13 يونيو 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نشرت وكالة كيرني لإستشارات الإدارة الدولية مؤخرا، "تقرير المدن العالمية لعام 2018”. ووفقا للتقرير، حلّت هونغ كونغ في المرتبة الخامسة من حيث "مؤشر المدن العالمية"، أما بكين فجاءت في المرتبة التاسعة، واحتلّت شنغهاي المرتبة الـ19. بالإضافة إلى ذلك، أدرج التقرير الأخير 7 مدن جديدة في مؤشر المناطق الحضرية العالمية، بينها ستة مدن صينية: تشانغشا وفوشان ونينغبو وتانغشان ووشى ويانتاي.
وأجرى التقرير مسحا على 135 مدينة من 6 مناطق كبرى في العالم. وصدر تقرير هذا العام تحت موضوع "التعلم من الشرق -إلهام نجاح المدن الصينية"، وتضمن محتوى التقرير "مؤشر المدن العالمية" و "آفاق المدن العالمية". حيث فحص المؤشر الأول الأداء الحضري للمدن، وقام المؤشر الثاني بتقييم الإمكانيات الحضرية للمدينة. ويبحث "مؤشر المدن العالمية" بشكل رئيسي خمسة جوانب، هي: الأنشطة التجارية الحضرية، ورأس المال البشري، وتبادل المعلومات، والتجربة الثقافية والمشاركة السياسية. أما "مؤشر آفاق المدن العالمية"، فينطوي على أربعة مؤشرات رئيسية، تتعلق بإمتيازات سكان المدن، والاقتصاد، والابتكار والحوكمة. وتجدر الإشارة إلى أن قادة الأعمال في مختلف الدول، غالبا ما يعودون إلى هذه المؤشرات عند التفكير في تطوير الأعمال الدولية.
بماذا يمكن أن تفيد المدن الصينية المدن العالمية؟
ذكر الكاتب بمجلة فوربس كينيث رابوزا في مقاله "المدن الصينية باتت أكبر وأفضل وأسرع"، ان المدن الصينية الأسرع كانت نموا في الترتيب العالمي بالمقارنة مع الدول الأخرى على مستوى المدن ذات الإمكانيات الكبيرة. وفقا لنظام كيرني للتصنيف، سجلت العديد من المدن الصينية المدرجة لأول مرة في "مؤشر المدن العالمية" نموا بمعدل 1.8 ٪ سنويا، في حين سجلت مدن أمريكا الشمالية معدل نمو سنوي بـ 0.6 ٪.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن الأداء القوي للتنمية الحضرية في الصين قد أثار الإهتمام والتفكير: ما الذي فعلته الصين صحيحا؟ ماذا يمكن أن تتعلم الدول الأخرى من الصين؟ معتبرا أن الإجابة تبدو بسيطة، حيث تكمن في الجهود المشتركة من الدولة والكيانات المحلية لتحسين القدرة التنافسية الوطنية. ما يوفر نموذجا جيدا للعمل المشترك بين الشركات والحكومات والمجتمع على المستويات الوطنية والمحلية.
وحسب مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي قدمته كيرني، ظلت الصين لمدة 20 عاما واحدة من أكبر خمس دول في قائمة نوايا الاستثمار الأجنبي المباشر. بالإضافة إلى ذلك، قامت الصين أيضا بتوسيع قوتها العاملة من خلال تدريب مواطنيها وجذب المواهب الأجنبية. ومع تدفقات رؤوس الأموال العامة والخاصة، أصبحت ريادة الأعمال مسارا جديدا للتنمية المهنية، وبدأت أجيالا جديدة من قصص النجاح التجاري في الظهور. كما أشار التقرير إلى أن الصين قد بدأت جني ثمار استراتيجية التنمية الحضرية الشاملة، وأن الآن بصدد بناء مركزًا حضريًا، وستستمر في جذب الشركات المحلية والأجنبية والمواهب والثقافة.
لماذا يجب الإهتمام بترتيب المدن العالمية؟
على مدار العقد الماضي، ظل تقرير كيرني يرصد اتجاهات التنمية الحضرية، والتي تعبر عن المدن التي تعمل على رفع قدرتها التنافسية والعوامل التي أسهمت في هذا التقدم. وفي ظل تقدم عملية التوطين وتزايد التحديات التجارية وتصاعد الخطاب السياسي الشعوبي، لم تعد أهمية هذا التقرير مجرد ترتيب، بل بات بإمكانه أن يكشف عن المدن التي تبشر بالتحول والنمو والمدن التي تتجه نحو التقهقر. وأكّد التقرير على أن التنمية العمرانية بصدد التوسع عبر العالم، وبأنها تعد مؤشرا يعكس التوسع المستمر للاقتصاد العالمي.
في ذات السياق، ومنذ أن أعلنت شركة أمازون للتجارة الإلكترونية العملاقة عن خطتها لتأسيس مقرها الثاني في منطقة أمريكا الشمالية، بدأت كبريات مدن أمريكا الشمالية التنافس على هذا الإستثمار الذي تناهز قيمته خمسة مليارات دولار أمريكي، والتي يمكن أن تجلب عشرات الآلاف من فرص العمل. وهذا ما يمكن أن يفسر تقدم بعض المدن في الوقت الذي تتأخر فيه بعض المدن الأخرى.
في تصنيف "مؤشر المدن العالمية" لهذا العام، حافظت نيويورك ولندن وباريس على المراكز الثلاثة الأولى. وليس من الصعب أن نجد أن هذه المدن الثلاث تشترك في جملة من الخصائص، وهي القدرة على جذب أكبر الشركات والمواهب، فضلاً عن الاستثمارات الكبرى. كما تدمج المدن الثلاث عناصر مثل التجارة والموارد البشرية والمعلومات والسياسة والثقافة في تطوير الشركات والموظفين.