人民网 2018:05:05.10:57:05
الأخبار الأخيرة

مقالة : الصين تحتفل بالذكرى الـ200 لميلاد كارل ماركس في ظل قيادة شي في العصر الجديد

/مصدر: شينخوا/  2018:05:05.09:31

    اطبع
مقالة : الصين تحتفل بالذكرى الـ200 لميلاد كارل ماركس في ظل قيادة شي في العصر الجديد

بكين 4 مايو 2018 / أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا اليوم (الجمعة) على أنه رغم التغيرات الهائلة والعميقة التي شهدها المجتمع البشري على مدار القرنين الماضيين، إلا أن اسم كارل ماركس لا يزال يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، بينما لا تزال نظريته تضيء بنور الحقيقة الساطع.

جاءت تصريحات شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال اجتماع كبير عقد في بكين احتفالا بالذكرى الـ 200 لميلاد ماركس.

وقال شي إن هذا الاجتماع أحد أشكال إبراز التقدير والإجلال لـ"أعظم المفكرين" على مر التاريخ، وهو يظهر "ايماننا الراسخ" في الحقيقة العلمية للماركسية.

وفي قاعة الشعب الكبرى، عُلقت صورة ضخمة لماركس يحيط بها صفان من الأعلام الحمراء، لتطل على 3000 مشارك حضروا الاجتماع.

على الجانب المقابل، كانت هناك لافتة كتب عليها "التفوا حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرفيق شي، واعملوا على تعزيز وتطوير الماركسية وناضلوا من أجل تحقيق النجاح العظيم للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد."

حضر الاجتماع بعض القادة الكبار من بينهم لي كه تشيانغ ولي تشان شو ووانغ يانغ وتشاو له جي وهان تشنغ ووانغ تشي شان. وترأس الاجتماع وانغ هو نينغ.

يأتي هذا الاجتماع في خاتمة مجموعة من الاحتفالات خلال الأسابيع الماضية للحكومة والشعب والشباب وكبار السن وعلى شبكة الانترنت وخارجها، احتفاء بكارل ماركس.

وقبل يومين، زار شي جامعة بكين التي شهدت بداية قصة الماركسية في الصين.

وفي افتتاحية، أشادت ((صحيفة الشعب اليومية)) بدور الماركسية الحاسم في عملية التحديث الصينية. وجاء في المقالة "في الوقت الذي وصل فيه العالم إلى ( مفترق طرق)، لا تشعر الصين بالانزعاج ... فالماركسية هي مفتاح استقرار الصين وتنميتها."

وقال شي في الاجتماع الذي عقد اليوم "في العصر الجديد، لا يزال الشيوعيون الصينيون بحاجة إلى التعلم من ماركس. دعوا الصور الرائعة للمجتمع البشري الذي تخيله ماركس وفريدريك إنجلز تستمر في الانتشار في أرض الصين."

المفكر الأعظم

وقال شي إن ماركس هو "معلم الثورة بالنسبة للبروليتاريا والعمال في كل أنحاء العالم، والمؤسس الرئيسي للنظرية الماركسية ومنشيء الأحزاب الماركسية. وهو الشخص الذي حدد طريق الشيوعية الدولية وهو أعظم المفكرين في العصور الحديثة."

وتابع شي "اليوم، نعقد هذا الاجتماع الكبير مع هذا التقدير البالغ لكي نحتفل بالذكرى ال200 لميلاد ماركس، ولكي نتذكر شخصيته العظيمة وأفعاله التاريخية، ولكي نسترجع روحه العظيمة وأفكاره الرائعة."

وأضاف شي أنه بمُثلٍ نبيلة ودون خوف من مواجهة الصعاب والمحن، وطوال حياته، كرس ماركس نفسه للسعي الدؤوب من أجل تحرير الإنسانية، ولارتقاء قمة الفكر في سعيه للحقيقة، وللكفاح المتواصل لقلب العالم القديم وإقامة آخر جديدا.

وقال شي إن ماركس ليس مجرد شخصية عظيمة حملت هموم العالم على عاتقها، لكنه أيضا شخص عادي لديه شغف بالحياة، ومخلص للصداقة.

