيجياتنا التنموية، سنتمكن من الاستغلال الأمثل لتفوقاتنا النسبية في الموارد والتكنولوجيا والكفاءات ورأس المال، لخلق أثر مضاعف لصالح التنمية"، ملمحا إلى أن جميع أعضاء المنظمة يمرون بمرحلة هامة للتنمية الوطنية، ولكل منهم استراتيجيات تنموية خاصة تلاءم ظروفه الوطنية.
وتعد التنمية بمثابة طريق فعال لتسوية النزاعات والاضطرابات الاقليمية، هكذا قال رئيس مجلس الدولة الصيني، مضيفا أن مبادرة الحزام والطريق المطروحة من قبل الصين هي منصة لإجراء التعاون البراغماتي بدلا من كونها آلية جيوسياسية.
وأكد على أن جهود الصين لجعل مبادرة الحزام والطريق متلائمة مع برامج الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ، قد حققت حصادا مبكرا، وأن المفاوضات حول اتفاقية اقتصادية وتجارية قد اكملت من حيث المبدأ، بين الصين وأعضاء هذا الاتحاد.
وأضاف لي كه تشيانغ أن "الصين ستتمسك بمبدأ المنافع المشتركة عبر التشاور والتضافر للعمل مع زملائها أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون، لتسهيل ترجمة ثمار منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، إلى منافع أولية يؤتيها التعاون في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق على منطقتنا وشعوبنا".
يذكر أن منظمة شانغهاي للتعاون تضم كلا من الصين وقازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجكستان وأوزبكستان، والهند وباكستان، كأعضاء رسميين فيها. ولها 4 أعضاء بصفة مراقب، هم إيران وأفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا، و6 شركاء حوار هم أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسريلانكا وتركيا.
إن هذا الاجتماع لمنظمة شانغهاي للتعاون هو الأول من نوعه منذ توسيع المنظمة لتشمل كلا من الهند وباكستان.
ــ المزيد من تعزيز الترابط الإقليمي
ودعا رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا إلى تطوير شبكة بنية تحتية جيدة الترابط، مشيرا إلى أن العملية التجريبية الرائدة لشبكة طرق نقل دولية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، باعتبارها مثالا للتطبيق الناجح مؤخرا، بما يرمز إلى تحقيق اختراقة هامة بالترابط الإقليمي .
وأكد لي كه تشيانغ في الاجتماع على أن "الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتحسين تفاصيل خطط النقل ونظم التكنولوجيا والقياس، وتعزيز التنسيق حول التخليص الجمركي الدولي، وتفعيل الترابط متعدد الوسائل بما يخدم تحسين فعالية النقل والدعم اللوجستي الإقليميين".
ولن يتحقق ترابط البنية التحتية بدون الترابط المالي. لذلك تدعم الصين رؤية تمويل أكبر للمشاريع الترابطية عبر المؤسسات المالية مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير ومجموعة بين بنوك منظمة شانغهاي للتعاون وصندوق التعاون الاقتصادي بين الصين وأوروآسيا.
وفي مجال تحرير التجارة، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني، الأطراف المعنية إلى المزيد من تحرير وتسهيل التجارة، قائلا إنه ينبغي "العمل على تقليل الحواجز التجارية الجمركية وغير الجمركية، والعمل معا لبناء سوق إقليمية متكاملة، من أجل إطلاق العنان للإمكانيات التجارية في منطقتنا."
لقد تطورت العلاقات التجارية الثنائية وتوثقت ونمت بين الصين والدول الأعضاء الأخرى بمنظمة شانغهاي للتعاون، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لكل من روسيا وقيرغيزستان .
وتزايدت الاستثمارات المتبادلة بشكل كبير ومستقر، وبلغت استثمارات الصين غير المالية المباشرة، في الدول الأعضاء الأخرى بالمنظمة، حتى إبريل 2017 نحو 74.2 مليار دولار أمريكي، وبلغت الاستثمارات من هذه الدول في الصين، نحو 1.09 مليار دولار أمريكي.
ــ تمكين منظمة شانغهاي للتعاون من لعب دور أكبر
قال رئيس مجلس الدولة الصيني "إن منظمة شانغهاي للتعاون بحاجة إلى تعزيز الاتصالات والحوار والدعم والتنسيق المتبادلين، مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى ، لرفع مكانتها وتأثيرها."
ومن خلال رئاستها الدورية للمنظمة، ستعمل الصين بشكل وثيق مع الأعضاء الآخرين بالمنظمة، وتسعى لتحقيق نتائج مثمرة للتعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وفي مجال العلاقات الخارجية للمنظمة، وفي بناء المؤسسات، لضمان النجاح التام لقمة المنظمة العام القادم 2018، وبناء منظمة أقوى انطلاقا من نقطة بداية جديدة.
لقد وصل رئيس مجلس الدولة الصيني إلى روسيا يوم الأربعاء ، بعد أن اختتم زيارة للمجر، حيث حضر أيضا القمة الـ6 بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وخلال وجوده في روسيا، حضر اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون، والتقى بالعديد من قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، والدول المراقبة فيها، ثم عاد إلى بكين صباح اليوم(السبت).