人民网 2018:05:24.16:28:24
الأخبار الأخيرة

حب الصينيين للماء الساخن يغير مشهد الخدمات السياحية العالمية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:05:24.16:21

    اطبع
حب الصينيين للماء الساخن يغير مشهد الخدمات السياحية العالمية
سياح صينيون في مطار هلسنكي

24 مايو 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يمثل عطش السياح الصينيين للماء الساخن، ظاهرة غريبة بالنسبة للعديد من الأجانب، لكن الماء الساخن الذي لايفارق حقائب سفر السياح الصينيين له تأثير كبير على الوجهات السياحية، وهو ماتسبب في ظهور مايمكن تسميته بـ "ثورة الماء الساخن" في صناعة السياحة العالمية.

في الدول الاسكندنافية التي تتساقط فيها كميات كبيرة من الثلوج، تم تركيز عدة براميل للتزويد بالماء الساخن في مطار هلسنكي، لتلبية حاجة المسافرين الصينيين.

في هذا السياق، تقول كاتجا سيبرغ، نائب مدير التسويق بشركة فينافيا لإدراة المطارات لصحيفة الشعب اليومية، "لدينا تقاليد طويلة في تقديم الخدمات للصينيين، لكننا نريد أن نطورها بشكل أفضل، للترحيب بالركاب الجدد وجعلهم أكثر سعادة." وتضيف، إن فكرة توفير المياه الساخنة، اقترحها زملاؤنا الفنلنديون بعد زيارتهم إلى مطارات الصين.

مطار هلسنكي ليس المثال الوحيد الذي يحاول جذب قلوب السياح الصينيين من خلال تزويدهم بالماء الساخن، بل إن بعض المطارات الأخرى قامت بدفع "ثورة الماء الساخن" إلى أبعد من ذلك. في مارس من العالم الحالي، تم تركيز منشأة ذكية مزودة بالماء الساخن في مطار شخيبول بأمستردام، وتم توزيع الأكواب القابلة للتسخين عبر "اليو أس بي" على السياح الصينيين في شكل هدايا بمناسبة عيد الربيع.

 

منشأة ذكية لتوزيع الماء الساخن بمطار سخيبول بأمستردام

"الماء الساخن هو أحد أهم المشروبات المحمولة بالنسبة للصينيين. قضيت ذات مرة ثلاث ساعات في مطار فرنسي في محاولة للعثور على الماء الساخن ورجعت في النهاية خالي الوفاض. لكن خلال السنوات الأخيرة، أدركت المزيد من المطارات ومحطات القطار الأجنبية أهمية المياه الساخنة بالنسبة للسائحين الصينيين، وقد تم الإستجابة لمتطلباتنا "الغريبة" إلى حد كبير"، يقول تشن يونز، المرشد السياحي دولي لصحيفة الشعب اليومية.

لقد أثّر حب السائحين الصينيين لشرب الماء الساخن إلى حد ما في المشهد السياحي العالمي. حيث أطلقت عدة مطارات حول العالم، مثل مطارات روما وناريتا وباريس خدمة الماء الساخن للسائحين الصينيين.

لا تقتصر الخدمات التي تقدمها الوجهات السياحية الأجنبية ومنشآت النقل بشكل خاص للسائحين الصينيين على المشروبات الساخنة فحسب. في عام 2017، قامت شركة فينافيا بدعوة الممثل الصيني ريان تشو، للعيش في مطار هلسنكي لمدة 30 يومًا، ونشر تجربته في هاشتاغ "لايف إين هيل" على موقع سينا ويبو، في محاولة لتحسين خدمات المطار المقدمة للسياح الصينيين.

أثارت تجربة ريان تشو تفاعلا من العديد من الصينيين، وجمعت عددا كبيرا من آراء رواد شبكات التواصل. وحقق هاشتاغ "لايف إين هيل" أكثر من 15.8 مليون مشاهدة على حساب سينا ويبو، إلى جانب الكثير من الإقتراحات التي أرسلها رواد سينا ويبو لفينافيا، مثل إنشاء المزيد من المطاعم الصينية وتقديم خدمات لغوية أفضل.

ردّا على إقتراحات مستخدمي الإنترنت الصينيين وريان تشو، تقول سيبرغ بأنه سيتم النظر في مسألة إنشاء المزيد من المطاعم الآسيوية، وتوظيف موظفي خدمات يتقنون اللغة الصينية في خطة البناء والتطوير المستقبلية للمطارات.

ريان خلال تجربته في مطار هلسنكي

حسن الضيافة لا يتوقف عند هذا الحد، إذ إضافة إلى تحسين جودة الخدمات، تعمل سلطات السياحة الأجنبية على دراسة الثقافة والتقاليد الصينية لكسب رضا السائح الصيني.

"عند تخصيص الغرف لضيوفنا الصينيين ، نحاول تجنب الغرفة رقم 4 ، لأن هذا الرقم يعبر عن الحظ السيء في الثقافة الصينية. وعادة مايفضل السياح الصينيين الغرف التي تحمل أرقام ستة أو ثمانية أو تسعة، والتي ترمز إلى الحظ". يقول لورينزو بيانزي، رئيس رابطة فنادق تيسينو في سويسرا.

من المؤكد أن الخدمة الجيدة تدرّ أرباحا جيدة أيضا، وخاصة حينما يتعلق الأمر بعدد السياح الصينيين الكبير في الخارج وقوتهم الشرائية العالية. فوفقا لتقرير صادر عن أكاديمية الصين للسياحة في مارس الماضي، قام المسافرون الصينيون بـ 130.5 مليون رحلة خارجية في عام 2017، وأنفقوا أكثر من 115 مليون دولار، وبذلك حافظت الصين على مكانتها كأكبر مصدر للسياحة الخارجية للعام الخامس على التتالي.

من جهة أخرى، كشف تقرير نيلسن السياحي لعام 2017، بأن السائحين الصينيين ينفقون ما معدله 762 دولارًا للشخص الواحد على التسوق خلال رحلاتهم في الخارج، في حين ينفق السائحون غير الصينيين ما متوسطه 486 دولارًا.

"كان السائحون الصينيون يوصفون بأنهم فظون وغير متعلمين، رغم أن الوجهات الأجنبية بالكاد تدرك أن افتقارها للخدمة المناسبة وفهم العادات الصينية قد يكون السبب وراء هذا الرأي المتحيز" يقول تشن، ويضيف بأن هذا الإنطباع قد يتغير مع الإزدهار الذي تعيشه سوق السياحة الصينية.

في ذات الصدد، يرى كارلوس سينتيس، رئيس المشروع الإسباني الصيني في شركة هينكواي للاستشارات، في حوار مع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ان صناعة السياحة العالمية يجب ان تعدل استراتيجياتها وتعلم كيفية التواصل مع السائح الصيني، مثلما فعلت مع البريطانيين أو الالمان.

"نرتكب خطأً كبيراً حينما نعتقد بأن الصينيين أشخاص غريبين لديهم عادات مختلفة تمامًا. نحن نريد كسب المال، لكننا لا نحبهم، وهذا بالتأكيد يحمل شيئا من العنصرية،" يقول كارلوس. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×