وأوضح شي أن الأصل الروحي الأكثر نفوذا وتأثيرا الذي تركه ماركس لنا يتمثل في النظرية العلمية التي سميت باسمه -- الماركسية. مثل شروق الشمس المذهل، أضاءت النظرية مسار استكشاف الإنسانية لحكم التاريخ، وبحثها عن حريتها الخاصة.

وقال شي "فكر ماركس ونظريته يلائمان عصره، بل ويتجاوزان عصره أيضا. إنهما جوهر روح ذلك العصر وجوهر روح البشرية جمعاء."

وقال شي إن الماركسية نظرية علمية تكشف نظام تنمية المجتمع الإنساني بطريقة مبتكرة.

وبعد أن طوّر ماركس المفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض قيمة العمل، أظهر كيف أن البشرية ستقفز من عالم الضرورة إلى عالم الحرية، وأظهر الطريق أمام الناس لتحقيق الحرية والتحرر، حسبما قال شي.

إن الماركسية، وهي الأيدولوجية الأولى لتحرير الشعب نفسه بنفسه، هي نظرية الشعب.

وأضاف شي بقوله "كشفت الماركسية، لأول مرة، الطريق لحرية الإنسانية وتحريرها عبر جهود الشعوب ذاتها، وحددت الاتجاه، بنظرية علمية، نحو مجتمع مثالي دون اضطهاد أو استغلال، حيث يتمتع كل شخص بالمساواة والحرية."

وفي تأكيد على أن التطبيق العملي هو سمة بارزة للماركسية تجعلها مختلفة عن نظريات أخرى، قال شي إن الماركسية نظرية ممارسات توجه الشعب نحو تغيير العالم.

وأوضح شي أن الماركسية نظرية مفتوحة تتطور باستمرار وتقف دوما في مقدمة العصور، قائلا "هذا هو السبب في أنها قادرة دائما على الحفاظ على شبابها واستكشاف القضايا الجديدة في تطور العصور والاستجابة للتحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع البشري."

وقال شي إنه على مدى أكثر من 170 عاما منذ صدور "البيان الشيوعي"، انتشرت الماركسية في جميع أنحاء العالم انتشارا منقطع النظير في تاريخ الأيدولوجية البشرية، من حيث اتساع وعمق تأثيرها.

وقال شي إنه عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، تأسس عدد كبير من الدول الاشتراكية. وأكد شي أن تأسيس جمهورية الصين الشعبية، على وجه الخصوص، عزز القوة الاشتراكية في العالم بشكل كبير.

وتابع بقوله "قد تكون هناك انتكاسات في تطور الاشتراكية في العالم، لكن الاتجاه العام لتطور المجتمع البشري لم ولن يتغير أبدا."

خيار صحيح تماما

قال شي "غيرت الماركسية ليس فقط العالم ولكن أيضا الصين."

جلبت أصداء ثورة أكتوبر في روسيا الماركسية-اللينينية إلى الصين، لتوضح الاتجاه نحو الأمام، ولتقدم خيارا جديدا للشعب الصيني في كفاحه من أجل البقاء، ولتهيء المشهد لميلاد الحزب الشيوعي الصيني.

منذ ميلاد الحزب الشيوعي الصيني، دمج المبادىء الأساسية للماركسية مع واقع الثورة الصينية والبناء الصيني، ما عمل على تحويل الأمة الصينية من "رجل شرق آسيا المريض" إلى شخص نهض واقفاً، عبر توحيد الشعب وقيادته من خلال فترة طويلة من الكفاح.

وقال شي "هذا التحول الهائل دليل حديدي على أنه فقط من خلال الاشتراكية، يمكننا الحفاظ على الصين."

ومنذ إطلاق عملية الإصلاح والانفتاح، دمج الحزب الشيوعي الصيني المبادئ الأساسية للماركسية مع واقع الإصلاح والانفتاح في الصين، والأمة التي نهضت باتت غنية.

وتابع شي بقوله "هذا التحول الهائل دليل حديدي على أنه فقط من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، يمكننا تطوير الصين."

وأوضح شي أنه في العصر الجديد، دمج الحزب الشيوعي الصيني مجددا المبادىء الأساسية للماركسية مع واقع الصين، ما أدى إلى توحيد الشعب وقيادته نحو "الاضطلاع بالنضال الكبير وبناء المشروع العظيم وتعزيز القضية العظيمة وتحقيق الحلم العظيم."

