واشنطن 29 مايو 2018 / بعد تحولات وتقلبات أخيرة ونشاط دبلوماسي مكثف خلال عطلة نهاية الأسبوع، أشارت واشنطن إلى "علامات تقدم" على صعيد الاجتماع المتوقع بين زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحفيين بعد ظهر الثلاثاء "الرئيس (دونالد ترامب) يعتقد أن المناقشات الجارية تسير على ما يرام".
وأضافت أن الاجتماعات التي تجرى هذا الأسبوع هي "بالتأكيد علامات على التقدم".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن البيت الأبيض أن كيم يونغ تشول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، يتجه الآن إلى نيويورك للقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق إن بومبيو سيسافر إلى نيويورك يوم الأربعاء للقاء، الذي سيكون الثالث من نوعه بين المسؤولين الكبيرين، بعد محادثات جرت بينهما خلال زيارتي بومبيو إلى كوريا الديمقراطية في إبريل ومايو.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيثر نويرت في مؤتمر صحفي الثلاثاء "لقد كانت هناك محادثات بينهما عميقة للغاية".
من ناحية أخرى، التقى وفد بقيادة الدبلوماسي الأمريكي المخضرم سون كيم مسؤولين من كوريا الديمقراطية في المنطقة منزوعة السلاح ، ومن المتوقع عقد مزيد من الاجتماعات في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، وقا لما ذكر البيت الأبيض في بيان في نفس اليوم.
وأشار البيان إلى وجود فريق تحضير أمريكي للقمة بقيادة كبير موظفي البيت الأبيض جو هاجين في سنغافورة لتنسيق الأمور اللوجستية المتصلة بالاجتماع المرتقب بين ترامب والزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.
وقال الزميل البارز بمؤسسة بروكينغز داريل ويست لوكالة ((شينخوا))، "أعتقد أن هناك فرصة معقولة لإجراء القمة"، مضيفا أن كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين "استثمرت وقتا وجهدا كبيرين في جعل القمة ممكنة، إذ أن هناك حافز لدى كل منهم للحفاظ على المحادثات مفتوحة".
فبالنسبة إلى ترامب، فإنها تمثل فرصة "لتحقيق اختراقة تاريخية في السياسة الخارجية"، وفقا لما ذكر دان ماهافي، النائب الأول لرئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الكونغرس والرئاسة، لوكالة ((شينخوا)).
ويأتي التقدم الإيجابي الأخير بشأن القمة، التي كان من المقرر أن تعقد في الأصل يوم 12 يونيو في سنغافورة، بعد قيام ترامب بإلغائها في خطاب أرسله إلى كيم يوم الخميس، مستشهدا "بغضب هائل وعداء واضح" ظهر في تصريحات بيونغ يانغ مؤخرا.
وكانت بيونغ يانغ قد حذرت واشنطن من أنها قد تلغي القمة على خلفية تصريحات استفزازية مناهضة لها من قبل مسؤولين أمريكيين كبار.
وردا على خطاب ترامب، قال النائب الأول لوزير خارجية كوريا الديمقراطية كيم كي غوان إن بلاده مستعدة للجلوس مع الولايات المتحدة في أي وقت وبأي طريقة من أجل إجراء محادثات لحل المشكلات القائمة بينهما.
وبعد ذلك تراجع ترامب وقال إن الجانبين يريدان عقد الاجتماع ومن الممكن أن يحصل بعد محادثات مثمرة. كما أكد يوم الأحد أن فريقا رسميا أمريكيا وصل إلى كوريا الديمقراطية لإجراء محادثات بشأن الترتيب للاجتماع.
وقال ماهافي، "نأمل على الرغم من تصريحات الرئيس ترامب ومسؤولي إدراته الآخرين أن يستمر الحوار في تخفيف التوترات، لكن مع فهم واقعي لما هي النتائج المحتملة".
ووسط ثمة تفاؤل، لا تزال واشنطن منفتحة على أي تراجع محتمل في المستقبل.
وقالت ساندرز للصحفيين" إننا نمضي قدما وسنكون مستعدين للسير في أي اتجاه".