اعداد وتحرير / د. فايزة سعيد كاب
12 يوليو 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ يوم 12 يوليو الجاري عن أن الزيارة الخارجية التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الفترة ما بين 19 الى 24 يوليو الجاري ستشمل دولة الامارات العربية المتحدة بناءا على دعوة خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
في هذا الصدد، أكد الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى بكين في تصريح خاص لصحيفة الشعب اليومية اونلاين، أن الزيارة المرتقبة ستكون علامة بارزة في تاريخ العلاقات الثنائية، خاصة باعتبارها أول زيارة دولة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد تجديد الثقة فيه من قبل الشعب الصيني، وفي ذلك دلالة على المكانة الكبيرة لدولة الإمارات في سلم أولويات القادة الصينيين، وصرح أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهمة تغطي مجالات مختلفة ستساهم في رفع مستوى العلاقات إلى مستوى أعلى وستفتح صفحة جديدة وواعدة في كتاب العلاقات الثنائية.
وأشار السفير الى أن العلاقات الإماراتية الصينية تقوم على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل والشفافية في التعامل، وتتميز بتطورها الإيجابي السريع خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاستثمارية المشجعة لدولة الإمارات والصين، والتي ساهمت بشكل كبير في تسريع تطور العلاقات الثنائية. حيث تعتبر الامارات أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، دون احتساب النفط، وقد استطاعت الدولتان تحقيق العديد من الإنجازات منذ إقامة علاقاتهما الدبلوماسية من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتأسيس الصندوق الاستثماري المشترك، كما تعد الإمارات من الدول المهمة الواقعة على جانبي الحزام والطريق وعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، وتعتبر دولة الإمارات اليوم شريك تجاري استراتيجي مهم للصين والوجهة الأولى للصادرات الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حيث أن 60% من صادرات الصين لهذه الدول يمر عبر الإمارات، وسوقاً مهماً للاستثمارات والمقاولات الخارجية والذي بدوره سيخلق تكاملاً اقتصادياً مع الصين. مشيدا بمستوى العلاقات الثنائية الذي وصل في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين، والزيارات المتبادلة لقادة البلدين، التي لعبت دوراً محورياً في دفع العلاقات السياسية بين الجانبين الإماراتي والصيني نحو مزيد من الشراكة الاستراتيجية خاصة وأن البلدين يشهدان نمواً غير مسبوق عالمياً على كافة الأصعدة. مؤكدا أن دولة الامارات تواصل بالتعاون مع الصين استكشاف السبل الكفيلة بإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الثنائية وبناء مستواها الأعلى، ونحن نتطلع إلى شراكة استراتيجية شاملة مع الصين في المستقبل.
أضاف السفير، إن التعاون بين الإمارات والصين هو تعاون مثمر للغاية، ليس فقط فيما يتعلق بمجال الطاقة، ولكن في مجالات مختلفة أخرى تشمل الاستثمار والصناعة والطاقة المتجددة والشركات الصغيرة والمتوسطة والصحة والتعليم والسياحة والبنية التحتية والخدمات المالية والطيران وغيرها، ومن بين المشاريع الرئيسية بين البلدين إنشاء صندوق الاستثمار الذي يلعب دوراً محورياً في تعزيز الاقتصاد، وتعميق الروابط في إطار التعاون الاستثماري ودعم التنمية المستدامة في مجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر. بالإضافة إلى العديد من المشاريع الكبرى الأخرى مثل ميناء خليفة، ومشروع منطقة التعاون في القدرة الانتاجية ومشروع زراعة الأرز في المنطقة الصحراوية بالتعاون مع مجموعة من الخبراء الصينيين، وموانئ أبوظبي، وشركة الاستثمار والتعاون في الخارج التابعة لمقاطعة جيانغسو المحدودة، كما وقعت 15 شركة صينية اتفاقيات استثمار بقيمة مليار دولار في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة والتي تعتبر أكبر منطقة حرة من نوعها في الشرق الأوسط، كذلك أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المُركَّزة في العالم بقدرة 700 ميجاوات في دبي، وغيرها من المشاريع التي تغطي مجالات مختلفة .
وحول مبادرة " الحزام والطريق" ومبادرة “بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" الصينيتين، قال السفير أن هذه المبادرات هي كلها مبادرات رائدة تدعوا في جوهرها إلى النهوض بالأمم والشعوب على اختلافها في كنف من السلام والأمن والاحترام المتبادل. وإن هذه المبادرات تعالج بشكل مباشر وغير مباشر أهم القضايا التي تؤرق دول الشرق الأوسط الآن وهي: التنمية ومكافحة الإرهاب كما تكمن أهمية وقيمة مبادرة "المجتمع المشترك المصير للبشرية " حيث أنها تربط بين أحلام الشعب الصيني وأحلام الشعوب الأخرى حول العالم بشكل وثيق، وتعتبر أن جميع الشعوب على اختلافهم هم أفراد لنفس العائلة. ومصير الأمة الصينية يتقاطع مع مصير كل الأمم، وبالتالي فإن التوافق والتصالح والانفتاح على الآخر، كلها شروط أساسية لتحقيق أحلام جميع الشعوب ولتأمين مصيرها المشترك. مضيفاً، أن هذا الحلم قد يصعب تحويله إلى واقع في غياب بيئة يسود فيها السلام ويستقر فيها النظام الدولي. وعليه، فإن العالم اليوم أمام تحديات كبيرة لتحقيق هذا الحلم وعلى رأسها محاربة الارهاب وتحقيق التنمية والسلم العالميين. ومن هنا نلمس الرؤية الاستشرافية في مبادرة المجتمع ذي المصير المشترك في كونها تمثل بدرجة كبيرة صمام أمان يساهم على المدى المتوسط والبعيد في مواجهة هذه التحديات بحكمة وفعالية. معربا عن سروره بما تم تحقيقه حتى الآن بين الصين والدول العربية والافريقية في هذا الإطار، متطلعاً إلى مزيد من الانجازات التي تترجم هذه المبادرة إلى ثمار يطيب أكلها للشعوب العربية والصينية وكل شعوب العالم. وعليه، فإنه بات من الضروري تكاثف جهود المجتمع الدولي من أجل توفير الآليات وبسط الأرضية المناسبة لتفعيل كل المبادرات الإيجابية والحكيمة على غرار مبادرة "الحزام والطريق"، التي تمثل بشكل واضح آلية جدية للدفع المشترك للتنمية العالمية وجوهر فلسفة "المصير المشترك للبشرية".