لقد حان الوقت لكي تخوض الأمة الصينية تحولا هائلا، لأن الأمة التي بات غنيا تصبح أقوى الآن.

وقال شي "هذا التحول الهائل دليل حديدي على أنه فقط من خلال التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، يمكننا تحقيق حلم الإحياء الوطني العظيم للأمة."

وتابع شي بقوله "من الصواب تماما للتاريخ وللشعب أن يختار الماركسية، ومن الصواب تماما للحزب الشيوعي الصيني أن يدوِّن الماركسية على عَلمه ويتخذها شعاراً، وأن يلتزم بمبدأ الدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية وواقع الصين، وأن يستمر في توفيق الماركسية مع السياق الصيني ومع العصر الراهن."

دراسة الماركسية في العصر الجديد

أكد شي أن الشيوعيين الصينيين في العصر الجديد لا يزالون بحاجة إلى التعلم من ماركس وإلى دراسة الماركسية وتطبيقها، من أجل الحفاظ على استمرار إبحار سفينة الإحياء الوطني العظيم في الاتجاه الصحيح.

وقال شي "نحن نتعلم من ماركس، يجب علينا دراسة فكره وتطبيقه فيما يخص قواعد التطور الاجتماعي"، مضيفا أن ماركس كشف عن الحتمية التاريخية للشيوعية.

وتابع شي بقوله "علينا أن ندرك الرؤية الكونية للمادية الجدلية والمادية التاريخية وأن ندرك المنهجية الخاصة بهما"، داعيا إلى العمل المستمر والجاد من أجل الشيوعية.

وأكد شي أن الوقوف إلى جوار الشعب أمر أساسي. وأضاف يقول "يتحتم علينا أن نجعل مهمتنا الأساسية هي النضال من أجل تحقيق رفاهية الشعب وأن نجعل هدفنا الأساسي خدمة الشعب بكل إخلاص."

وأوضح شي أن تحرير وتطوير قوى الإنتاج أمر أساسي للاشتراكية، وهي قضية لا يزال الشيوعيون الصينيون يستكشفونها ويتعاملون معها جيلا بعد جيل.

وتابع شي "يجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية لتعميق الإصلاح في كافة المجالات وأن نبذل المزيد من الجهود لتعزيز حيوية قوى الإنتاج من خلال تحقيق التوافق بين علاقات الإنتاج."

وأكد شي أنه يجب دراسة الفكر الخاص بديمقراطية الشعب في النظرية الماركسية، ويجب أيضا تطبيقه. وشدد على أنه يجب على أجهزة الدولة العمل على تحويل أنفسها من سادة للمجتمع إلى خادمين للشعب، كما يجب أن تخضع هذه الأجهزة لرقابة الشعب."

وتابع يقول "يجب أن نستمر في طريق التطور السياسي الاشتراكي ذي الخصائص الصينية."

وقال شي إن الصين ستعزز الديمقراطية الاشتراكية في إطار الوحدة العضوية لقيادة الحزب وإدارة الشعب للبلاد والحوكمة القائمة على القانون. وستستمر الصين في تعزيز الضمانات المؤسسية لضمان إدارة الشعب للبلاد وتمتع الشعب بالديمقراطية على نحو أكثر فعالية.

وقال شي "يجب أن نتخذ الصين قاعدة لعملنا، وأن ننفتح في الوقت ذاته على الحداثة وعلى العالم وعلى المستقبل، ويجب علينا أن نعزز الماركسية كأيديولوجية موجهة لنا، وأن نطور ثقافة اشتراكية متطورة، وأن نعزز المعايير الأخلاقية الاشتراكية. يجب علينا أن نضخ القيم الاشتراكية الأساسية في كل مناحي التنمية الاشتراكية، ويجب علينا تدعيم التطور الخلاق وتعزيز الثقافة الصينية التقليدية الرفيعة."

وأكد شي على أن التنمية يتعين أن تركز على تحقيق مصالح الشعب، وأن تركز أيضا على القضايا الأكثر إلحاحا والأكثر عاجلية التي تهم الشعب بشكل أكبر. ويجب الاستمرار في ضمان رفاهية الشعب وتعزيزها، وفي تعزيز العدالة الاجتماعية وضمان حصول الشعب على خدمات رعاية الأطفال والتعليم والتوظيف والخدمات الطبية ورعاية كبار السن والاسكان والمساعدات الاجتماعية بشكل أفضل، من أجل الاستمرار في تعزيز التنمية البشرية الشاملة.

