تقرير اخباري: بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح .. اليمن إلى اين؟

أعلن الحوثيون المناهضون للحكومة عن مقتل الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح والاستلاء على العاصمة اليمنية صنعاء يوم 4 ديسمبر الجاري في خضم قتال متواصل منذ أيام بين مؤيدين الجانبين في صنعاء سقط إثره مئات من الضحايا، وحرق السفارة الايرانية. وفي نفس اليوم، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء، والمنطقة المحيطة بها التي استولى عليها الحوثيون. وقال المحللون للقضية اليمنية أن مقتل عبد الله صالح ستكون ضربة قوية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

شكل المسلحون الحوثيون مع قوات عبد الله صالح تحالفا ضد الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في نهاية عام 2014، مما اضطر الاخير الى الفرار واللجوء الى المملكة العربية السعودية في عام 2015. وفي العام نفسه، تدخلت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في الحرب الاهلية اليمنية، وشنت غارات جوية على قوات المناهضة للحكومة اليمنية، محاولة استعادة سيطرة حكومة هادي على البلاد.

في سبتمبر من هذا العام، شهدت الساحة اليمنية تغيرات مفاجئة وتحول الحلفاء الى اعداء، واظهر صالح علنا أن المملكة العربية السعودية جيدة، وأعرب عن استعداده لفتح " صفحة جديدة" من العلاقات بين الجانبين. وردا على ذلك، استجاب التحالف المتعدد الجنسيات بقيادة المملكة العربية السعودية وعبد ربه منصور هادي بشكل إيجابي. ووفقا لمحلل سعودي محلي، فإنه نظرا للوضع الجديد في اليمن، من المرجح أن تعدل المملكة العربية السعودية التي تقود قوات التحالف المتعددة الجنسيات في اليمن استراتيجية العمليات العسكرية.

تعتبر اليمن واحدة من أفقر البلدان في الشرق الاوسط، تقع اليوم وسط الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران. ووفقا لرويترز، تحظى حكومة عبد ربه منصور هادي بدعم قوات التحالف متعددة الجنسيات، في حين يحظى الحوثيين بدعم إيران أكبر دولة شيعية. وذكرت الأمم المتحدة في نوفمبر أن اليمن يواجه " أزمة إنسانية خطيرة في العالم". وتوقعت الجمعيات الخيرة الدولية وفاة 130 طفلا كل يوم في اليمن نتيجة الجوع والفقر.

قال محللون أن اليمن ذو أهمية استراتيجية للمملكة العربية السعودية، وتعتبر الاخيرة الحوثيين " عملاء" لإيران وأنهم هدفها رقم واحد في اليمن، وأن هذا التناقض الحاد جعل من الصعب التوفيق بينهما تقريبا. ومع ذلك، وفقا للمراقبين للوضع اليمني، فإن مقتل على عبد الله صالح ضربة قوية للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، أدى ذلك الى تحطيم أي أمل، ودمر الحوثيون منافسا جديد قوي. اليوم، الحكومة الائتلافية في اليمن أما أن تواصل حربها الطويلة الامد في اليمن، أو تقديم حل توافقي لجلب الحوثيين المسلحين إلى طاولة المفاوضات.