وقال شي "يجب علينا أيضا أن نتعلم الفكر الماركسي بشأن العلاقة بين الإنسان والطبيعة وأن نطبق هذا الفكر."

وأكد شي على أن المياه الشفافة والجبال الخصبة أصول لا تقدر بثمن، حاثا على تعبئة كافة القوى الاجتماعية من أجل تعزيز حضارة إيكولوجية وبناء صين جميلة.

وحث شي أيضا على التعلم من الفكر الماركسي بشأن التاريخ وتطبيقه.

وتحدث شي عن الحاجة إلى التنمية السلمية من أجل الاستمرار في اتباع سياسة خارجية مستقلة قائمة على السلام واتباع استراتيجية انفتاح قائمة على النفع المتبادل والاستمرار في توسيع التعاون مع البلدان الأخرى والمشاركة الفعالة في الحوكمة العالمية وتحقيق التعاون متبادل النفع والتنمية المشتركة في مجالات أكثر وعلى مستويات أعلى.

وأكد شي أن الصين لا تعتمد على الآخرين ولا تسعى إلى الاستيلاء على ممتلكاتهم، متعهدا بالعمل مع البلدان الأخرى لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وبناء عالم أفضل.

وتحدث شي أيضا عن الحاجة إلى دراسة البناء الحزبي في النظرية الماركسية وتطبيقه.

وقال شي "علينا أن نضطلع اضطلاعا كاملا بمسؤوليات النضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم. يجب علينا أن نعزز وعينا بالحاجة إلى الحفاظ على النزاهة السياسية، وأن نفكر في الأمور بصورتها الكاملة، وأن نتبع جوهر القيادة وأن نحافظ على وحدتنا وترابطنا. يجب أن نعمل بلا توقف من أجل ضمان الحوكمة الصارمة والشاملة على الحزب."

وتعهد شي ببناء الحزب ليكون حزبا حاكما ماركسيا ينبض بالحياة ويتوافق دائما مع أحدث ما توصل إليه العصر، ويتمتع بالدعم الكبير من الشعب، ويمتلك الشجاعة لإصلاح ذاته، ويمتلك القدرة على خوض أي اختبار.

وقال شي إن مهام الإصلاح والتنمية والاستقرار في الوقت الراهن شاقة بشكل غير مسبوق، وأن التناقضات والمخاطر والتحديات متنوعة أكثر من أي وقت مضى، وأن اختبار الحوكمة أصعب من ذي قبل.

وتابع شي بقوله "يجب علينا الاستمرار في تعزيز قدرتنا على الاستفادة من الماركسية في تحليل المشكلات العملية وحلها، والاستفادة من النظريات العلمية في توجيه عملنا من أجل مواجهة التحديات والمخاطر والعقبات والتناقضات والمشكلات الكبرى. يجب أن نفكر في المشكلات الكبيرة للتنمية وأن نتغلب عليها من خلال رؤية أوسع وبصيرة أعمق."

وأوضح شي أن المجتمع شهد تغيرات جذرية في ال170 عاما التي أعقبت نشر "البيان الشيوعي"، لكن المبادىء العامة للماركسية تبقى صحيحة تماما في مجملها.

وحث شي كافة أعضاء الحزب، خاصة المسؤولين على كافة المستويات، على دراسة الماركسية-اللينينية وفكر ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ ونظرية التمثيلات الثلاثة والمفهوم العلمي للتنمية وفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد -- على نحو أكثر دقة وتأنيا.

وقال شي "لا يوجد نمط وحيد وغير قابل للتغيير للاشتراكية"، مضيفا أنه من أجل تحويل الخطة النظرية إلى واقع ملموس، من الضروري أن ندمج المبادىء الأساسية للاشتراكية العلمية مع واقع البلاد وتاريخها وثقافتها، فضلا عن دمجها مع متطلبات العصر.

وأكد شي أن المهمة المقدسة للشيوعيين الصينيين هي تطوير الماركسية على نحو مستمر.

وقال شي "يجب علينا فتح آفاق جديدة للماركسية في الصين المعاصرة وفي القرن الواحد والعشرين."

وفي ختام الاجتماع عُزفت موسيقى "نشيد الأممية".


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×